تعد (متلازمة الفك)، أو ما يسمى اضطراب المفصل الفكي الصدغي، أحد أعراض القلق الذي يظهر اضطراباً نفسياً أو جسدياً أو كليهما معاً، وهو الاضطراب الذي تتفوق فيه المرأة على الرجل، وأطلق عليه اسم متلازمة «الفك» وفقا للعالم «ماكنيل».
ويشمل مجموعة من المشاكل السريرية التي تصيب العضلات الماضغة وأربطة المفصل الفكي الصدغي والأجزاء المجاورة له.
وإذا كان المتنبي قد عبر عن حالة القلق التي يمكن أن تصيب الإنسان ببيته الرائع الذي يقول فيه: «على قلق كأن الريح تحتي.. تحركني يميناً أو شمالا»، فإنه لم يكن يعلم حينها أن بيته سيصف حالة كثير من أبناء القرن الحالي، كما لم يعلم أنه داء العصر وحديث الأطباء وهاجس الناس وعنوان لأكثر الكتب مبيعاً في العالم!
وحول أسباب اضطرابات المفصل الفكي الصدغي، فإن مسببات الإصابة متعددة، وقد تتداخل في ما بينها مما يعقد من تحديد العامل المسبب ويعتقد أن أعراض الإصابة تنشأ من مشاكل في عضلات الفك أو في المفصل نفسه أو كليهما، كما أن بعض العوامل المسببة تعتبر عوامل محفزة للإصابة والأخرى مهيئة لها أو تزيد من خطرها وقد تعرقل عملية الشفاء.
أسباب وأعراض
أن من أبرز أسباب هذا الاضطراب العادات الفموية السيئة، مثل شبك الأسنان وسحقها، حيث يؤدي ذلك إلى تولد ضغط زائد على المفصل والأجزاء الملحقة به بالإضافة إلى عادة الفتح الواسع للفم، خاصة أثناء التثاؤب، وسوء اطباق الأسنان.
كما أن الوضعيات السيئة أثناء الجلوس، وبشكل خاص عند استعمال الكومبيوتر، وأثناء النوم، تسبب تشنجا في عضلات العنق والعضلات الماضغة، كما يؤدي التوتر النفسي إلى شدّ وجهي، وبالتالي تشنج عضلي وشبك للأسنان وسحقها.
ومن بين أعراض هذه الحالة صعوبة المضغ أو فتح الفك، أو أصوات الطرقعة والطقطقة أثناء المضغ، أو انغلاق الفكين، أو ألم بالفكين، أو نقح بالصدفين وطنين الأذن ، أو ألم بالكتف. وأكثر فئة تصيبها هذه الحالة المراهقات والنساء في سن العشرينات والثلاثينات وهذه الحالة غير مفهومة تماما .
وقد يكون سببها مشكلات في عضلات الفك، وبخاصة الضغوط التي تتعرض لها عضلات الفك نتيجة لمضغ العلكة أو الصر على الأسنان أو أمراض المفاصل مثل الروماتيزم المفصلي ، أو أورام في العظام أو النسيج اللين ، أو حالات عصبية تستمر فيها عملية نقل الرسائل للمخ حتى بعد زوال مصدر الألم ، أو نتيجة لعوامل نفسية تعمل على تفاقم الألم المزمن.
ولتشخيص الحالة، يقوم الطبيب أو طبيب الأسنان بإجراء فحص دقيق لوجهك وفكك مع منح عناية خاصة لمجال الحركة التي يقوم بها الفك والبحث عن أسباب أخرى محتملة لألمك.
أن المرضى عادة ما يعانون من ألم وانزعاج مؤقت أو دائم تختلف شدته حسب درجة الإصابة، وقد يمتد الألم ليشمل مناطق مجاورة، لذلك يجب إجراء فحص دقيق لتحديد موقعها. وأضاف أن معدلات الإصابة تختلف حسب طبيعة الدراسات الإحصائية، حيث لوحظ أن حوالي 75 بالمائة من الأشخاص لديهم علامة واحدة للإصابة، لكن ليس كل من يعاني من علامات أو أعراض بحاجة إلى معالجة فعلية.
وهناك نتائج دراسة أجريت في السعودية ذكرت أن حوالي 58.9 بالمائة من البالغين لديهم أعراض الإصابة، وحوالي 49.7 بالمائة لديهم علامات للإصابة لكن من دون وجود أية أعراض، وأن 7 بالمائة فقط بحاجة لمعالجة فعلية، وبشكل عام فإن نسبة الإصابة عند النساء أعلى مما هي عند الرجال بثلاث مرات.
كما أن من الأعراض الشائعة لاضطرابات المفصل الفكي الصدغي وجود ألم وشد في منطقة الوجه ومنطقة المفصل قد يمتد إلى الرقبة وأحيانا إلى الأذن، خاصة عند الفتح الواسع للفم، مع إحساس بتعب في عضلات الوجه مع ألم مبهم في الأسنان واستعصاء في المفصل يحول دون عودة المفصل إلى وضعه الطبيعي عند محاولة إغلاق الفم.
بالإضافة إلى أصوات فرقعة أو طقطقة مفصلية قد تترافق أحيانا بألم وتشنج عضلي، كما أن صعوبة إنجاز عملية المضغ أحيانا، نتيجة سوء تطابق الأسنان أو عدم القدرة على المضغ في أحد الجوانب، تعد من الأعراض كما هو ألم الرأس، خاصة في منطقة الصدغ مع الشعور بتحدد حركة الفك ودوار أحياناً.
معالجة الاضطراب
وعن إدراك المريض بإصابة المفصل، ذكر سلامة أنه باعتبار أن بعض الإصابات الأخرى قد تسبب أعراضا مشابهة، كما في حالات التهاب الجيوب، وأنها مشابهة لالتهابات المفاصل في الجسم، لذلك قد لا يدرك المريض إصابة المفصل.
ومن ناحية أخرى يجب على طبيب الأسنان إجراء فحص دقيق لتأكيد الإصابة، خاصة في الإصابات الحادة وعند انتشار الألم. وبالنسبة لمعالجة إصابات المفصل، في المرحلة الأولى تهدف إلى تخفيف الألم وانزعاج المريض، وهذا يساعد بدوره على تأكيد تشخيص الإصابة وتصحيح العوامل المسببة