منتديات نور الاسلام الطبية
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه معنا تجد كل ما تحب
منتديات نور الاسلام الطبية
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه معنا تجد كل ما تحب
منتديات نور الاسلام الطبية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى طبى اسلامى مختص بكل مجالات الحياة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولجالب المواضيع

 

 ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ميدو
عضو متميز متقدم
عضو متميز متقدم



الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1366
العمر : 35
الجنسيه : 0
تاريخ التسجيل : 13/10/2008
نقاط : 2328

ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة Empty
مُساهمةموضوع: ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة   ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة I_icon_minitimeالخميس يونيو 11, 2009 12:58 pm

ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة


وهو موسى بن عمران بن قاهث بن عازر بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام ، قال تعالى : " واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا * وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا * ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا " .


وقد ذكره الله تعالى في مواضع كثيرة متفرقة من القرآن . وذكر قصته في مواضع متعددة مبسوطة وغير مطولة . وقد تكلمنا على ذلك كله في مواضعه من التفسير . وسنورد سيرته هاهنا من ابتدائها إلى آخرها من الكتاب والسنة وما ورد في الآثار المنقولة من الإسرائيليات الذي ذكرها السلف وغيرهم إن شاء الله ، وبه الثقة وعليه التكلان .


قالالله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم" طسم * تلك آيات الكتاب المبين * نتلوا عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون * إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين * ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون " .


يذكر تعالى ملخص القصة ثم يبسطها بعد هذا ، فذكر أنه يتلو على نبيه خبر موسى وفرعون بالحق ، أي بالصدق الذي كأن سامعه مشاهد للأمر معاين له .


" إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا " أي تجبر وعتا وطغى وبغى ، وآثر الحياة الدنيا ، وأعرض عن طاعة الرب الأعلى . وجعل أهلها شيعاً ، أي قسم رعيته إلى أقسام ، وفرق وأنواع ، يستضعف طائفة منهم ، وهم شعب بني إسرائيل الذين هم من سلالة نبي الله يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله . وكانوا إذ ذاك خيار أهل الأرض . وقد سلط عليهم هذا الملك الظالم الغاشم الكافر الفاجر . يستعبدهم ويستخدمهم في أخس الصنائع والحرف وأرداها وأدناها ومع هذا " يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين " .


وكان الحامل له على هذا الصنيع القبيح أن بني إسرائيل كانوا يتدارسون فيما بينهم ما يأثرونه عن إبراهيم عليه السلام ، من أنه سيخرج من ذريته غلام يكون هلاك ملك مصر على يديه ، وذلك - والله أعلم - حين كان جرى على سارة امرأة الخليل من ملك مصر ، من إرادته إياها على السوء وعصمة الله لها . وكانت هذه البشارة مشهورة في بني إسرائيل . فتحدث بها القبط فيما بينهم ، ووصلت إلى فرعون فذكرها له بعض أمرائه وأساورته وهم يسمرون عنده ، فأمر عند ذلك بقتل أبناء بني إسرائيل ، حذراً من وجود هذا الغلام . ولن يغني حذر من قدر !


وذكر السدي عن أبي صالح وأبي مالك ، عن ابن عباس ، وعن مرة عن ابن مسعود ، وعن أناس من الصحابة : أن فرعون رأى في منامه ، كأن ناراً قد أقبلت من نحو بيت المقدس ، فأحرقت دور مصر وجميع القبط ولم تضر بني إسرائيل . فلما استيقظ هاله ذلك ، فجمع الكهنة والحذقة والسحرة ، وسألهم عن ذلك ، فقالوا : هذا غلام يولد من هؤلاء ، يكون سبب هلاك أهل مصر على يديه ، فلهذا أمر بقتل الغلمان وترك النسوان .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ميدو
عضو متميز متقدم
عضو متميز متقدم



الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1366
العمر : 35
الجنسيه : 0
تاريخ التسجيل : 13/10/2008
نقاط : 2328

ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة   ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة I_icon_minitimeالخميس يونيو 11, 2009 12:58 pm

ولهذا قال الله تعالى : " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض " وهم بنو إسرائيل ، " ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين " أي الذين يئول ملك مصر وبلادها إليهم : " ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون " أي سنجعل الضعيف قوياً والمقهور قاهراً والذليل عزيزاً ، وقد جرى هذا كله لبني إسرائيل ، كما قال تعالى : " وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا " الآية وقال تعالى : " فأخرجناهم من جنات وعيون * وكنوز ومقام كريم * كذلك وأورثناها بني إسرائيل " وسيأتي تفصيل ذلك في موضعه إن شاء الله .


* * *


والمقصود أن فرعون احترز كل الإحتراز ألا يوجد موسى ، حتى جعل رجالاً وقوابل يدورون على الحبالي ، ويعلمون ميقات وضعهن ، فلا تلد امرأة ذكراً إلا ذبحه أولئك الذباحون من ساعته .


وعند أهل الكتاب : أنه إنما كان يأمر بقتل الغلمان ، لتضعف شوكة بني إسرائيل ، فلا يقاوموهم إذا غالبوهم أو قاتلوهم .


وهذا فيه نظر ، بل هو باطل . وإنما هذا في الأمر يقتل الولدان بعد بعثة موسى ، كما قال تعالى : " فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم " ولهذا قالت بنو إسرائيل لموسى : " أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا " .


فالصحيح أن فرعون إنما أمر بقتل الغلمان أولاً ، حذراً من وجود موسى .


هذا ، والقدر يقول : يا أيهذا الملك الجبار ، المغرور بكثرة جنوده وسلطة بأسه واتساع سلطانه ، قد حكم العظيم الذي لا يغالب ولا يمانع ، ولا تخالف أقداره ، إن هذا المولود الذي تحترز منه ، وقد قتلت بسببه من النفوس ما لا يعد ولا يحصى ، لا يكون مرباه إلا في دارك وعلى فراشك ، ولا يغذي إلا بطعامك وشرابك في منزلك ، وأنت الذي تتبناه وتربيه وتتفداه ، ولا تطلع على سر معناه ، ثم يكون هلاكك في دنياك وأخراك على يديه ، لمخالفتك ما جاءك به من الحق المبين ، وتكذيبك ما أوحي إليه ، لتعلم أنت وسائر الخلق ، أن رب السموات والأرض هو الفعال لما يريد ، وأنه هو القوي الشديد ، ذو البأس العظيم ، والحول والقوة ، والمشيئة التي لا مرد لها !


وقد ذكر غير واحد من المفسرين : أن القبط شكوا إلى فرعون قلة بني إسرائيل ، بسبب قتل ولدانهم الذكور ، وخشي أن تتفاني الكبار مع قتل الصغار ، فيصيرون هم الذين يلون ما كان بنو إسرائيل يعالجون فأمر فرعون بقتل الأبناء عاماً وأن يتركوا عاماً فدكروا أن هارون عليه السلام ولد في عام المسامحة عن قتل الأبناء ، وأن موسى عليه السلام ولد في عام قتلهم ، فضاقت أمه به ذرعاً واحترزت من أول ما حبلت ، ولم يكن يظهر عليها مخايل الحبل . فلما وضعت ألهمت أن اتخذت له تابوتاً ، فربطته في حبل وكانت دارها متاخمة للنيل ، فكانت ترضعه ، فإذا خشيت من أحد وضعته في ذلك التابوت فأرسلته في البحر ، وأمسكت طرف الحبل عندها ، فإذا ذهبوا استرجعته إليها به .


قال الله تعالى : " وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين * فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين * وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون " .


هذا الوحي وحي إلهام وإرشاد كما قال تعالى : " وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون * ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها " . الآية . وليس هو بوحى نبوة كما زعمه ابن حزم وغير واحد من المتكلمين بل الصحيح الأول ، كما حكاه أبوه الحسن الأشعري عن أهل السنة والجماعة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ميدو
عضو متميز متقدم
عضو متميز متقدم



الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1366
العمر : 35
الجنسيه : 0
تاريخ التسجيل : 13/10/2008
نقاط : 2328

ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة   ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة I_icon_minitimeالخميس يونيو 11, 2009 12:59 pm

قال السهيلي : واسم أم موسى أيارخا وقيل ، أياذخت المقصود أنها أرشدت إلى هذا الذي ذكرناه ، وألقى في خلدها وروعها ألا تخافي ولا تحزني ، فإنه إن ذهب فإن الله سيرده إليك ، وإن الله سيجعله نبياً مرسلاً ، يعلى كلمته في الدنيا والآخرة ، فكانت تصنع ما أمرت به فأرسلته ذات يوم وذهلت أن تربط طرف الحبل عندها فذهب مع النيل فمر على دار فرعون " فالتقطه آل فرعون " قال الله تعالى : " ليكون لهم عدوا وحزنا " قال بعضهم : هذه ( لام ) العاقبة ، وهو ظاهر إن كان متعلقاً بقوله : " فالتقطه " وأما إن جعل متعلقاً بمضمون الكلام ، وهو أن آل فرعون قيضوا لالتقاطه ليكون لهم عدواً وحزناً ، وصارت اللام معللة كغيرها . . والله أعلم . ويقوى هذا التقدير الثاني قوله : " إن فرعون وهامان " وهو الوزير السوء " وجنودهما " التابعين لهما " كانوا خاطئين " أي كانوا على خلاف الصواب ، فاستحقوا هذه العقوبة والحسرة .


وذكر المفسرون : أن الجواري التقطنة من البحر في تابوت مغلق عليه ، فلم يتجاسرن على فتحه ، حتى وضعنه بين يدي امرأة فرعون آسية بنت مزاحم بن عبيد بن الريان بن الوليد ، الذي كان فرعون مصر في زمن يوسف ، وقيل إنها كانت من بني إسرائيل من سبط موسى . وقيل بل كانت عمته ، حكاه السهيلي . . فالله أعلم .


وسيأتي مدحها والثناء عليها في قصة مريم بنت عمران ، وأنهما يكونان يوم القيامة من أزواج رسول الله ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة Sallah في الجنة .


فلما فتحت الباب وكشفت الحجاب ، ورأت وجهه يتلألأ بتلك الأنوار النبوية والجلالة الموسوية ، فلما رأته ووقع نظرها عليه أحبته حباً شديداً جداً فلما جاء فرعون قال : ما هذا ؟ وأمر بذبحه ، فاستوهبته منه ودفعت عنه وقالت : " قرة عين لي ولك " فقال لها فرعون : أما لك فنعم وأما لي فلا ، أي لا حاجة لي به . والبلاء موكل بالمنطق !


وقولها : " عسى أن ينفعنا " قد أنالها الله ما رجت من النفع أما في الدنيا فهداها الله به ، وأما في الآخرة فأسكنها جنته بسببه . " أو نتخذه ولدا " وذلك أنهما تبنياه ، لأنه لم يكن يولد لهما ولد . قال الله تعالى : " وهم لا يشعرون " أي لا يدرون ماذا يريد الله بهم ، أن قيضهم لالتقاطه ، من النقمة العظيمة لفرعون وجنوده ؟


وعند أهل الكتاب أن التي التقطت موسى دربته ابنة فرعون وليس لامرأته ذكر بالكلية وهذا من غلطهم على كتاب الله عز وجل .


وقال الله تعالى : " وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين * وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون * وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون * فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون " .


قال ابن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وأبو عبيدة والحسن وقتادة والضحاك وغيرهم : " وأصبح فؤاد أم موسى فارغا " أي من كل شيء من أمور الدنيا إلا مكن موسى " إن كادت لتبدي به " أي لتظهر أمره وتسأل عنه جهرة " لولا أن ربطنا على قلبها " أي صبرناها وثبتناها " لتكون من المؤمنين * وقالت لأخته " وهي ابنته الكبيرة : " قصيه " أي اتبعي أثره ، واطلبي لي خبره " فبصرت به عن جنب " قال مجاهد : عن بعد . وقال قتادة : جعلت تنظر إليه وكأنها لا تريده . ولهذا قال : " وهم لا يشعرون " وذلك لأن موسى عليه السلام لما استقر بدار فرعون أرادوا أن يغذوه برضاعة فلم يقبل ثدياً ولا أخذ طعاماً ، فحاروا في أمره ، واجتهدوا على تغذيته بكل ممكن فلم يفعل ، كما قال تعالى : " وحرمنا عليه المراضع من قبل " فأرسلوه مع القوابل والنساء إلى السوق ، لعلهم يجدون من يوافق رضاعته . فبينما هم وقوف به والنساء إلى السوق عكوف عليه إذ بصرت به أخته ، فلم تظهر أنها تعرفه بل قالت : " هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون " ؟ قال ابن عباس : لما قالت ذلك ، قالوا لها : ما يدريك بنصحهم وشفقتهم عليه ؟ فقالت : رغبة في سرور الملك ورجاء منفعته .


فأطلقوها وذهبوا معها إلى منزلهم ، فأخذته أمه ، فلما أرضعته التقم ثديها وأخذ يمتصه ويرتضعه ، ففرحوا بذلك فرحاً شديداً ، وذهب البشير إلى آسية يعلمها بذلك ، فاستدعتها إلى منزلها وعرضت عليها أن تكون عندها ، وأن تحسن إليها . فأبت عليها وقالت إن لي بعلاً وأولاداً ، ولست أقدر على هذا إلا أن ترسليه معي . فأرسلته معها ، ورتبت لها رواتب ، وأجرت عليها النفقات والكساوى والهبات ، فرجعت به تحوزه إلى رحلها وقد جمع الله شمله بشملها .


قال الله تعالى : " فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق " أي كما وعدها برده ورسالته ، فهذا رده ، وهو دليل على صدق البشارة برسالته . " ولكن أكثرهم لا يعلمون " .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ميدو
عضو متميز متقدم
عضو متميز متقدم



الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1366
العمر : 35
الجنسيه : 0
تاريخ التسجيل : 13/10/2008
نقاط : 2328

ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة   ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة I_icon_minitimeالخميس يونيو 11, 2009 1:00 pm

وقد امتن على موسى بهذا ليلة كلمه ، فقال له فيما قال : " ولقد مننا عليك مرة أخرى * إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى * أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني " وذلك أنه كان يراه أحد إلا أحبه " ولتصنع على عيني " قال قتادة وغير واحد من السلف : أي تطعم وترفه وتعذي بأطيب المآكل ، وتلبس أحسن الملابس بمرأى مني ، وذلك كله بحفظي وكلاءتي لك فيما صنعت بك ولك ، وقدرته من الأمور التي لا يقدر عليها غيري . " إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا " وسنورد حديث الفتون في موضعه بعد هذا إن شاء الله تعالى ، وبه الثقة وعليه التكلان .


" ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين * ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين * قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم * قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين " .


لما ذكر تعالى أنه أنعم على أمه برده لها وإحسانه بذلك وامتنانه عليها ، شرع في ذكر أنه لما بلغ أشده واستوى ، وهو احتكام الخلق والخلق ، وهو سن الأربعين في قول الأكثرين ، آتاه الله حكماً وعلماً ، وهو النبوة والرسالة التي كان بشر بها أمه حين قال : " إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين " .


ثم شرع في ذكر سبب خروجه * من بلاد مصر ، وذهابه إلى أرض مدين وإقامته هنالك ، حتى كمل الأجل وانقضى الأمد ، وكان ما كان من كلام الله له ، وإكرامه بما أكرمه به ، كما سيأتي .


قال تعالى : " ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها " قال ابن عباس وسعيد بن جبير وعكرمة وقتادة والسدي : وذلك نصف النهار ، وعن ابن عباس : بين العشائين .


" فوجد فيها رجلين يقتتلان " أي يتضاربان ويتهارشان " هذا من شيعته " أي إسرائيلي " وهذا من عدوه " أي قبطي . قاله ابن عباس وقتادة والسدي ومحمد بن إسحاق .


" فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه " وذلك أن موسى عليه السلام ، كانت له بديار مصر صولة ، بسبب نسبته إلى تبني فرعون له وتربيته في بيته ، وكانت بنو إسرائيل قد عزوا وصارت لهم وجاهة ، وارتفعت رءوسهم بسبب أنهم أرضعوه ، وهم أخواله - أي من الرضاعة - فلما استغاث ذلك الإسرائيلي موسى عليه السلام على ذلك القبطي أقبل إليه موسى " فوكزه " قال مجاهد : أي طعنه بجمع كفه ، وقال قتادة : بعصاً كانت معه ، " فقضى عليه " أي فمات منها .


وقد كان ذلك القبطي كافراً مشركاً بالله العظيم ، ولم يرد موسى قتله بالكلية ، وإنما أراد زجره وردعه ، ومع هذا " قال " موسى : " هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين * قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم * قال رب بما أنعمت علي " أي من العز والجاه " فلن أكون ظهيرا للمجرمين " .


" فأصبح في المدينة خائفا يترقب فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه قال له موسى إنك لغوي مبين * فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين * وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين * فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين " .


يخبر تعالى أن موسى أصبح بمدينة مصر خائفاً - أي من فرعون وملئه - أن يعلموا أن هذا القتيل الذي رفع إليه أمره ، إنما قتله موسى في نصرة رجل من بني إسرائيل ، فتقوى ظنونهم أن موسى منهم ، ويترتب على ذلك أمر عظيم .


فصار يسيرفي المدينة في صبيحة ذلك اليوم " خائفا يترقب " أي يتلفت ، فبينما هو كذلك ، إذ ذلك الرجل الإسرائيلي الذي استنصره بالأمس يستصرخه ، أي يصرخ به ويستغيثه على آخر قد قتله ، فعنفه موسى ولامه على كثرة شره ومخامته ، قال له : " إنك لغوي مبين " ثم أراد أن يبطش بذلك القبطي ، الذي هو عدو لموسى وللإسرائيلي ، فيردعه عنه ويخلصه منه ، فلما عزم على ذلك وأقبل على القبطي " قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين " .


قال بعضهم : إنما قال هذا الكلام الإسرائيلي الذي اطلع على ما صنع موسى بالأمس ، وكأنه لما رأى موسى مقبلاً إلى القبطي اعتقد أنه جاء إليه ، لما عنفه قبل ذلك بقوله : " إنك لغوي مبين " فقال ما قال لموسى ، وأظهر الأمر الذي كان وقع بالأمس . فذهب القبطي فاستعدي فرعون على موسى . وهذا الذي لم يذكر كثير من الناس سواه . ويحتمل أن قائل هذه هو القبطي ، وأنه لما رآه مقبلاً إليه خافه ، ورأى من سجيته انتصاراً جديداً للإسرائيلي . فقال ما قال من باب الظن والفراسة : إن هذا لعله قاتل ذاك القتيل بالأمس ، أو لعله فهم من كلام الإسرائيلي حين استصرخه عليه ما دله على هذا . . والله أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ميدو
عضو متميز متقدم
عضو متميز متقدم



الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1366
العمر : 35
الجنسيه : 0
تاريخ التسجيل : 13/10/2008
نقاط : 2328

ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة   ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة I_icon_minitimeالخميس يونيو 11, 2009 1:01 pm

وقد امتن على موسى بهذا ليلة كلمه ، فقال له فيما قال : " ولقد مننا عليك مرة أخرى * إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى * أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني " وذلك أنه كان يراه أحد إلا أحبه " ولتصنع على عيني " قال قتادة وغير واحد من السلف : أي تطعم وترفه وتعذي بأطيب المآكل ، وتلبس أحسن الملابس بمرأى مني ، وذلك كله بحفظي وكلاءتي لك فيما صنعت بك ولك ، وقدرته من الأمور التي لا يقدر عليها غيري . " إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا " وسنورد حديث الفتون في موضعه بعد هذا إن شاء الله تعالى ، وبه الثقة وعليه التكلان .


" ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين * ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين * قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم * قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين " .


لما ذكر تعالى أنه أنعم على أمه برده لها وإحسانه بذلك وامتنانه عليها ، شرع في ذكر أنه لما بلغ أشده واستوى ، وهو احتكام الخلق والخلق ، وهو سن الأربعين في قول الأكثرين ، آتاه الله حكماً وعلماً ، وهو النبوة والرسالة التي كان بشر بها أمه حين قال : " إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين " .


ثم شرع في ذكر سبب خروجه * من بلاد مصر ، وذهابه إلى أرض مدين وإقامته هنالك ، حتى كمل الأجل وانقضى الأمد ، وكان ما كان من كلام الله له ، وإكرامه بما أكرمه به ، كما سيأتي .


قال تعالى : " ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها " قال ابن عباس وسعيد بن جبير وعكرمة وقتادة والسدي : وذلك نصف النهار ، وعن ابن عباس : بين العشائين .


" فوجد فيها رجلين يقتتلان " أي يتضاربان ويتهارشان " هذا من شيعته " أي إسرائيلي " وهذا من عدوه " أي قبطي . قاله ابن عباس وقتادة والسدي ومحمد بن إسحاق .


" فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه " وذلك أن موسى عليه السلام ، كانت له بديار مصر صولة ، بسبب نسبته إلى تبني فرعون له وتربيته في بيته ، وكانت بنو إسرائيل قد عزوا وصارت لهم وجاهة ، وارتفعت رءوسهم بسبب أنهم أرضعوه ، وهم أخواله - أي من الرضاعة - فلما استغاث ذلك الإسرائيلي موسى عليه السلام على ذلك القبطي أقبل إليه موسى " فوكزه " قال مجاهد : أي طعنه بجمع كفه ، وقال قتادة : بعصاً كانت معه ، " فقضى عليه " أي فمات منها .


وقد كان ذلك القبطي كافراً مشركاً بالله العظيم ، ولم يرد موسى قتله بالكلية ، وإنما أراد زجره وردعه ، ومع هذا " قال " موسى : " هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين * قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم * قال رب بما أنعمت علي " أي من العز والجاه " فلن أكون ظهيرا للمجرمين " .


" فأصبح في المدينة خائفا يترقب فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه قال له موسى إنك لغوي مبين * فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين * وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين * فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين " .


يخبر تعالى أن موسى أصبح بمدينة مصر خائفاً - أي من فرعون وملئه - أن يعلموا أن هذا القتيل الذي رفع إليه أمره ، إنما قتله موسى في نصرة رجل من بني إسرائيل ، فتقوى ظنونهم أن موسى منهم ، ويترتب على ذلك أمر عظيم .


فصار يسيرفي المدينة في صبيحة ذلك اليوم " خائفا يترقب " أي يتلفت ، فبينما هو كذلك ، إذ ذلك الرجل الإسرائيلي الذي استنصره بالأمس يستصرخه ، أي يصرخ به ويستغيثه على آخر قد قتله ، فعنفه موسى ولامه على كثرة شره ومخامته ، قال له : " إنك لغوي مبين " ثم أراد أن يبطش بذلك القبطي ، الذي هو عدو لموسى وللإسرائيلي ، فيردعه عنه ويخلصه منه ، فلما عزم على ذلك وأقبل على القبطي " قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين " .


قال بعضهم : إنما قال هذا الكلام الإسرائيلي الذي اطلع على ما صنع موسى بالأمس ، وكأنه لما رأى موسى مقبلاً إلى القبطي اعتقد أنه جاء إليه ، لما عنفه قبل ذلك بقوله : " إنك لغوي مبين " فقال ما قال لموسى ، وأظهر الأمر الذي كان وقع بالأمس . فذهب القبطي فاستعدي فرعون على موسى . وهذا الذي لم يذكر كثير من الناس سواه . ويحتمل أن قائل هذه هو القبطي ، وأنه لما رآه مقبلاً إليه خافه ، ورأى من سجيته انتصاراً جديداً للإسرائيلي . فقال ما قال من باب الظن والفراسة : إن هذا لعله قاتل ذاك القتيل بالأمس ، أو لعله فهم من كلام الإسرائيلي حين استصرخه عليه ما دله على هذا . . والله أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ميدو
عضو متميز متقدم
عضو متميز متقدم



الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1366
العمر : 35
الجنسيه : 0
تاريخ التسجيل : 13/10/2008
نقاط : 2328

ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة   ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة I_icon_minitimeالخميس يونيو 11, 2009 1:02 pm

خروج موسى من مصر إلى مدين
قال الله تعالى : " فخرج منها خائفا يترقب " أي فخرج من مدينة مصر من فوره على وجهه لا يهتدي إلى طريق ولا يعرفه ، قائلاً : " رب نجني من القوم الظالمين * ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل * ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير * فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير " .
يخبر تعالى عن خروج عبده ورسوله وكليمه من مصر خائفاً يترقب ، أي يتلفت ، وخشية أن يدركه أحد من قوم فرعون ، وهو لا يدري أين يتوجه ، ولا إلى أين يذهب ، وذلك لأنه لم يخرج من مصر قبلها .
" ولما توجه تلقاء مدين " أي اتجه له طريق يذهب فيه ، " قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل " أي عسى أن تكون هذه الطريق موصلة إلى المقصود . وكذا وقع ، فقد أوصلته إلى مقصود وأي مقصود .
" ولما ورد ماء مدين " وكانت بئراً يسقون منها ، ومدين هي المدينة التي أهلك الله فيها أصحاب الأيكة ، وهم قوم شعيب عليه السلام ، وقد كان هلاكهم قبل زمن موسى عليه السلام في أحد قولي العلماء .
ولما ورد الماء المذكور " وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان " أي تكفكفان عنهما غنمهما أن تختلط بغنم الناس .
وعند أهل الكتاب أنهن كن سبع بنات ، وهذا أيضاً من الغلط ، ولعلهن كن سبعاً ، ولكن إنما كان تسقي اثنتان منهن ، وهذا الجمع ممكن إن كان ذاك محفوظاً ، وإلا فالظاهر أنه لم يكن له سوى بنتين " قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير " أي لا نقدر على ورود الماء إلا بعد صدور الرعاء ، لضعفنا ، وسبب مباشرتنا هذه الرعية ضعف أبينا وكبره . قال الله تعالى : " فسقى لهما " .
قال المفسرون : وذلك أن الرعاء كانوا إذا فرغوا من وردهم . وضعوا على فم البئر صخرة عظيمة ، فتجيء هاتان المرأتان فيشرعان غنمهما في فضل أغنام الناس ، فلما كان ذلك اليوم ، جاء موسى فرفع تلك الصخرة وحده ، ثم استقى لهما وسقى غنمهما . ثم رد الحجر كما كان . قال أمير المؤمنين عمر : وكان لا يرفعه إلا عشرة ، وإنما استقى ذنوباً واحداً فكفاهما .
ثم تولى إلى الضل ، قالوا : وكان ظل شجرة من السمر وروى ابن جرير عن ابن مسعود ، أنه رآها خضراء ترف " فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير " .
قال ابن عباس : سار من مصر إلى مدين لم يأكل إلا البقل وورق الشجر ، وكان حافياً فسقطت نعلاً قدميه من الحفاء وجلس في الظل - وهو صفوة الله من خلقه - وإن بطنه للاصق بظهره من الجوع ، وإن خضرة البقل لترى من داخل جوفه . وإنه لمحتاج إلى شق تمرة .
قال عطاء بن السائب لما قال : " رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير " أسمع المرأة .
" فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين * قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين * قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين * قال ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي والله على ما نقول وكيل " .
لما جلس موسى عليه السلام في الظل وقال : " رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير " سمعته المرأتان فيما قيل ، فذهبتا إلى أبيهما فيقال : إنه استنكر سرعة رجوعهما ، فأخبرتاه بما كان من أمر موسى عليه السلام . فأمر إحداهما ، أن تذهب إليه فتدعوه : " فجاءته إحداهما تمشي على استحياء " أي مشي الحرائر ، " قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا " صرحت له بهذا لئلا يوهم كلامها ريبة . وهذا من تمام حيائها وصيانتها : " فلما جاءه وقص عليه القصص " وأخبره خبره وما كان من أمره في خروجه من بلاد مصر فراراً من فرعونها . " قال " له ذلك الشيخ : " لا تخف نجوت من القوم الظالمين " أي خرجت من سلطانهم فلست في دولتهم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ميدو
عضو متميز متقدم
عضو متميز متقدم



الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1366
العمر : 35
الجنسيه : 0
تاريخ التسجيل : 13/10/2008
نقاط : 2328

ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة   ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة I_icon_minitimeالخميس يونيو 11, 2009 1:03 pm

وقد اختلفوا في هذا الشيخ من هو ؟ فقيل هو شعيب عليه السلام . وهذا هو المشهور عند كثيرين ، وممن نص عليه الحسن البصري ومالك بن أنس ، وجاء مصرحاً به في حديث ، ولكن في إسناده نظر .
وصرح طائفة بأن شعيباً عليه السلام عاش عمراً طويلاً بعد هلاك قومه ، حتى أدركه موسى عليه السلام هذا ، وتزوج بابنته .
وروى ابن أبي حاتم وغيره عن الحسن البصري : أن صاحب موسى عليه السلام هذا ، اسمه شعيب ، وكان سيد الماء ، ولكن ليس بالنبي صاحب مدين . وقيل : إنه ابن أخي شعيب ، وقيل : ابن عمه ، وقيل : رجل مؤمن من قوم شعيب ، وقيل : رجل اسمه يثرون هكذا هو في كتب أهل الكتاب : يثرون كاهن مدين . أي كبيرها وعالمها .
وقال ابن عباس وأبو عبيدة بن عبد الله : اسمه يثرون . زاد أبو عبيدة : وهو ابن أخي شعيب . وزاد ابن عباس : صاحب مدين .
والمقصود : أنه لما أضافه وأكرم مثواه ، وقص عليه ما كان من أمره بشره بأنه قد نجا ، فعند ذلك قالت إحدى البنتين لأبيها : " يا أبت استأجره " أي لرعي غنمك ، ثم مدحته بأنه قوي أمين .
قال عمر وابن عباس وشريح القاضي وأبو مالك وقتادة ومحمد بن إسحاق وغير واحد : لما قالت ذلك ، قال لها أبوها : وما علمك بهذا ؟ فقال : إنه رفع صخرة لا يطيق رفعها إلا عشرة ، وإنه لما جئت معه تقدمت أمامه ، فقال : كوني من ورائي ، فإذا اختلف الطريق فاحذفي لي بحصاة أعلم بها كيف الطريق .
قال ابن مسعود : أفرس الناس ثلاثة : صاحب يوسف حين قال لامرأته : " أكرمي مثواه " وصاحبة موسى حين قالت : " يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين " وأبو بكر حين استخلف عمر بن الخطاب .
" قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين " .
استدل بهذه جماعة من أصحاب أبي حنيفة رحمه الله ، على صحة ما إذا باعه أحد هذين العبدين أو الثوبين ونحو ذلك ، أن يصح ، لقوله : " إحدى ابنتي هاتين " .
وفي هذا نظر ، لأن هذه مراوضة لا معاقدة . . والله أعلم .
واستدل أصحاب أحمد على صحة الإستئجار بالطعمة والكسوة ، كما جرت به العادة ، واستأنسوا بالحديث الذي رواه ابن ماجه في سننه مترجماً عليه في كتابه : باب استئجار الأجير على طعام بطنه حدثنا محمد بن المصفى الحمصي ، حدثنا بقية بن الوليد ، عن مسلمة بن على ، عن سعيد بن أبي أيوب ، عن الحارث بن يزيد ، عن على بن رباح قال : سمعت عتبة ابن الندر يقول : كنا عند رسول الله ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة Sallah فقرأ : " طسم " حتى إذا بلغ قصة موسى ، قال : " إن موسى عليه السلام آجر نفسه ثماني سنين - أو عشر سنين - على عفة فرجه وطعام بطنه " .
وهذا الحديث من هذا الوجه لا يصح ، لأن مسلمة بن على الخشني الدمشقي البلاطي ضعيف عند الأئمة لا يحتج بتفرده ، ولكن قد روى من وجه آخر ، فقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكر ، حدثني أبي لهيعة . ح . وحدثنا أبو زرعة ، حدثنا صفوان ، حدثنا الوليد ، حدثنا عبد الله بن لهيعة ، عن الحارث بن يزيد الحضرمي ، عن علي بن رباح اللخمي قال : سمعت عتبة بن الندر السلمي صاحب رسول الله ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة Sallah يحدث أن رسول الله ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة Sallah قال : " إن موسى عليه السلام آجر نفسه بعفة فرجه وطعمة بطنه " .
ثم قال تعالى : " ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي والله على ما نقول وكيل " يقول : إن موسى قال لصهره : الأمر على ما قلت ، فأيهما قضيت فلا عدوان علي والله على مقالتنا سامع وشاهد ، ووكيل علي وعليك ، ومع هذا فلم يقض موسى إلا أكمل الأجلين وأتمهما وهو العشر سنين كوامل تامة .
قال البخاري : حدثنا محمد بن عبد الرحيم ، حدثنا سعيد بن سليمان ، حدثنا مروان بن شجاع ، عن سالم الأفطس ، عن سعيد بن جبير ، قال : سألني يهودي من أهل الحيرة : أي الأجلين قضي موسى ؟ فقلت : لا أدرى حتى أقدم على حبر العرب فأسأله . فقدمت فسألت ابن عباس فقال : قضى أكثرهما وأطيبهما ، أن رسول الله إذا قال فعل .
تفرد به البخاري من هذا الوجه ، وقد رواه النسائي في حديث الفتون ، كما سيأتي من
طريق القاسم بن أبي أيوب عن سعيد بن جبير به .
وقد رواه ابن جرير عن أحمد بن محمد الطوسي ، وابن أبي حاتم . عن أبيه . كلاهما عن الحميدي ، عن سفيان بن عيينة ، حدثني إبراهيم بن يحيى بن أبي يعقوب ، عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أن رسول الله ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة Sallah قال : " سألت جبريل أي الأجلين قضي موسى ؟ قال : أتمهما وأكلهما " .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ميدو
عضو متميز متقدم
عضو متميز متقدم



الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1366
العمر : 35
الجنسيه : 0
تاريخ التسجيل : 13/10/2008
نقاط : 2328

ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة   ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة I_icon_minitimeالخميس يونيو 11, 2009 1:03 pm

وإبراهيم هذا غير معروف إلا بهذا الحديث . وقد رواه البزار عن أحمد بن أبان القرشي ، عن سفيان بن عيينة ، عن إبراهيم بن أعين ، عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة Sallah فذكره .
وقد رواه سنيد عن حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد مرسلاً .
أن رسول الله سأل عن ذلك جبريل فسأل جبريل إسرافيل ، فسأل إسرافيل الرب عز وجل فقال : أبرها وأوفاهما .
وبنحوه رواه ابن أبي حاتم من حديث يوسف بن سرج مرسلاً .
ورواه ابن جرير من طريق محمد بن كعب ، أن رسول الله ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة Sallah سئل : أي الأجلين قضى موسى ؟ قال : أوفاهما وأتمهما .
وقد رواه البزار وابن أبي حاتم من حديث عويد بن أبي عمران الجوني ، وهو ضعيف ، عن أبيه عن عبد الله بن الصامت ، عن أبي ذر ، أن رسول الله ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة Sallah سئل : أي الأجلين قضى موسى ؟ قال : أوفاهما وأبرهما قال : وإن سئلت أي المرأتين تزوج ؟ فقال الصغرى منهما .
وقد رواه البزار وابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن لهيعة ، عن الحارث بن يزيد الحضرمي ، عن على بن رباح ، عن عتبة بن الندر ، أن رسول الله ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة Sallah قال : " إن موسى آجر نفسه بعفة فرجه وطعام بطنه " فلما وفي الأجل قيل : يا رسول الله . . أي الأجلين ؟ ،قال : أبرهما وأوفاهما .
فلما أراد فراق شعيب - سأل امرأته أن تسأل أباها أن يعطيها من غنمه ما يعيشون به ، فأعطاها ما ولدت غنمه ، من قالب لون من ولد ذلك العام ، وكانت غنمه سوداء حساناً ، فانطلق موسى عليه السلام إلى عصا قسمها من طرفها ثم وضعها في أدني الحوض ، ثم أوردها فسقاها ، ووقف موسى عليه السلام بإزاء الحوض ، فلم يصدر منها شاة إلا ضرب جنبها شاة شاة ، قال : فأتأمت وألبنت ووضعت كلها في قوالب ألوان ، إلا شاة أو شاتين ، ليس فيها فشوش ، ولا ضبوب ، ولا عزوز ، ولا ثعول ، ولا كموش تفوت الكف . قال النبي ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة Sallah : " لو افتتحتم الشام وجدتم بقايا تلك الغنم وهي السامرية " .
قال ابن لهيعة : الفشوش : واسعة الشخب ، والضبوب : طويلة الضرع تجره . والعزوز : ضيقة الشخب . والثعول : الصغيرة الضرع كالحلمتين ، والكموش : التي لا يحكم الكف على ضرعها لصغره .
وفي صحة رفع هذا الحديث نظر . وقد يكون موقوفاً كما قال ابن جرير : حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا معاذ بن هشام ، حدثنا أبي ، عن قتادة ، حدثنا أنس بن مالك قال : لما دعا نبي الله موسى صاحبه إلى الأجل الذي كان بينهما ، قال له صاحبه : كل شاة ولدت على غير لونها فلك ولدها ، فعمد موسى فوضع حبالاً على الماء فلما رأت الحبال فزعت فجالت جولة فولدن كلهن بلقاً إلا شاءة واحدة ، فذهب بأولادهن كلهن ذلك العام وهذا إسناد جيد رجاله ثقات . . والله أعلم .
وقد تقدم عن نقل أهل الكتاب عن يعقوب عليه السلام حين فارق خاله لابان أنه أطلق له ما يولد من غنمه بلقاً ، ففعل نحو ما ذكر عن موسى عليه السلام . . فالله أعلم .
* * *
قال الله : " فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون * فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين * وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين * اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرهب فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين " .
تقدم أن موسى قضى أتم الأجلين وأكملهما ، وقد يؤخذ هذا من قوله : " فلما قضى موسى الأجل " وعن مجاهد : أنه أكمل عشراً وعشراً بعدها .
وقوله : " وسار بأهله " أي من عند صهره ، زاعماً - فيما ذكره غير واحد من المفسرين وغيرهم - أنه اشتاق إلى أهله ، فقصد زيارتهم ببلاد مصر في صورة مختف . فلما سار بأهله ومعه ولدان منهم وغنم قد استفادها مدة مقامه .
قالوا : واتفق ذلك في ليلة مظلمة باردة ، وتاهوا في طريقهم فلم يهتدوا إلى السلوك في الدرب المألوف ، وجعل يورى زناده فلا يورى شيئاً ، واشتد الظلام والبرد .
فبينما هو كذلك إذ أبصر عن بعد ناراً تأجج في جانب الطور - وهو الجبل الغربي منه عن يمينه فـ " قال لأهله امكثوا إني آنست نارا " وكأنه والله أعلم رآها دونهم ، لأن هذه النار هي نور في الحقيقة ، ولا يصلح رؤيتها لكل أحد : " لعلي آتيكم منها بخبر " أي لعلي أستعلم من عندها عن الطريق : " أو جذوة من النار لعلكم تصطلون " فدل على أنهم كانوا قد تاهوا عن الطريق في ليلة باردة ومظلمة ، لقوله في الآية الأخرى : " وهل أتاك حديث موسى * إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى " فدل على وجود الظلام وكونهم تاهوا عن الطريق ، وجمع الكل في سورة النمل في قوله : " إذ قال موسى لأهله إني آنست نارا سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون " وقد أتاهم بخبر وأي خبر ، ووجد عندها هدي وأي هدي ، واقتبس منها نوراً وأي نور ؟ !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ميدو
عضو متميز متقدم
عضو متميز متقدم



الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1366
العمر : 35
الجنسيه : 0
تاريخ التسجيل : 13/10/2008
نقاط : 2328

ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة   ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة I_icon_minitimeالخميس يونيو 11, 2009 1:04 pm

إرسال موسى لفرعون وقومه
قال الله تعالى : " فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين " .
وقال في النمل : " فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين " أي سبحان الله الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد " يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم " .
وقال في سورة طه : " فلما أتاها نودي يا موسى * إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى * وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى * إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري * إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى * فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى " .
قال غير واحد من المفسرين من السلف والخلف : لما قصد موسى إلى تلك النار التي رآها فانتهى إليها ، وجدها تأجج في شجرة خضراء من العوسج وكل ما لتلك النار في اضطرام ، وكل ما لخضرة تلك الضجرة في ازدياد . فوقف متعجباً . وكانت تلك الشجرة في لحف جبل غربي منه عن يمينه ، كما قال تعالى : " وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين " وكان موسى في واد اسمه طوى فكان موسى مستقبل القبلة ، وتلك الشجرة عن يمينه من ناحية الغرب ، فناداه ربه بالواد المقدس طوي ، فأمر أولاً بخلع نعليه تعظيماً وتكريماً وتوقيراً لتلك البقعة المباركة . ولا سيما في تلك الليلة المباركة .
وعند أهل الكتاب : أنه وضع يده على وجهه من شدة ذلك النور ، مهابة له وخوفاً على بصره .
ثم خاطبه تعالى كما يشاء قائلاً له : " إني أنا الله رب العالمين " " إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري " أي أنا رب العالمين الذي لا إله إلا هو ، الذي لا تصلح العبادة وإقامة الصلاة إلا له .
ثم أخبره أن هذه الدنيا ليست بدار قرار ، و إنما الدار الباقية يوم القيامة . التي لا بد من كونها ووجودها : " لتجزى كل نفس بما تسعى " أي من خير وشر ، وحضه وحثه على العمل لها ، ومجانبة من لا يؤمن بها ممن عصي مولاه واتبع هواه ، ثم قال مخاطباً ومؤانساً ومبيناً له أنه القادر على كل شيء ، والذي يقول للشيء كن فيكون : " وما تلك بيمينك يا موسى " أي أما هذه عصاك التي تعرفها منذ صحبتها ؟ أي بلى هذه عصاي التي أعرفها وأتحققها ،
" قال ألقها يا موسى * فألقاها فإذا هي حية تسعى " .
وهذا خارق عظيم وبرهان قاطع على أن الذي يكلمه هو الذي يقول لشيء كن فيكون ، وأنه الفعال بالإختيار .
وعند أهل الكتاب : أنه سأل برهاناً صادقاً على صدقه عند من يكذبه من أهل مصر ، فقال له الرب عز وجل : ما هذه التي في يدك ؟ قال : عصاي ، قال : ألقها إلى الأرض " فألقاها فإذا هي حية تسعى " فهرب موسى من قدامها . فأمر الرب عز وجل أن يبسط يده ويأخذها بذنبها ، فلما استمكن منها ارتدت عصا في يده .
وقد قال الله تعالى في الآية الآخرى : " وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب " أي قد صارت حية عظيمة لها ضخامة هائلة وأنياب تصك ، وهي مع ذلك في سرعة حركة الجان ، وهو ضرب من الحيات يقال له : الجان والجنان ، وهو لطيف ولكن سريع الإضطراب والحركة جداً ، فهذه جمعت الضخامة والسرعة الشديدة . فلما عاينها موسى عليه السلام : " ولى مدبرا " أي هارباً منها ، لأن طبيعته البشرية تقتضي ذلك " ولم يعقب " أي ولم يلتفت ، فناداه ربه قائلاً له : " يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين " .
فلما رجع أمره الله تعالى أن يمسكها " قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى " فيقال إنه هابها شديداً ، فوضع يده في كم مدرعته . ثم وضع يده في وسط فمها . وعند أهل الكتاب : أمسك بذنبها . فلما استمكن منها إذا هي قد عادت كما كانت عصا ذات شعبتين ، فسبحان القدير العظيم . رب المشرقين والمغربين !
ثم أمره تعالى بإدخال يده في جيبه ، ثم أمره بنزعها فإذا هي تتلألأ كالقمر بياضاً من غير سوء ، أي من غير برص ولا بهق ، ولهذا قال : " اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرهب " قيل معناه : إذا حفت فضع يدك على فؤادك يسكن جأشك .
وهذا وإن كان خاصاً به ، إلا أن بركة الإيمان به حق بأن ينفع من استعمل ذلك على وجه الإقتداء بالأنبياء .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ميدو
عضو متميز متقدم
عضو متميز متقدم



الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1366
العمر : 35
الجنسيه : 0
تاريخ التسجيل : 13/10/2008
نقاط : 2328

ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة   ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة I_icon_minitimeالخميس يونيو 11, 2009 1:04 pm

وقال في سورة النمل : " وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيات إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوما فاسقين " أي هاتان الآيتان وهما : العصا واليد ، هما البرهانان المشار إليهما في قوله : " فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين " ومع ذلك سبع آيات أخر . فذلك تسع آيات بينات وهي المذكورة في آخر سورة سبحان ، حيث قال تعالى : " ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا " .
وهي المبسوطة في سورة الأعراف في قوله : " ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون * فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون * وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين * فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين " كما سيأتي الكلام على ذلك في موضعه .
وهذه التسع الآيات غير العشر الكلمات . فإن التسع من كلمات الله القدرية ، والعشر من كلماته الشرعية ، وإنما نبهنا على هذا لأنه قد اشتبه أمرها على بعض الرواة ، فظن أن هذه هي هذه ، كما قررنا ذلك في تفسير آخر سورة بني إسرائيل .
* * *
والمقصود أن الله سبحانه لما أمر موسى عليه السلام بالذهاب إلى فرعون : " قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون * وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون * قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون " .
يقول تعالى مخبراً عن عبده ورسوله وكليمه موسى عليه السلام ، في جوابه لربه عز وجل ، حين أمره بالذهاب إلى عدوه الذي خرج من ديار مصر فراراً من سطوته وظلمه ، حين كان من أمره ما كان في قتل ذلك القبطي ولهذا : " قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون * وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون " أي أجعله معي معيناً وردءاً ووزيراً يساعدني ، ويعينني على أداء رسالتك إليهم فإنه أفصح مني لساناً وأبلغ بياناً .
قال الله تعالى مجيباً له إلى سؤاله : " سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا " أي برهاناً " فلا يصلون إليكما " أي فلا ينالون منكما مكروهاً بسبب قيامكما بآياتنا ، وقيل ببركة آياتنا . " أنتما ومن اتبعكما الغالبون " .
وقال في سورة طه : " اذهب إلى فرعون إنه طغى * قال رب اشرح لي صدري * ويسر لي أمري * واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي " قيل إنه أصابه في لسانه لثغة ، بسبب تلك الجمرة التي وضعها على لسانه ، والتي كان فرعون أراد اختبار عقله ، حين أخذ بلحيته وهو صغير فهم بقتله ، فخافت عليه آسية وقالت : إنه طفل ، فاختبره بوضع ثمرة وجمرة بين يديه فهم بأخذ الثمرة فصرف الملك يده إلى الجمرة ، فأخذها فوضعها على لسانه فأصابه لثغة بسببها . فسأل زوال بعضها بمقدار ما يفهمون قوله ، ولم يسأل زوالها بالكلية .
قال الحسن البصري : والرسل إنما يسألون بحسب الحاجة ، ولهذا بقيت في لسانه بقية .
ولهذا قال فرعون ، قبحه الله ، فيما زعم أنه يعيب به الكليم : " ولا يكاد يبين " أي يفصح عن مراده ، ويعبر عما في ضميره وفؤاده .
ثم قال موسى عليه السلام : " واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي * اشدد به أزري * وأشركه في أمري * كي نسبحك كثيرا * ونذكرك كثيرا * إنك كنت بنا بصيرا * قال قد أوتيت سؤلك يا موسى " .
أي قد أجبناك إلى جميع ما سألت ، وأعطيناك الذي طلبت . وهذا من وجاهته عند ربه عز وجل ، حين شفع أن يوحى الله إلى أخيه فأوحى إليه . وهذا جاه عظيم ، قال الله تعالى : " وكان عند الله وجيها " وقال تعالى : " ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا " .
وقد سمعت أم المؤمنين عائشة رجلاً يقول لأناس وهم سائرون في طريق الحج : أي أخ أمن على أخيه ؟ فسكت القوم ، فقالت عائشة لمن حول هودجها : هو موسى بن عمران حين شفع في أخيه هارون فأوحى إليه . قال الله تعالى : " ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا " .
* * *
وقال تعالى في سورة الشعراء : " وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين * قوم فرعون ألا يتقون * قال رب إني أخاف أن يكذبون * ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون * ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون * قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون * فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين * أن أرسل معنا بني إسرائيل * قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين * وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين " .
تقدير الكلام : فأتياه فقالا له ذلك ، وبلغاه ما أرسلا به من دعوته إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له ، وأن يفك أسارى بني إسرائيل من قبضته وقهره وسطوته ، ويتركهم يعبدون ربهم حيث شاءوا ويتفرغون لتوحيده ودعائه والتضرع لديه .
فتكبر فرعون في نفسه وعتا وطغي ، ونظر إلى موسى بعين الإزدراء والتنقص قائلاً له : " ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين " أي أما أنت الذي ربيناه في منزلنا ؟ وأحسنا إليه وأنعمنا عليه مدة من الدهر ؟
وهذا يدل على أن فرعون الذي بعث إليه هو الذي فر منه ، خلافاً لما عند أهل الكتاب : من أن فرعون الذي فر منه مات في مدة مقامه بمدين ، وأن الذي بعث إليه فرعون آخر .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ميدو
عضو متميز متقدم
عضو متميز متقدم



الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1366
العمر : 35
الجنسيه : 0
تاريخ التسجيل : 13/10/2008
نقاط : 2328

ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة   ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة I_icon_minitimeالخميس يونيو 11, 2009 1:05 pm

وقوله : " وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين " أي وقتلت الرجل القبطي ، وفررت منا وجحدت نعمتنا .
" قال فعلتها إذا وأنا من الضالين " أي قبل أن يوحى إلي وينزل علي ، " ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين " .
ثم قال مجيباً لفرعون عما امتن به من التربية والإحسان إليه : " وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل " أي وهذه النعمة التي ذكرت ، من أنك أحسنت إلى وأنا رجل واحد من بني إسرائيل تقابل ما استخدمت هذا الشعب العظيم بكماله ، واستعبدتهم في أعمالك وخدمتك وأشغالك .
" قال فرعون وما رب العالمين * قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين * قال لمن حوله ألا تستمعون * قال ربكم ورب آبائكم الأولين * قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون * قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون " .
يذكر تعالى ما كان بين فرعون وموسى من المقاولة والمحاجة والمناظرة ، وما أقامه الكليم على فرعون اللئيم ، من الحجة العقلية المعنوية ثم الحسية .
وذلك أن فرعون - قبحه الله - أظهر جحد الصانع تبارك وتعالى وزعم أنه الإله : " فحشر فنادى * فقال أنا ربكم الأعلى " " وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري " .
وهو في هذه المقالة معاند ، يعلم أنه عبد مربوب . وأن الله هو الخالق البارئ المصور ، الإله الحق كما قال تعالى : " وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين " .
ولهذا قال لموسى عليه السلام على سبيل الإنكار لرسالته ، والإظهار أنه ما نم رب أرسله : " وما رب العالمين " لأنهما قالا له : " إنا رسول رب العالمين " فكأنه يقول لهما : ومن رب العالمين ؟ الذي تزعمان أنه أرسلكما وابتعثكما ؟
فأجابه موسى قائلاً : " رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين " يعني رب العالمين خالق هذه السموات والأرض المشاهدة ، وما بينهما من المخلوقات المتعددة ، من السحاب والرياح والمطر والنبات والحيوانات التي يعلم كل موقن أنها لم تحدث بأنفسها ، ولا بد لها من موجد ومحدث وخالق . وهو الله الذي لا إله إلا هو رب العالمين .
" قال " أي فرعون " لمن حوله " من أمرائه ومرازبته ووزرائه ، على سبيل التهكم والتنقص لما قرره موسى عليه السلام : " ألا تستمعون " يعنى كلامه هذا .
" قال " موسى مخاطباً له ولهم : " ربكم ورب آبائكم الأولين " أي هو الذي خلقكم والذين من قبلكم ، من الآباء والأجداد ، والقرون السالفة في الآباد ، فإن كل أحد يعلم أنه لم يخلق نفسه ، ولا أبوه ولا أمه ، ولا يحدث من غير محدث ، وإنما أوجده وخلقه رب العالمين . وهذان المقامان هما المذكوران في قوله تعالى : " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق " .
ومع هذا كله لم يستفق فرعون من رقدته ، ولا نزع عن ضلالته بل استمر على طغيانه وعناده وكفرانه : " قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون * قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون " أي هو المسخر لهذه الكواكب الزاهرة المسيرة للأفلاك الدائرة . خالق الظلام والضياء ، ورب الأرض والسماء ، رب الأولين والآخرين ، خالق الشمس والقمر ، والكواكب السائرة ، والثوابت الحائرة ، خالق الليل بظلامه ، والنهار بضيائه ، والكل تحت قهره وتسخيره وتسييره سائرون ، وفي فلك يسبحون ، يتعاقبون في سائر الأوقات ويدورون . فهو تعالى الخالق المالك المتصرف في خلقه بما يشاء .
فلما قامت الحجج على فرعون وانقطعت شبهه ، ولم يبق له قول سوى العناد ، عدل إلى استعمال سلطانه وجاهه وسطوته " قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين * قال أو لو جئتك بشيء مبين * قال فأت به إن كنت من الصادقين * فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين * ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين " .
وهذان هما البرهانان اللذان أيده الله بهما ، وهما العصا واليد ، وذلك مقام أظهر فيه الخارق العظيم ، الذي بهر به العقول والأبصار ، حين ألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين . أي عظيم
الشكل ، بديع في الضخامة والهول ، والمنظر العظيم الفظيع الباهر ، حتى قيل إن فرعون لما شاهد ذلك وعاينه ، أخذه رهب شديد وخوف عظيم ، بحيث إنه حصل له إسهال عظيم أكثر من أربعين مرة في يوم ، وكان قبل ذلك لا يتبرز في كل أربعين يوماً إلا مرة واحدة ، فانعكس عليه الحال .
وهكذا لما أدخل موسى عليه السلام يده في جيبه واستخرجها ، أخرجها وهي كفلقة القمر تتلألأ نوراً يبهر الأبصار ، فإذا أعادها إلى جيبه واستخرجها رجعت إلى صفتها الأولى .
ومع هذا كله لم ينتفع فرعون - لعنه الله - بشيء من ذلك ، بل استمر على ما هو عليه ، وأظهر أن هذا كله سحر ، وأراد معارضته بالسحرة ، فأرسل يجمعهم من سائر مملكته ومن هم في رعيته وتحت قهره ودولته ، كما سيأتي بسطه وبيانه في موضعه ، من إظهار الله الحق المبين والحجة الباهرة القاطعة على فرعون وملئه ، وأهل دولته وملته . . ولله الحمد والمنة .
* * *
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ميدو
عضو متميز متقدم
عضو متميز متقدم



الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1366
العمر : 35
الجنسيه : 0
تاريخ التسجيل : 13/10/2008
نقاط : 2328

ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة   ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة I_icon_minitimeالخميس يونيو 11, 2009 1:06 pm

وقال تعالى في سورة طه : " فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى * واصطنعتك لنفسي * اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري * اذهبا إلى فرعون إنه طغى * فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى * قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى * قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى " .
يقول تعالى مخاطباً لموسى فيما كلمه به ليلة أوحى إليه ، وأنعم بالنبوة عليه ، وكلمه منه إليه : قد كنت مشاهداً لك وأنت في دار فرعون ، وأنت تحت كنفي وحفظي ولطفي ، ثم أخرجتك من أرض مصر إلى أرض مدين بمشيئتي وقدرتي وتدبيري ، فلبثت فيها سنين " ثم جئت على قدر " أي منى لذلك ، فوافق ذلك تقديري وتسييري " واصطنعتك لنفسي " أي اصطفيتك لنفسي برسالتي وبكلامي .
" اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري " يعني ولا تفترا في ذكري إذا قدمتما عليه ووفدتما إليه ، فإنه ذلك عون لكما على مخاطبته ومجاوبته ، وأداء النصيحة إليه وإقامة الحجة عليه .
وقد جاء في بعض الأحاديث : يقول الله تعالى : إن عبدي كل عبدي الذي يذكرني وهو ملاق قرنه وقال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون " .
ثم قال تعالى : " اذهبا إلى فرعون إنه طغى * فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى " وهذا من حلمه تعالى وكرمه ورأفته ورحمته بخلقه ، مع علمه بكفر فرعون وعتوه وتجبره ، وهو إذ ذاك أردى خلقه ، وقد بعث إليه صفوته من خلقه في ذلك الزمان ، ومع هذا يقول لهما ويأمرهما أن يدعوا إليه بالتي هي أحسن برفق ولين ، ويعاملاه بألطف معاملة من يرجو أن يتذكر أو يخشى .
كما قال لرسوله : " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " وقال تعالى : " ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم " قال الحسن البصري : " فقولا له قولا لينا " أعذرا إليه ، قولا له : إن لك رباً ولنا معاداً ، وإنما بين يديك جنة وناراً .
وقال وهب بن منبه : قولا له : إني إلى العفو والمغفرة أقرب مني إلى الغضب والعقوبة . قال يزيد الرقاشي عند هذه الآية : يا من يتحبب إلى من يعاديه ، فكيف بمن يتولاه ويناديه ؟ !
" قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى " وذلك أن فرعون كان جباراً عنيداً وشيطاناً مريداً ، له سلطان في بلاد مصر طويل عريض ، وجاه وجنود ، وعساكر وسطوة ، فهاناه من حيث البشرية ، وخافا أنا يسطو عليهما في بادئ الأمر ، فثبتهما تعالى وهو العلي الأعلى فقال : " لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى " كما قال في الآية الأخرى : " إنا معكم مستمعون " .
" فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى * إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى " يذكر تعالى أنه أمرهما أن يذهبا إلى فرعون فيدعواه إلى الله تعالى ، أن يعبده وحده لا شريك له وأن يرسل معهما بني إسرائيل ويطلقهم من أسره وقهره ولا يعذبهم . " قد جئناك بآية من ربك " وهو البرهان العظيم في العصي واليد ، " والسلام على من اتبع الهدى " تقييد مفيد بليغ عظيم ، ثم تهدداه وتوعداه على التكذيب فقالا : " إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى " أي كذب بالحق بقلبه . وتولى عن العمل بقالبه .
وقد ذكر السدي وغيره : أنه لما قدم من بلاد مدين ، دخل علي أمه وأخيه هارون ، وهما يتعشيان من طعام فيه الطفشيل وهو اللفت ، فآكل معهما ، ثم قال : يا هارون . . إن الله أمرني وأمرك أن ندعو فرعون إلى عبادته . فقم معي ، فقاما يقصدان باب فرعون فإذا هو مغلق . فقال موسى للبوابين والحجبة ، أعلموه أن رسول الله بالباب . فجعلوا يسخرون منه ويستهزئون به .
وقد زعم بعضهم أنه لم يؤذن لهما عليه إلا بعد حين طويل ، قال محمد بن إسحاق : أذن لهما بعد سنتين ، لأنه لم يك أحد يتجاسر على الإستئذان لهما . . فالله أعلم . ويقال إن موسى تقدم إلى الباب فطرقه بعصاه ، فانزعج فرعون وأمر بإحضارهما ، فوقفا بين يديه فدعواه إلى الله عز وجل كما أمرهما .
وعند أهل الكتاب : أن الله قال لموسى عليه السلام : إن هارون اللاوي - يعنى الذي من نسل لاوي بن يعقوب - سيخرج ويتلقاك ، وأمره أن يأخذ معه مشايخ بني إسرائيل إلى فرعون ، وأمره أن يظهر ما آتاه من الآيات وقال له : إني سأقسى قلبه فلا يرسل الشعب ، وأكثر آياتي وأعاجيبي بأرض مصر . وأوحي الله إلى هارون أن يخرج إلى أخيه يتلقاه بالبرية عند جبل حوريب ، فلما تلقاه أخبره موسى أمره به ربه . فلما دخلا مصر جميعاً شيوخ بني إسرائيل وذهبا إلى فرعون ، فلما بلغاه رسالة الله قال : من هو الله ؟ لا أعرفه ولا أرسل بني إسرائيل .
* * *
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ميدو
عضو متميز متقدم
عضو متميز متقدم



الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1366
العمر : 35
الجنسيه : 0
تاريخ التسجيل : 13/10/2008
نقاط : 2328

ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة   ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة I_icon_minitimeالخميس يونيو 11, 2009 1:06 pm

وقال الله مخبراً عن فرعون : " قال فمن ربكما يا موسى * قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى * قال فما بال القرون الأولى * قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى * الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى * كلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لآيات لأولي النهى * منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى " .
يقول تعالى مخبراً عن فرعون : إنه أنكر إثبات الصانع تعالى قائلاً : " فمن ربكما يا موسى * قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى " أي هو الذي خلق الخلق وقدر لهم أعمالاً وأرزاقاً وآجالاً ، وكتب ذلك عنده في كتابه اللوح المحفوظ ، ثم هدى كل مخلوق إلى ما قدره له ، فطابق عمله فيهم على الوجه الذي قدره وعلمه ، وقدرته وقدره لكمال علمه ، وهذه الآية كقوله تعالى : " سبح اسم ربك الأعلى * الذي خلق فسوى * والذي قدر فهدى " أي قدر قدراً وهدى الخلائق إليه .
" قال فما بال القرون الأولى " يقول فرعون لموسى : فإذا كان ربك هو الخالق المقدر الهادي الخلائق لما قدره ، وهو بهذه المثابة من أنه لا يستحق العبادة سواه ، فلم عبد الأولون غيره ؟ وأشركوا به من الكواكب والأنداد ما قد علمت ؟ فهلا اهتدى إلى ما ذكرته القرون الأولى ؟ " قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى " أي هم وإن عبدوا غيره فليس ذلك بحجة لك ، ولا يدل على خلاف ما أقول لأنهم جهلة مثلك ، وكل شيء فعلوه مستطر عليهم في الزبر ، من صغير وكبير ، وسيجزيهم على ذلك ربي عز وجل ، ولا يظلم أحداً مثقال ذرة ، لأن جميع أفعال العباد مكتوبة عنده في كتاب لا يضل عنه شيء ولا ينسى ربي شيئاً .
ثم ذكر له عظمة الرب وقدرته على خلق الأشياء ، وجعله الأرض مهاداً والسماء سقفاً محفوظاً ، وتسخيره السحاب والأمطار لرزق العباد ودوابهم وأنعامهم ، كما قال : " كلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لآيات لأولي النهى " أي لذي العقول الصحيحة المستقيمة . والفطر القويمة غير المستقيمة ، فهو تعالى الخالق الرازق ، كما قال تعالى : " يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون * الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون " .
ولما ذكر إحياء الأرض بالمطر ، واهتزازها بإخراج نباتها فيه نبه به على المعاذ فقال : " منها " أي من الأرض " خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى " كما قال تعالى : " كما بدأكم تعودون " وقال تعالى : " وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم " .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ميدو
عضو متميز متقدم
عضو متميز متقدم



الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1366
العمر : 35
الجنسيه : 0
تاريخ التسجيل : 13/10/2008
نقاط : 2328

ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة   ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة I_icon_minitimeالخميس يونيو 11, 2009 1:08 pm

جحود فرعون وقصة موسى مع السحرة
ثم قال تعالى : " ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى * قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى * فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى * قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى " .
يخبر تعالى عن شقاء فرعون وكثرة جهله وقلة عقله ، في تكذيبه بآيات الله واستكباره عن اتباعها ، وقوله لموسى : إن هذا الذي جئت به سحر ، ونحن نعارضك بمثله ، ثم طلب من موسى أن يواعده إلى وقت معلوم ومكان معلوم .
وكان هذا من أكبر مقاصد موسى عليه السلام : أن يظهر آيات الله وحججه وبراهينه جهرة بحضرة الناس . ولهذا " قال موعدكم يوم الزينة " وكان يوم عيد من أعيادهم ومجتمع لهم " وأن يحشر الناس ضحى " أي من أول النهار في وقت اشتداد ضياء الشمس ، فيكون الحق أظهر وأجلى ، ولم يطلب أن يكون ذلك ليلاً في ظلام ، كما يروج عليهم محالاً وباطلاً ، بل طلب أن يكون نهاراً جهرة ، لأنه على بصيرة من ربه ، ويقين بأن الله سيظهر كلمته ودينه ، وإن رغمت أنوف القبط !
* * *
قال الله تعالى : " فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى * قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى * فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى * قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى * فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى " .
يخبر تعالى عن فرعون أنه ذهب فجمع من كان ببلاده من السحرة ، وكانت بلاد مصر في ذلك الزمان مملوءة سحرة فضلاء ، في فنهم غاية ، فجمعوا له من كل بلد ومن كل مكان فاجتمع منهم خلق كثير وجم غفير ، فقيل : كانوا ثمانين ألفاً - قاله محمد بن كعب - وقيل سبعين ألفاً قاله القاسم بن أبي بردة ، وقال السدي : بضعة وثلاثين ألفاً ، وعن أبي أمامة : تسعة عشر ألفاً ، وقال محمد بن إسحاق : خمسة عشرة ألفاً . وقال كعب الأحبار : كانوا اثنى عشر ألفاً .
وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس : كانوا سبعين رجلاً ، وروى عنه أيضاً أنهم كانوا أربعين غلاماً من بني إسرائيل ، أمرهم فرعون أن يذهبوا إلى العرفاء فيتعلموا السحر ، ولهذا قالوا : " وما أكرهتنا عليه من السحر " وفي هذا نظر .
وحضر فرعون وأمراؤه وأهل دولته وأهل بدله عن بكرة أبيهم . وذلك أن فرعون نادى فيهم أن يحضروا هذا الموقف العظيم ، فخرجوا وهم يقولون : " لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين " .
وتقدم موسى عليه السلام إلى السحرة فوعظهم ، وزجرهم عن تعاطي السحر الباطل ، الذي فيه معارضة لآيات الله وحججه فقال : " ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى * فتنازعوا أمرهم بينهم " .
قيل معناه أنهم اختلفوا فيما بينهم ، فقائل يقول : هذا كلام نبي وليس بساحر ، وقائل منهم يقول : بل هو ساحر . . فالله أعلم . وأسروا التناجي بهذا وغيره .
" قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما " يقولون : إن هذا وأخاه هارون ، ساحرانا عليمان مطبقان متقنان لهذه الصناعة ، ومرادهما أن يجتمع الناس عليهما ويصولا على الملك وحاشيته ، ويستأصلاكم عن آخركم ويستأمرهما عليكم بهذه الصناعة .
" فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى " وإنما قالوا الكلام الأول ليتدبروا ويتواصوا ، ويأتوا ، بجميع ما عندهم من المكيدة والمكر والخديعة والبهتان .
وهيهات ! كذبت والله الظنون ، وأخطأت الآراء ، أني يعارض البهتان ، والسحر والهذيان خوارق العادات التي أجراها الديان ، على يدي عبده الكليم ، ورسوله الكريم المؤيد بالبرهان ، الذي يبهر الأبصار وتحار فيه العقول والأذهان .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ميدو
عضو متميز متقدم
عضو متميز متقدم



الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1366
العمر : 35
الجنسيه : 0
تاريخ التسجيل : 13/10/2008
نقاط : 2328

ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة   ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة I_icon_minitimeالخميس يونيو 11, 2009 1:09 pm

وقولهم : " فأجمعوا كيدكم " أي جميع ما عندكم " ثم ائتوا صفا " أي جملة واحدة ، ثم حضوا بعضهم بعضاً على التقدم في هذا المقام ، لأن فرعون كان قد وعدهم ومناهم ، وما يعدهم الشيطان إلا غروراً .
" قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى * قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى * فأوجس في نفسه خيفة موسى * قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى * وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى " .
لما اصطفى السحرة ووقف موسى وهارون عليهما السلام تجاههم قالوا له : إما أن تلقي قبلنا ، وإما أن نلقي قبلك " قال بل ألقوا " أنتم ، وكانوا قد عمدوا إلى حبال وعصي ، فأودعوها الزئبق وغيره ، من الآلات التي تضطرب بسببها تلك الحبال والعصي اضطراباً يخيل للرائي أنها تسعي باختيارها ، وإنما تتحرك بسبب ذلك ، فعند ذلك سحروا أعين الناس واسترهبوهم ، وألقوا حبالهم وعصيهم ، وهم يقولون : " بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون " .
قال الله تعالى : " فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم " وقال الله تعالى : " فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى * فأوجس في نفسه خيفة موسى " أي خاف على الناس أن يفتنوا بسحرهم ومحالهم ، قبل أن يلقى ما في يده ، فإنه لا يصنع شيئاً قبل أن يؤمر ، فأوحى الله إليه في الساعة الراهنة : " لا تخف إنك أنت الأعلى * وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى " فعند ذلك ألقى موسى عصاه وقال : " ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين * ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون " .
وقال تعالى : " وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون * فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون * فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين * وألقي السحرة ساجدين * قالوا آمنا برب العالمين * رب موسى وهارون " .
وذلك أن موسى عليه السلام لما ألقاها ، صارت حية عظيمة ذات قوائم ، فيما ذكره غير واحد من علماء السلف ، وعنق عظيم وشكل هائل مزعج ، بحيث إن الناس انحازوا منها وهربوا سراعاً وتأخروا عن مكانها وأقبلت هي على ما ألقوه من الحبال والعصي ، فجعلت تلقفه واحداً واحداً أسرع ما يكون من الحركة ، والناس ينظرون إليها ويتعجبون منها ، وأما السحرة فإنهم رأوا ما هالهم وحيرهم في أمرهم ، واطلعوا على أمر لم يكن في خلدهم ولا بالهم ولا يدخل تحت صناعتهم وأشغالهم ، فعند ذلك وهنالك تحققوا بما عندهم من العلم أن هذا ليس بسحر ولا شعوذة ، ولا محال ولا خيال ، ولا زور ولا بهتان ولا ضلال ، بل حق لايقدر عليه الا الحق ، الذي ابتعث هذا المؤيد به الحق ، وكشف الله عن قلوبهم غشاوة الغفلة ، وأنارها بما خلق فيها من الهدى وأزاح عنها القسوة ، وأنابوا إلى ربهم وخروا له ساجدين ، وقالوا جهرة للحاضرين ولم يخشوا عقوبة ولا بلوى : " آمنا برب هارون وموسى " كما قال تعالى : " فألقي السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى * قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى * قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا * إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى * إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيا * ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى * جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى " .
قال سعيد بن جبير وعكرمة والقاسم بن أبي بردة والأوزاعي وغيرهم : لما سجد السحرة رأوا منازلهم وقصورهم في الجنة تهيأ لهم ، وتزخرف لقدومهم ولهذا لم يلتفتوا إلى تهويل فرعون وتهديده ووعيده.
وذلك لأن فرعون لما رأى هؤلاء السحرة قد أسلموا وأشهروا ذكر موسى وهارون في الناس على هذه الصفة الجميلة ، أفزعه ذلك ورأى أمراً بهره ، وأعمى بصيرته وبصره ، وكان فيه كيد ومكر وخداع وصنعة بليغة في الصد عن سبيل الله ، فقال مخاطباً للسحرة بحضرة الناس : " آمنتم له قبل أن آذن لكم " أي هلا شاورتموني فيما صنعتم من الأمر الفظيع بحضرة رعيتي ؟ ! ثم تهدد وتوعد وأبرق وأرعد ، وكذب فأبعد قائلاً : " إنه لكبيركم الذي علمكم السحر " وقال في الآية أخرى : " إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون " .
وهذا الذي قاله من البهتان الذي يعلم كل فرد عاقل ما فيه من الكفر والكذب والهذيان ، بل لا يروج مثله على الصبيان ، فإن الناس كلهم من أهل دولته وغيرهم يعلمون أن موسى لم يره هؤلاء يوماً من الدهر ، فكيف يكون كبيرهم الذي علمهم السحر ؟ ثم هو لم يجمعهم ولا علم باجتماعهم . حتى كان فرعون هو الذي استدعاهم ، واجتباهم من كل فج عميق ، وواد سحيق ، من حواضر بلاد مصر والأطراف ، ومن المدن والأرياف .
* * *
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ميدو
عضو متميز متقدم
عضو متميز متقدم



الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1366
العمر : 35
الجنسيه : 0
تاريخ التسجيل : 13/10/2008
نقاط : 2328

ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة   ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة I_icon_minitimeالخميس يونيو 11, 2009 1:09 pm

اواصل لاحقا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ذكر قصة موسى الكليم عليه الصلاة والتسليم نشأته حتى الرسالة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة قارون مع موسى عليه السلام
» هدي الرسول عليه الصلاة والسلام في الجنائز
» من اروع قصص الرسول عليه الصلاة والسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات نور الاسلام الطبية :: منتديات اسلاميه :: على خطى الحبيب-
انتقل الى:  
اعلانات نصيه
عقارات 2014 عماله منزليه سماع القران الكريم سوق فرصة الالكترونى حراج
مواضيع مماثلة
feed
Preview on Feedage: %D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%86%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D9%87 Add to My Yahoo! منتديات نور الاسلام الطبيه Add to Google! منتديات نور الاسلام الطبيه Add to AOL! منتديات نور الاسلام الطبيه Add to MSN منتديات نور الاسلام الطبيه Subscribe in NewsGator Online منتديات نور الاسلام الطبيه
Add to Netvibes منتديات نور الاسلام الطبيه Subscribe in Pakeflakes منتديات نور الاسلام الطبيه Subscribe in Bloglines منتديات نور الاسلام الطبيه Add to Alesti RSS Reader منتديات نور الاسلام الطبيه Add to Windows Live منتديات نور الاسلام الطبيه iPing-it منتديات نور الاسلام الطبيه
Add to Feedage RSS Alerts منتديات نور الاسلام الطبيه