الأحاديث الضعيفة
الأحاديث
الضعيفة
ثانيا: الأحاديث الضعيفة:
الحديث الأول:
حدثنا يعقوب
بن كعب الأنطاكي ومؤمل بن الفضل الحراني، قالا: أخبرنا الوليد، عن سعيد بن بشير، عن
قتادة، عن خالد- قال يعقوب: ابن دُرَيْك
- عن عائشة رضي الله
عنها: أن أسماء بنت أبي بكر، رضي الله عنهما، دخلت على رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: "يا أسماء
إن المرأة إذا بلغت المحيض، لم يصلح أن يُرى منها إلا هذا وهذا" وأشار إلى وجهه
وكفيه" رواه أبو داوود
في سننه رقم (4104).
الجواب عنها:
أولا: في الحديث علل
قادحة في إسناده , وهي:
1-
الانقطاع بين عائشة
وخالد
بن
دُرَيْك الذي رواه عنها، كما أعله بذلك أبو داوود نفسه، حيث قال: خالد بن دُرَيْك
لم يسمع من عائشة، وكذلك أعله أبو حاتم الرازي، ذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره (3/
294).
2-
سعيد بن بشير أبو عبد
الرحمن النصري، قال الحافظ: ضعيف (تقريب التهذيب1/
292).
قال الإمام الذهبي , رحمه الله: سعيد بن
بشير صاحب قتادة سكن دمشق وحدث عن قتادة والزهري وأبو مسهر وأبو الجماهير, قال أبو
مهر: لم يكن في بلدنا أحفظ منه وهو منكر. قال البخاري: يتكلمون في حفظه, قال عثمان
عن ابن معين: ضعيف, وقال العباس عن ابن معين: ليس بشيء, قال الفلاس: حدثنا عنه ابن
معين ثم تركه, وقال النسائي: ضعيف, وقال عبد الله بن نمير: يروي عن قتادة المنكرات,
وذكره أبو زرعة في الضعفاء, وقال : لا يحتج به ,وكذا قال أبو حاتم (ميزان
الاعتدال[2/128])
3-
قتادة، وهو مدلس وقد
عنعنه.
4-
الوليد بن مسلم، وهو مدلس وقد
عنعنه، قال الحافظ: ثقه لكنه
كثير التدليس والتسوية (تقريب التهذيب2/ 336) وذكر شاهد آخر للحديث عند البيهقي عن
أسماء بنت عميس وقال عنه البيهقي: إسناده ضعيف.
ثانياً: على فرض صحة
الحديث:
1) يحمل على أنه
كان قبل نزول آية الحجاب:
وقد حمل هذا المحمل جماعة من العلماء منهم:
شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن قدامة (المغني6/ 559) والشيخ الشنقيطي (أضواء
البيان6/ 597) والشيخ صالح بن إبراهيم البليهي (يا
فتاة
الإسلام257) والشيخ محمد علي الصابوني (روائع البيان2/ 157) والشيخ ابن عثيمين
(رسالة الحجاب30)، رحمهم الله جميعاً.
2) تقييده بالحاجة:
قال الإمام ابن رسلان، رحمه الله: "والحديث
مقيد بالحاجة إلى رؤية الوجه والكفين كالخطبة ونحوها، ويدل على تقييده بالحاجة
اتفاق المسلمين على منع النساء أن يخرجن سافرات الوجوه، لاسيما عند كثرة
الفساق". (نقله عنه الشوكاني في
نيل الأوطار6/ 130) وقال نحوه الشيخ خليل بن أحمد السهارنفوري (بذل المجهود في حل
أبي داوود
16/
164) والشيخ صالح البليهي (يا
فتاة
الإسلام258).
3) القول بوجوب ستر الوجه مقدم على
القول بكشفه، وذلك لأمور:
1- الناقل عن الأصل مُقدم:
قال الشيخ
محمد بن صالح العثيمين، رحمه الله: إن أدلة وجوب ستر الوجه والكفين
ناقلة عن الأصل، وأدلة جواز
كشفه مبقية على الأصل، والناقل عن الأصل مقدم، كما هو معروف عند
الأصوليين؛ وذلك لأن الأصل بقاء
الشيء على ما كان عليه، فإذا وجد الدليل الناقل عن الأصل دل ذلك على طروء الحكم على
الأصل وتغييره إياه؛ ولذلك نقول: إن مع الناقل زيادة علم، وهو إثبات تغيير الحكم
الأصلي. (رسالة الحجاب ص28)
قال الشيخ الشنقيطي، رحمه الله، في تقرير هذه
القاعدة: وعزاه، أي صاحب مراقي السعود، في شرحه المسمى (نشر البنود) للجمهور، وهو
المشهور عند أهل الأصول.(أضواء البيان [5/657-658])
2- إذا تعارض مبيح وحاظر
قدم الحاظر على المبيح:
وقد سبق بيان ذلك وأن الشيخ الألباني، رحمه
الله، رجح هذه القاعدة.
3- حجة الإثبات مقدمة على
حجة النفي:
ثالثاً: ضعف متن الحديث:
1) مخالفته لأحاديث كثيرة تأمر بتغطية
الوجه:
وقد سبق بيانها في قسم الأحاديث.
2) مخالفته لحال أسماء،
رضي الله عنها: قالت أسماء، رضي الله عنها: (كنا نغطي وجوهنا من
الرجال، وكنا نمتشط قبل ذلك في الإحرام) أخرجه الحاكم وقال: صحيح على "شرط الشيخين"
ووافقه الذهبي وهو صحيح على شرط مسلم وحده.
قال الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله: وأيضاً فإن
أسماء، رضي الله عنها، كان لها حين هجرة النبي، صلى الله عليه وسلم، سبع وعشرون
سنة، فهي كبيرة فيبعد أن تدخل على النبي، صلى الله عليه وسلم، وعليها ثياب رقاق تصف
منها ما سوى الوجه والكفين.(رسالة الحجاب ص30)
3) القرآن يفرق بين المحارم والأجانب:
قال الشيخ صفي الرحمن المباركفوري، رحمه
الله: ومعلوم أن الله قد أذن للمرأة في إبداء الزينة أمام المحارم، ومنع عنه أمام
الأجانب، إذن فما هي الزينة التي تبديها أمام المحارم، ولا تبديها أمام الأجانب؟
وبتعبير آخر: لما جاز لها كشف وجهها
وكفيها أمام الأجانب، ولم يجز لها كشف شيء من أعضائها سوى الوجه والكفين أمام
المحارم، فما هو الفرق إذن فرق بين المحارم والأجانب في رؤية الزينة وعدم رؤيتها؟
مع أن القرآن ينص على الفرق بينهما في صراحة ، فتفكر!(إبراز الحق والصواب في
مسألة السفور والحجاب ص 67)
ختاماً:
قال الشيخ محمد أحمد إسماعيل المقدم، حفظه
الله، متحدثاً عن الشيخ الألباني، رحمه الله: فحديث عائشة، رضي الله عنها، عند أبي
داوود هو الأصل الذي بنى عليه مذهبه؛ وإذا كان هذا
الأصل ضعيفاً في سنده ومعناه- كما تقدم- ولا تقوم به حجة، فإن الفرع الذي ساقه
لتقويته أولى بالطرح. ا. هـ.
والحمد لله على وضوح الحق والصواب لمن طلبه.(عودة الحجاب هامش [3/353])
الحديث الثاني: حديث
أسماء بنت عميس:
روى البيهقي في (سننه) (7/ 86) بسند إلى ابن
لهيعة عن عياض بن عبدالله، أن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة الأنصاري يخبر عن أبيه-
أظنه عن أسماء بنت عميس
- أنها قالت: دخل رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، على عائشة بنت أبي بكر وعندها أختها أسماء بنت أبي بكر
وعليها ثياب دامية واسعة الأكمام، فلما نظر إليها الرسول، صلى الله عليه وسلم، قام
فخرج، فقالت لها عائشة، رضي الله عنها: تنحي فقد رأى رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، أمراً كرهه، فتنحت، فدخل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فسألته عائشة، رضي
الله عنها لم قام؟ قال: "أولم
تري إلى
هيئتها؟! إنه ليس للمرأة أن يبدو منها إلا هذا وهذا" وأخذ بكفيه
فغطى بها ظهر كفيه، حتى لم يبد من كفه إلا أصابعه، ثم نصب كفيه على صدغيه حتى لم
يبد إلا وجهه.
وقال البيهقي: إسناده
ضعيف (السنن الكبرى (7/ 86)).
هذا الحديث ضعيف للآتي:
1) ابن لهيعة ضعيف مختلط:
اسمه عبد الله الحضرمي أبو عبد الرحمن المصري
القاضي، وهو ثقة فاضل، لكنه يحدث من كتبه فاحترقت، فحدث من حفظه فخلط.
قال الإمام الجوزجاني: لا يوقف على حديثه،
ولا ينبغي أن يحتج به، ولا يغتر بروايته. وقال ابن حبان: سبرت
أخباره، فرأيته يدلس على أقوام ضعفاء على أقوام ثقات قد رآهم (الضعفاء
الصغير66، الضعفاء والمتركون95).
وقال الحافظ الذهبي: يُروى حديثه في المتابعات ولا يحتج به. (تذكرة الحفاظ1/ 236)
وقال الإمام أحمد: ما حديث ابن لهيعة بحجة، وإني لأكتب كثيراً مما
أكتب أعتبر به، وهو يقوي بعضه بعضاً.
(شرح علل الترمذي 237)، وقال الدارقطني: يعتبر
بما يروى عن العبادلة: ابن المبارك،
والمقرئ، وابن وهب. (كتاب الضعفاء
والمتروكين115) وقال الألباني: ضعيف من قبل حفظه (سلسلة الأحاديث الضعيفة) رقما
(319) و(461).
2) عياض بن عبدالله:
عياض بن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر هو
الفهري، قال أبو حاتم: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الساجي: روى عنه ابن
وهب أحاديث فيها نظر، وقال يحيى بن معين: ضعيف الحديث، وقال ابن شاهين في:
الثقات، وقال أبو صالح: ثبت له
بالمدينة شأن كبير في حديثه شيء، وقال البخاري: منكر
الحديث، وقال الحافظ في
(التقريب):فيه لين. (تقريب
التهذيب2/ 96)
الحديث الثالث:
روى الطبري في تفسيره (18/ 19): حدثنا القاسم
حدثنا الحسين، قال: ثنى حجاج، عن ابن جريج، قال: قالت عائشة، رضي الله
عنها: دخلت على
ابنة أخي لأمي عبد الله بن الطفيل مزيَّنة، فدخل النبي، صلى الله عليه وسلم، فأعرض
عنها، فقالت عائشة: يا
رسول الله: إنها ابنة
أخي وجارية، فقال: "إذا عركت المرأة لم يحل لها أن تظهر إلا وجهها، وإلا ما دون
هذا، وقبض على ذراع نفسه فترك بين قبضته وبين الكف قبضة أخرى".
هذا الحديث ضعيف للآتي:
1) الحسين هو سُنَيْد بن داوود
الِمصيصي:
قال الحافظ في التقريب: ضعيف مع إمامته
ومعرفته، لكونه كان يُلَقِّن حجاج بن محمد شيخه. (تقريب التهذيب1/ 330) وقال الذهبي
في الميزان: حافظ له تفسير، وله ما
يُنكَر، وقال: صدقه أبو حاتم،
وقال أبو داوود: ليس بذلك. وقال النسائي: ليس بثقة (ميزان الاعتدال2/ 236).
2) حجاج بن محمد الأعور المصيصي:
مختلط (واختلاطه فاحش)، رآه
يحيى بن معين فقال لابنه: لا
يدخل عليه أحد.
3) الانقطاع بين ابن جريج وعائشة، رضي
الله عنها:
قال الشيخ محمد أحمد إسماعيل المقدم، حفظه
الله: كما أن هذا الحديث معضل؛ لأن بين ابن جريج وعائشة، رضي الله عنها، مفاوز، فقد
توفي ابن جريج بعد المائة والخمسين، لم يدرك عائشة، رضي الله عنها، (ميزان
الاعتدال2/ 659).(عودة الحجاب[3/350])
وقال الإمام الدارقطني: تجنب تدليس ابن جريج
فإنه قبيح التدليس، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح مثل إبراهيم بن أبي يحيى، وموسى
بن عبيدة وغيرها (تهذيب التهذيب6/
404). وقال الإمام صلاح الدين العلائي: يكثر من التدليس (جامع التحصيل في أحكام
المراسيل108 رقم33).
-إن كنت تحب الصديق فاصمت:
قال الأستاذ عادل بن يوسف العزازي،حفظه الله:
ومع ذلك فإن في متنه نكارة أيضاً، إذ كيف لم تفهم عائشة هذا الحكم فتنهى ابنة أخيها
عن ظهورها أمام النبي، صلى الله عليه وسلم، على حالة تخالف الآية؟! فهل يقال: إن
عائشة أيضاً لم تكن على علم بالآية كأختها أسماء في الحديث السابق؟! ما بالكم ولغتم
في عرض الصديق، رضي الله عنه، فلم تسلم منكم ابنته أسماء، وكذا ابنته عائشة , وكذا
زوجته أسماء بنت عميس.(الشهب والحراب على من حرم النقاب ص107)
الحديث الرابع:
روى أبو داود
(4166) حدثنا محمد الصوري، حدثنا خالد بن عبد الرحمن، حدثنا مطيع بن ميمون، عن صفية
بنت عصمة، عن عائشة،
رضي الله عنها: أومأت
امرأة من وراء ستار، بيدها كتاب إلى رسول الله، صلى الله علي وسلم، فقبض النبي، صلي
الله عليه وسلم، يدها، فقال: "ما أدري أيد رجل أم يد امرأة؟" فقالت: بل
امرأة. قال: "لو كنت امرأة
لغيرت أظفارك" يعني
بالحناء.
هذا الحديث ضعيف للآتي:
1) مطيع بن ميمون العنبري:
قال في التقريب: لين الحديث. (تقريب
التهذيب2/ 255)
2) صفية بنت عصمة:
قال الحافظ في التقريب: لا تعرف. (التقريب2/
603) وقد ضعفه الألباني في (ضعيف الجامع
الصغير) (5/ 49) رقم (4846).
الحديث الخامس:
روى أبو داوود (4165): حدثنا مسلم بن
إبراهيم، حدثتني غبطة بنت
عمرو المجاشعية، قالت:
حدثتني عمتي أم الحسن عن جدتها، رضي الله عنها، أن هنداً بنت عتبة، قالت:
يا
نبي الله بايعني، قال:
"لا أبايعك حتى تغيري كفيك كأنها كف سبع".
هذا الحديث ضعيف للآتي:
1)
غبطه بنت عمرو المجاشعية: قال الحافظ
في (لسان
الميزان) في (فصل في النساء
المجهولات). (07/ 528) وقال في التقريب: (مقبولة) (2/ 608) يعني إذا توبعت
وإلا فلينة.
2)
عمتها أم الحسن عن جدتها: قال الحافظ
في التقريب: لا يعرف حالها (2/ 620).
الحديث السادس:
روى أبو
داوود في (مراسيله) (437): وحدثنا محمد بن بشار، حدثنا أبو داوود، حدثنا هشام بن
قتادة، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: "إن الجارية إذا حاضت لم يصلح أن
يرى منها إلا وجهها ويداها إلى المفصل".
قال الإمام النووي، رحمه الله، في
(التقريب): ثم المرسل حديث ضعيف عند
جماهير المحدثين والشافعي وكثير من الفقهاء وأصحاب الأصول.
قال الحافظ ابن كثير في
(علوم
الحديث): وقال ابن الصلاح: وما
ذكرناه من سقوط الاحتجاج بالمرسل والحكم بضعفه هو الذي استقر عليه آراء جماعة حفاظ
الحديث، ونقاد الآثر، وتداولوه في تصانيفهم.
قال الشاعر: عبد الرحمن بن
إبراهيم التل:
حدثٌ
وربِّك للبلاد يُدبرُ ومصائبٌ
تترى فأين المعبرُ؟
وغوايةٌ في
كلٍّ حين شأنُها متلوّنٌ متذبذبٌ
متغيرُ
نادى بها
الأعداءُ وقتَ قلاقلٍ وشعارُهم في الخافقين
تحررُ
كذبوا
وربِّ البيتِ ليس تحرراً بل إنه الكسرُ الذي لا
يُجبرُ
جعلوا
النساء مطيةً لمرادهم وتستروا في زيِّنا
وتدثروا
خدعوكِ يا
أختاه بالخُطب التي طاب البناءُ بها وساء
المخبرُ
وركضتِ في
عجلٍ ودون تفكر
وهمُ الذين
سعَوْا لذاك وفكروا
ورميتِ
طهرَك والحياءُ مجندلٌ يبكي ويصرخ والمدامعُ
تُنثرُ
يا أخت
أنتِ الأمُّ حين نريدُها تبني لنا الجيلَ الذي لا
يُقهرُ
يا أخت
أنتِ البرءُ للجرح الذي
يقضي على
أحلامِنا ويدمرُ
عُودي
إلى التاريخِ واقتبسي الضيا
سيرُ النساءِ مع العقيدةِ
تزهرُ
إن التشتتَ
والهلاكَ لأمتي أن يخرجَ الوجهُ الطَّهورُ
ويسفر
_________________
أخوكم في الله
فارس الاسلام
مدير منتدى فرسان التوحيد
http://www.forsanaltwhed.com/vb