خروج النساء إلى المساجد
عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: "كن نساء
المؤمنات يشهدن مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، صلاة الفجر متلفعات بمروطهن، ثم
ينقلبن إلى بيوتهن حين يقضين الصلاة، لا يعرفها أحد من الغلس" وفي رواية "ثم ينقلبن
إلى بيوتهن، وما يعرفن من تغليس رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالصلاة" وفي رواية
للبخاري: "أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان يصلي الصبح بغلس، فينصرفن نساء
المؤمنين، لا يعرفن من الغلس، ولا يعرف بعضهن بعضاً" رواه البخاري ومسلم.
- الشبهة:
قالوا بأن هذا يدل على أنهن كن سافرات، إذ لو
كن منقبات لمنع تغطية الوجه من معرفتهن لا الغلس.
- الجواب عنها:
1) معنى قوله (متلفعات
بمروطهن):
قال الأصمعي: التلفع: أن تشتمل بالثوب حتى
تجلل به جسدك، وقال الجوهري: تلفعت المرأة بمرطها أي تلحفت به، وكذا قال ابن الأثير
وزاد: وتغطت، قال: واللفاع: الثوب يتغطى به، قال الجوهري: وتلفع الرجال بالثوب
والشجر والورق إذا اشتمل به وتغطى.) عودة الحجاب[3/388])
2) معنى قوله (ما يعرفن
من الغلس):
قال الداوودي معناه: لا يُعرفن أنساء أم
رجال؟ أي لا يظهر للرائي إلا الأشباح خاصة. وقيل: لا يُعرف أعيانهن فلا يفرق بين
خديجة وزينب.(عودة الحجاب[3/389])
قال العيني قوله (من
الغلس) كلمة (من) ابتدائية، ويجوز أن تكون تعليلية.(عودة الحجاب[3/389])
3) قوله عليه الصلاة
والسلام:"ولا يعرف بعضهن بعضاً" و "حين يعرف الرجل جليسه" يدلان على تغطية وجوههن،
ويؤيد ذلك حديث أبي برزة، رضي الله عنه:
قال الشيخ حمود التويجري, رحمه الله: وهذا
الحديث يدل على أن نساء الصحابة كن يغطين وجوههن، ويستترن عن نظر الرجال الأجانب،
حتى أنهن من شدة مبالغتهن في التستر وتغطية الوجوه لا يعرف بعضهن بعضاً، ولو كن
يكشفن وجوههن لعرف بعضهن بعضاً كما كان الرجال يعرف بعضهم بعضاً، قال أبو برزة، رضي
الله عنه: "وكان النبي، صلى الله عليه وسلم، ينفتل من صلاة الغداة حين يعرف الرجل
جليسه" رواه البخاري وأبو داوود والنسائي.(الصارم المشهور ص85-87)
4) ردوا المتشابه إلى
المحكم:
ارجع إلى باب خروج النساء إلى الصلاة في
القسم الثاني، وإضافة على
ما
ورد
في ذلك الباب فقد روى ابن أبي حاتم من حديث صفية بنت شيبة قالت: بينما نحن عند
عائشة قالت: فتذكر نساء قريش وفضلهن، فقالت عائشة، رضي الله عنها: "إن لنساء قريش
لفضلا، وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقاً لكتاب الله ولا
إيماناً بالتنزيل، لقد أنزلت سورة النور {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى
جُيُوبِهِنَّ} فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل الله إليهم فيها، ويتلو
الرجل على امرأته وابنته وأخته وعلى كل ذي قرابة، فما منهن امرأة إلا قامت إلى
مرطها المرحل فاعتجرت به تصديقاً وإيماناً بما أنزل الله من كتابه، فأصبحن وراء
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان".
_________________
أخوكم في الله
فارس الاسلام
مدير منتدى فرسان التوحيد
http://www.forsanaltwhed.com/vb