عادة نساء المسلمين على مر الزمان تغطية الوجوه
عادة
نساء المسلمين على مر الزمان تغطية الوجوه
لابد من التنبيه إلى أن المسلمين كانوا مجمعين
(عمليًا) على أن المرأة تغطي وجهها عن الأجانب. قال شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه
الله: "كانت سنة المؤمنين في زمن النبي، صلى الله عليه وسلم أن الحرة تحتجب،
والأمة تبرز" (تفسير سورة النور (56)).
وقال الحافظ
ابن
حجر، رحمه الله: "إن العمل استمر على جواز خروج النساء إلى المساجد والأسواق
والأسفار منتقبات لئلا يراهن الرجال" (فتح الباري (9/ 337)).
ونقل الإمام ابن
رسلان، رحمه الله: "اتفاق
المسلمين على منع النساء أن يخرجن سافرات الوجوه" (عون المعبود (4/
106).
وقال الإمام أبو حامد الغزالي، رحمه الله: "لم
يزل الرجال على ممر الزمان مكشوفي الوجوه، والنساء يخرجن منتقبات" (إحياء
علوم الدين (1/ 729)).
وفي (نيل الأوطار شرح منتقى
الأخبار) ذكر اتفاق المسلمين على
منع النساء أن يخرجن سافرات الوجوه، لاسيما عند كثرة الفساق.
( 6/ 130 )
وقال الإمام النحوي أبو حيان الأندلسي، رحمه الله: "وكذا عادة بلاد
الأندلس؛ لا يظهر من المرأة إلا عينها الواحدة (البحر المحيط (3/
144))، وهذا دليل على أن الحضارة
الإسلامية قامت والمرأة بأكمل حجابها، فحصول التقدم الحضاري لا
يعني وجود التفسخ.
وقال الإمام الموزعي الشافعي, رحمه الله:" لم
يزل عمل النساء على هذا قديماً وحديثاً في جميع الأمصار والأقطار , فيتسامحون
للعجوز في كشف وجهها ولا يتسامحون للشابة ويرونه عورة ومنكراً.. "( نيسير البيان لأحكام القرآن[2/1001]
ومما يؤكد هذا
أنك
لا تجد مسألة كشف الوجه من عدمه قد أخذت حيزًا كبيرًا في مصنفات الأئمة،
ولم
تستغرق جهدهم ووقتهم، بل لا تكاد تجد
مصنّفًا خاصًّا بهذه المسألة؛ ولو على
شكل رسالة صغيرة؛ مما يدل دلالة واضحة
على
أن هذه القضية من الوضوح بمكان، وأن عمل المسلمين كما هو قائم، يتوارثه الخلف عن
السلف، وهذا التواتر العملي
يدلنا
أيضًا على طبيعة تلقي العلماء لمثل هذه المسائل، وأنهم يرشدون أمتهم لما
فيه
العفة
والطهر والاستقامة على أرشد الأمور، وأفضل السبل.
مع
العلم
بأن فقهاء الأئمة الأربعة في العصر الحديث يوجبون تغطية الوجه؛ إما لأن كشفه
في الأصل حرام، أو لفقدان الأمن من الفتنة فقد انتشرت الفاحشة وعمت
البلوى أصقاع الأرض.
_________________
أخوكم في الله
فارس الاسلام
مدير منتدى فرسان التوحيد
http://www.forsanaltwhed.com/vb