نسبة عالية من الأمهات والآباء ينتابها القلق من وقوع أطفالهم ضحية للأخطاء الطبية، وخاصة حينما يواجه الوالدان صعوبات في التواصل مع الأطباء والممرضين.
ولكن هذا ليس هو المهم فقط، في ما طرحته الدراسة الجديدة للباحثين من جامعة متشيغن في الولايات المتحدة، بل إن للأمهات وللآباء دورا لم يستغل بعد بشكل جيد في الإسهام بحماية أبنائهم من الأخطاء الطبية التي قد تصيبهم خلال مكوثهم في المستشفيات لتلقي العلاج.
ومع تفاقم مشكلة الأخطاء الطبية في مناطق واسعة من العالم، فإن الجهود يجب أن تتعاون في تقليل هذه المشكلة الصحية العالمية.
والملاحظ أن الأخطاء الطبية، وتبعاتها المأساوية، لا تقتصر على المناطق الأقل تطورا في الإمكانيات المادية أو الطبية أو العلمية.
وتشير آخر الإحصائيات الصادرة عن المؤسسة القومية الحكومية الصحية في الولايات المتحدة إلى أن ما بين 48 إلى 98 ألف حالة وفاة تقع في الولايات المتحدة وحدها في كل سنة جراء حصول أخطاء طبية.
كما أن الأخطاء الطبية التي تقع هي السبب وراء طول المدة الزمنية لبقاء الألوف من المرضى في المستشفيات، أكثر من المدة المتوقعة، بالإضافة إلى الكثير من التبعات الصحية والاجتماعية والمادية الأخرى.
والدراسة الجديدة، تعيد طرح أهمية التعاون والشفافية والوضوح بين الطاقم الطبي المعالج للأطفال، وبين الآباء والأمهات، وتؤكد على أن هناك دورا مهما في علاج أولادهم وبناتهم، والقرارات الطبية الخاصة بذلك.
الأطفال ومراقبة الآباء
وضمن العدد الأخير الصادر في أغسطس الحالي، لمجلة طب المستشفيات بالولايات المتحدة Journal of Hospital Medicine، نشر الباحثون من كلية الطب بجامعة متشيغن نتائج دراستهم التي أجروها على نحو 300 من العائلات التي أدخل أحد أبنائها إلى مستشفى «سياتل» للأطفال، خلال عام 2005.
وتبين للباحثين أن ثلثي هؤلاء الأمهات والآباء قد أكدوا أنهم شعروا بالحاجة إلى ضرورة مراقبة الرعاية العلاجية التي تلقاها أطفالهم، للتأكد من عدم وقوعهم ضحية لأي أخطاء طبية.
ولاحظ الباحثون أن الأمهات والآباء الذين لا تكون اللغة الإنجليزية لغتهم الأم، كانوا الأكثر قلقا على فلذات أكبادهم، والأكثر حذرا في مراقبة الرعاية الطبية التي يتلقاها أطفالهم.
كما لاحظت الدراسة أن الوالدين الأكثر شعورا بالثقة في سهولة تمكنهم من التواصل مع الأطباء والممرضين والحديث معهم بشكل مباشر، كانوا أكثر اطمئنانا على سلامة أولادهم وبناتهم من الأخطاء الطبية وتبعاتها.
وقال الدكتور بيث تاريني، طبيب الأطفال بجامعة متشيغن والباحث الرئيسي في الدراسة: «نحن بحاجة إلى الالتفات والاهتمام بعناية إلى مخاوف وقلق الوالدين حول الأخطاء الطبية، وأن نجد طريقة مناسبة كي نجعلهم يشعرون بارتياح في سهولة الحديث إلينا حول رعايتنا الطبية لأطفالهم».
وأضاف: «الأمهات والآباء مصدر لا تجري الاستفادة منه في الجهود المبذولة للحد من انتشار مشكلة الأخطاء الطبية».
تضرر الأطفال
ووفق ما سبق أن أكدته الوكالة الأميركية لأبحاث الرعاية الطبية ومعايير جودتها، فإن الآباء والأمهات بإمكانهم الإسهام في منع حصول الأخطاء الطبية عبر جعلهم عناصر مطلعة وناشطة في الفريق الطبي المعالج لأحد أبنائهم أو بناتهم. وكذلك عبر إعطاء دور لهم في كل قرار طبي علاجي لرعاية حالة أطفالهم المرضية.
وتشير الدراسات التي أجرتها الوكالة حول موضوع الأخطاء الطبية، إلى أنها إحدى الأسباب الرئيسية للوفيات وللإصابات على المستوى القومي الأميركي.
وأن معدلات الأخطاء الطبية لدى الأطفال في جانب الأدوية، تتشابه مع تلك التي تقع على البالغين، إلا أن التأثيرات السلبية لتلك الأخطاء الطبية الدوائية، هي أشد بنسبة ثلاث أضعاف لدى الأطفال المرضى، مقارنة بالتأثيرات السلبية لأخطاء الأدوية التي يقع المرضى البالغون ضحيتها.
وأعلى بنسبة أكبر لدى شريحة المرضى من الأطفال الرضع والصغار جدا، مقارنة ببقية عموم المرضى.
تعريف الخطأ الطبي
وفي العموم، تحصل الأخطاء الطبية حينما توضع بالأصل الخطة الخطأ لعلاج حالة مرضية معينة، أو حينما لا تجدي الأشياء التي تم وضعها ضمن الخطة العلاجية للمرض، ويمكن أن تقع الأخطاء الطبية في المستشفيات أو العيادات أو الصيدليات أو حتى في منزل المريض.
والجوانب التي قد يطولها الخطأ الطبي تشمل الأدوية، أو العمليات الجراحية، أو التشخيص ووسائله، أو الأجهزة الطبية المستخدمة في المعالجة، أو المختبرات ونتائجها.
وترى الوكالة الأميركية، المتقدمة الذكر، أن معظم الأخطاء الطبية نتيجة للنظام المعقد في تقديم الرعاية العلاجية، ووصفه بأنه «معقد» ليس عيبا، بل هو وصف مجرد.
ومما تؤكد الوكالة عليه، أن من السهل وقوع الأخطاء الطبية حينما توجد مشكلة أو صعوبات في التواصل بين الأطباء وبين مرضاهم، وفي هذا الجانب ترى الوكالة أن الأطباء لا يعطون لمرضاهم الجهد الكافي لكي يعرف المرضى بالقرارات الطبية الخاصة بمعالجتهم.
وتذكر الوكالة بحقيقة منطقية مفادها أن المريض الذي يخبر أو الذي لا يعطى الفرصة للمشاركة في معالجته، هو أقل احتمالا في تقبل قرارات الطبيب العلاجية، وأقل تعاونا في فعل ما يتطلبه نجاح علاجهم.
_________________
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين اماما
نورالاسلام الطبى
اقوى قسم لتطوير المنتديات ونشرها بمحركات البحث
اقوى برنامج حقيقى لجلب الزوار
منتدى طبى اسلامى منوع حصريات رياضيه تطوير مواقع برامج كمبيوتر
[/center]