الخمر يضر مرضى القلب
هذه دراسة جديدة
للبروفسور جدولدبيرغ والتي ينفي من خلالها المزاعم التي تقول بأن القليل من
الخمر يمكن أن يكون علاجاً لأمراض القلب، لنقرأ ....
إنها أم الخبائث ورأس الفتن ومفتاح كل شر.
حذّرنا الله من شرها والنبي الأعظم صلى الله عليه وسلم نهى عن شربها وحملها
وبيعها بل والنظر إليها. فقال: (لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا
وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا
وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْه) [رواه أبو داود].
وقد صحح
النبي معتقدات الجاهلية حيث كان البعض يتناول الخمر للعلاج والشفاء، فأخبر
النبي أنها داء وليست دواء. والآن ماذا كشفت الأبحاث الجديدة حول التأثيرات
الضارة للخمر؟ وبخاصة إذا علمنا أن بعض الأبحاث تحدثت عن فوائد الخمر في
علاج أمراض القلب! وهذه المزاعم تأتي دائماً كتبرير لتعاطي الخمور وليست
أبحاثاً علمية صحيحة.
فقد نصحت مؤسسة أمراض القلب الأمريكية الأطباء
بعدم وصف النبيذ الأحمر كدواء فعال في تجنب الأزمات القلبية. وتقول
الجمعية إن الفوائد المزعومة للنبيذ الأحمر التي كان يعتقد بأنها تقي من
الأزمات القلبية غير مؤكدة، وإن على الأطباء أن يصفوا طرقاً وأدوية أخرى
ذات منافع مؤكدة بهدف التقليل من مخاطر أمراض القلب.
ويقول
البروفيسور إيرا جدولدبيرغ من جامعة كولومبيا في نيويورك والعضو في جمعية
أطباء القلب الأمريكية إن هناك خيارات أخرى لتقليص المخاطر أكثر أماناً ولا
تحمل المخاطر التي تقترن بتعاطي المشروبات الكحولية. وأن على المرضى الذين
يريدون تقليل مخاطر الإصابة بالأزمات القلبية استشارة الأطباء المتخصصين
بهدف تخفيض نسبة الكولسترول وتقليص ضغط الدم، والسيطرة على وزنهم من خلال
القيام بمزيد من التمارين الرياضية وتناول المأكولات الصحية.
ويؤكد
البروفيسور جولدبيرغ أنه ليس هناك أي دليل على أن تعاطي النبيذ أو أي أنواع
الكحول يمكن أن يعوض عن الأساليب التقليدية للاحتفاظ بصحة جيدة. ويعتقد
عدد من العلماء بأن شرب النبيذ بالأخص النوع الأحمر يساعد على تجنب
التأثيرات السلبية للكولسترول والشحوم، وقد أشارت بعض الإحصائيات في أوروبا
إلى أن معدل الوفيات نتيجة أمراض القلب منخفض في المناطق التي يستهلك فيها
النبيذ باستمرار.
لكن البروفيسور جولدبيرغ يقول إن السبب في تقلص
معدل الوفيات نتيجة لأمراض القلب في تلك المناطق ربما يعود إلى تناول كميات
كبيرة من الفواكه والخضروات وتقلص نسبة استهلاك المنتجات الحيوانية
كالحليب ومشتقاته. إلا أن البروفيسور جولدبيرغ يقول بإمكانية المحافظة على
مستويات مرتفعة من هذه المواد الشحمية المفيدة بتناول مادة النياسين،
فيتامين ب 3 ، كما قال إنه لا وجود لبراهين دامغة تثبت أن للمواد المضادة
للأكسدة التي يحتويها النبيذ الأحمر أي تأثير واق. ويؤكد البروفيسور على أن
المواد المضادة للأكسدة نفسها التي يحتويها النبيذ الأحمر موجودة كذلك في
عصير العنب غير المخمر، وبدون المضار المتأتية عن تناول المسكرات.
يؤكد العلماء أن تناول العنب مفيد للصحة وليس له أي
أضرار وبالتالي يمكن الاستعاضة عن الخمر بشراب العنب، لاسيما أن العلماء
يكتشفون كل يوم أسراراً جديدة للعنب، ولا ننسى أن العنب من فواكه الجنة!
وتؤكد
النصائح التي أصدرتها مؤسسة أمراض القلب الأمريكية أن الكحول مضر بالصحة،
(مع العلم أن هناك بعض الدراسات تقول بفائدة النبيذ، ولكن لا يوجد إثبات
علمي مؤكد عليها) فعلى سبيل المثال، قالت المؤسسة إن تناول أكثر من كأسين
في اليوم الواحد قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم عند بعض الأشخاص. كما قد يؤدي
الإفراط في تناول المشروبات الكحولية إلى الإصابة بأمراض العضلة القلبية
والجلطة الدماغية وعدم انتظام ضربات القلب وموت الفجاءة!!
أي أن
العلاج يجب ألا يكون بالخمور، وهنا نتذكر الهدي النبوي في العلاج عندما نهى
الرسول صلّى الله عليه وسلم عن التداوي بالمحرمات مثل الخمر فقال: (إن
الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داءٍ دواءً فتداووا ولا تداووا بمحرم)
[رواه أبو داوود]. ومن هنا ندرك أن كل ما حرمه الله فيه الشر، وكل ما أباحه
فيه الخير.
ويؤكد البروفيسور جولدبيرغ أن الكحول من المواد المؤدية
للإدمان وله الكثير من المضار، حيث قد يؤدي تناول حتى كميات معتدلة منه
إلى تأثيرات سلبية عند بعض الأشخاص، ودعمت مؤسسة أمراض القلب البريطانية
موقف مؤسسة أمراض القلب الأمريكية. فقد قال ناطق بلسان المؤسسة البريطانية
إنه بالرغم مما يعتقد من أن لتناول كميات قليلة من الكحول فوائد في حماية
القلب، فإن تناول أكثر من وحدتين منه في اليوم الواحد قد يكون مضراً. إن
الاعتقاد السائد هو أن للنبيذ الأحمر بشكل خاص فوائد أكثر من غيره لاحتوائه
على مواد مضادة للأكسدة قد تساعد في خفض نسبة الكولسترول في الدم، لكن ذلك
لا يعني أن الكحول يصلح بديلاً للسبل الأخرى المستخدمة في تقليل احتمالات
الإصابة بأمراض القلب.
وهنا نتذكر كلام الحبيب صلى الله عليه وسلم
عندما أكد أن الخمر داء وليست دواء، وذلك عندما سئل عن التداوي بالخمر
فقال: (إنه ليس بدواء ولكنه داء) [رواه مسلم]. وهذا الحديث يشهد على صدق
النبي لأنه لم يكن أحد في ذلك الزمن يعلم هذه الحقيقة الطبية. بل إن الرأي
المسيطر في ذلك الزمن أن الخمر مليئة بالفوائد والمنافع.
وتنصح
مؤسسة أمراض القلب البريطانية، من أجل الحفاظ على قلب سليم، بضرورة الإقلاع
عن التدخين والإكثار من تناول الفواكه والخضروات، والإقلال من تناول
الشحوم، والقيام بفعاليات رياضية لنصف ساعة في خمسة من أيام الأسبوع على
الأقل. وتؤكد الجمعية الطبية البريطانية حديثاً من خلال عدد من الدراسات
على ضرورة تجنب تعاطي الكحول... وهذا ما أمرنا به الإسلام قبل أربعة عشر
قرناً، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ
وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ
الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [المائدة: 90].
وإن
الذي يتتبع الأبحاث الطبية الصادرة حديثاً عن أضرار الخمر يدرك بأن عدداً
كبيراً من العلماء المنصفين من أمثال البروفيسور جولدبيرغ يؤكدون أن الخمر
لا يمكن أن تكون دواء، وإن تعاطي القليل منه يضر بالبدن. وهذا ما أخبر به
نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم بقوله: (ما أسكر كثيره فقليله حرام) [رواه
الترمذي]. بل إن النبي صلى الله عليه وسلم جعل مدمن الخمر لا يدخل الجنة،
فقال: (لا يدخل الجنة مُدمن خمر) [رواه ابن ماجه].
ويقول أيضاً:
(كل مسكر خمر وكل خمر حرام) [رواه مسلم]، ولذلك فإن النبي صلى الله عليه
وسلم ومن خلال هذه النصائح تمكّن من تربية الشخصية المسلمة بأفضل صورة،
وحيث يعجز العلماء اليوم بل ويعترفون بفشلهم في تجنيب الناس هذا الوباء،
فإن نجاح النبي في مهمته دليل على أنه مؤيد بالعناية الإلهية، وأن الله
تعالى هو من أرسل هذا النبي وأيده بنصره.
وبالتالي يمكننا القول إن
مثل هذه الأحاديث الشريفة (أحاديث تحريم الخمر) تعتبر من معجزات النبي وهي
دليل مادي ملموس على صدق رسالته للناس جميعاً، ولتكون وسيلة للهداية إلى
الله تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ
إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا
إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ
وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [الأعراف: 158].