مذاهب الناس المخالفين لمسألة الحجاب:
مذاهب الناس
المخالفين لمسألة الحجاب:
قال الله
تعالى : ( ادع إلى سبيل إلى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن
ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين )
إن الناس يختلفون حول خمار
المرأة في التوجهات والمنطلقات، ومن باب العدل لابد من
التفريق في التعامل معهم على حسب حالهم، وأيضاً حتى لا يُساء الظن
في كل امرأة تكشف وجهها - مع أنها مخطئة-. علماً بأن قوة إيمان المرأة وإحساننا
الظن فيها دافعٌ لنا إلى
نصحها
وتبيين الخطأ لها والاحتساب عليها، فهي مستجيبة لأمر الله
ورسوله، عليه الصلاة والسلام، إذا دُعيت إليه، وقد قال الله تعالى في
صفة المؤمنين: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ
وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ
يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِينًا} وقال تعالى: {إِنَّمَا
كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ
بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ
يُطِعِ اللَّهَ ورَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ
الْفَائِزُونَ} وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ
تُحْشَرُونَ}.
إذا علمت ذلك فاعلم أن هناك مشكلتين يقع فيهما
الناس، فمن الناس من مشكلته الشبهات: وهو إما يكون ملتزماً بستر الوجه
تعبداً لله، ولكنه لا يرى في كشفه حرج، أو أنه لا يلتزم بتغطية الوجه ويرى أن
الحجاب الشرعي هو تغطية الرأس تعبداً لله لا إتباعاً للهوى، فهؤلاء يُبين لهم الحكم
وتزال عنهم الشبهات وهم أقرب من غيرهم في سرعة الاستجابة لأمر الله ورسوله، عليه
الصلاة والسلام.
ومن الناس من هو صاحب
هوى خالص: فهو لا يبغي إلا إغراق الأمة في الشهوات والشبهات، فتراه يحارب كل ما يبعث
الستر والحياء والحشمة، مستغلاً هذا الاختلاف
لتحقيق مآربه المشبوهة، مع أنه لا يلتزم بقول من
قال بأن ستر الوجه سنة وجائز كشفه عند أمن
الفتنة، وأن له ضوابط وشروطاً لابد
من توافرها فيمن تكشف
الوجه، بل لو فتح له الباب لخرج
في الشوارع والطرقات بلا ثياب، فالمسألة عنده أكبر من أن
تكون محصورة في هذا الموقف الخلافي، فينبغي الحذر منه ووعظه
وتخويفه بالله، وحاجته إلى الوعظ وتبيين حقارة الدنيا وما فيها أكبر من حاجته
لتبيين الحكم الشرعي.
وقد يوجد من الناس من يخلط بين الشبهات
والهوى: فأحيانا تغلب عليه الشبهات، وأحيانا يغلب عليه
الهوى، فتعين بذلك أهمية المزج
بين الموعظة وتبيين وتوضيح الأحكام أثناء طرح هذا الموضوع، كما هي عادة القرآن
الكريم في بيان كثير من الأحكام الشرعية، فتجد مثلا أن القرآن يصدر
الحكم الشرعي بالموعظة أو بالتقوى، أو يختم بأحدهما، ومن ذلك مثلا أن الله لما
ذكر أحكام الفرائض قال: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الأَْنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} الآية، وقال في الربا:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ}، ولما ذكر أحكام الحيض قال
{وَاتَّقُوا اللَّهَ
وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}، ولما ذكر أحكام الطلاق
قال: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ
اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ
يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ
عَلِيمٌ} إلى غيرها من الآيات التي
يتجلى فيها المزج الجميل بين الطرح العلمي والموعظة المرققة، {يَا أَيُّهَا
النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي
الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ
بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا
يَجْمَعُونَ}.
_________________
أخوكم في الله
فارس الاسلام
مدير منتدى فرسان التوحيد
http://www.forsanaltwhed.com/vb