في مفاجأة من العيار الثقيل وقبل سماع دفاع المتهمين.. قضت محكمة جنايات القاهرة بالسجن المؤبد على ضابط جهاز امن الدولة محسن السكري و15 عاما على رجل الاعمال هشام طلعت مصطفى في قضية مقتل الفنانة اللبناية سوزان تميم.
كما قضت المحكمة بسجن السكرى 3 سنوات عن تهمة حيازة سلاح بدون ترخيص مع مصادرة الأموال والسلاح ورفض الدعويين المقامتين من عادل معتوق ورياض العزاوى وإحالة الدعوى المقامة من أسرة سوزان تميم للمحكمة المدنية المختصة ورفض الدعوى المقامة ضد وزير العدل بشأن حضور المحامين الأجانب.
شاهد الفيديوهشام طلعت
جاء ذلك فى ختام جلسة المحكمة الثالثة عشر من اعادة محاكمة المتهمين فى القضية، وفوجئ الحضور من اسر المتهمين والاعلاميين بصدور الحكم في الجلسة حيث لم تستمع المحكمة بعد لمرافعة الدفاع.
ولم يتبق للمتهمين سوى درجة نقض أخيرة.
وكانت جلسة الثلاثاء قد بدأت باعتراض وصراخ من محسن السكري دون معرفة سبب انفعاله، لكنه هدأ عندما اقترب منه محاموه وتحدثوا معه بصوت منخفض.
وكان دفاع هشام قد قال انه يريد تحقيق 5 طلبات فقط من اصل 13 قدموها لهيئة المحكمة يوم الاحد الماضي، لكن دفاع السكري قال انه متمسك بجميع الطلبات وأهمها انتقال المحكمة الى دبي لمعاينة مكان الحادث في برج الرمال وكيفية الدخول والخروج منه.
واستمعت المحكمة برئاسة المستشار عادل عبد السلام جمعة لأقوال الطبيبة الشرعية فاطمة العراقي التي أكدت ان العينات القادمة من دبي صالحة ويمكن التعامل معها في مصر من خلال اجهزة الطب الشرعي واستخراج نتائج دقيقة بعد تحليلها.
وقاطعها دفاع هشام قائلا ان هذه العينات قادمة من دبي في اكياس بلاستيكية مما يعرضها للفساد، لكن الطبيبة قالت ان الطب الشرعي في مصر يتعمال مع عينات أصعب من هذه بكثير بدقة عالية.
وخلال الجلسة قدم المحامي فريد الديب مذكرة دفاعه والتي تلت المحكمة الطلبات بها حيث تراجعت هيئة الدفاع عن طلبها السابق بالاستماع ومناقشة 25 شاهداً من شهود الإثبات بالقضية، مع الاكتفاء بمناقشة 6 فقط، بدعوى انتفاء أقوال الـ 19 شاهداً الآخرين بالتحقيقات السابقة.
ومن الشهود التى تمسكت هيئة دفاع رجل الأعمال هشام مصطفى بمناقشتهم شعيب علي أهلي وكيل نيابة بر دبي وهبة العراقي وعادل المسيري والنقيب أحمد عبد الله أحمد بشرطة دبي ورئيس وحدة الكلاب البوليسية هناك، بالإضافة إلى المختصين بتشغيل كاميرات المراقبة يوم 28 يوليو 2008 ببرجي الرمال والواحة إلا أن دفاع محسن السكرى رفض استبعاد كل هذا العدد من شهود الإثبات، وتمسك بمناقشتهم جميعا.
وقدم الدفاع طبيبا من جامعة عين شمس يدعى عادل المسيري الذي قال ان العينات تتعرض للفساد حال مقلها من مكان لآخر وان النتائج المستخلصة منها تكون غير دقيقة بسبب فساد العينات.
وعقدت الجلسة وسط إجراءات أمنية مشددة وحضور اعلامى كبير وشهدت حضور سحر شقيقة رجل الأعمال هشام طلعت بمفردها دون زوجها إيهاب ماضي بعد تغيبها عن متابعة الجلستين الماضيتين.
ومن غير المتوقع أن تصدر حيثيات الحكم الثلاثاء.
كانت الجلسة السابقة قد انتهت بتأجيل المحاكمة إلى جلسة الثلاثاء لسماع شهود الإثبات المصريين الواردة أسماؤهم بمحضر الجلسة والدكتورة هبة العراقي الطبيبة الشرعية.
وكانت المحاكمة الاولى للمتهمين قد قضت في 21 مايو من عام 2009 بإعدام هشام طلعت مصطفى ومحسن السكري لادانتهما بقتل سوزان تميم في بدبي في 28 يوليو 2008.
واستمعت المحكمة خلال جلسات المحاكمة الاولى إلى عدد كبير من شهود النفي والإثبات لوقائع القضية، من بينهم ضباط بالإدارة العامة بشرطة دبي ووزارة الداخلية المصرية، وخبراء من وزارة العدل والطب الشرعي بمصر ودبي، وعدد من العاملين بمجموعة شركات طلعت مصطفى، وأصدقاء مقربين للفنانة القتيلة.
وترجع وقائع القضية عندما عثر على المطربة اللبنانية سوزان تميم، مقتولة في شقتها في دبي واعترف السكري، الضابط السابق في جهاز أمن الدولة المصري اثر القبض عليه في أغسطس 2008 في القاهرة بأن هشام مصطفى حرضه على قتلها إلا أنه تراجع عن اعترافاته في بداية المحاكمة.
وأكدت تقارير صحفية أن القتيلة كانت على علاقة خاصة مع هشام طلعت قبل أن تترك مصر وتقرر الإقامة في دولة الإمارات.
ووجهت النيابة العامة المصرية في سبتمبر 2008 إلى السكري تهمة قتل تميم مقابل مليوني دولار حصل عليها من هشام طلعت المتهم بالتحريض على الجريمة.
ونفى السكري وطلعت مصطفى في بداية محاكمتهما الاولى وعلى مدار 27 جلسة استغرقت 5 أشهر، التهم المنسوبة إليهما بينما طالبت النيابة بعقوبة الإعدام لهما ووصفتهما بالشيطانين اللذين تآمرا على قتل نفس بريئة مستغلين المال والسلطة من أجل إشباع رغباتهما وشهواتهما فى حب المال والنساء، وطالبت بتطبيق أقصى عقوبة عليهما وهى الإعدام شنقا.