فبادر ولبس البياض وتحنط استعداداً للموت، وقال: إن قتلت فهذا كفني.
ثم وقع الزحف بين الفريقين ونزل السلطان ألب أرسلان عن فرسه ومرغ وجهه في التراب، وأظهر الخضوع والبكاء لله، وأكثر من الدعاء، ثم ركب وحمل على الأعداء، وصدق المسلمون القتال، وصبروا وصابروا حتى زلزل الله الأعداء، وقذف الرعب في قلوبهم، ونصر الله المسلمين عليهم، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة، وأسروا منهم جموعاً كبيرة، كان على رأسهم ملك الروم نفسه، أسره أحد غلمان المسلمين، فأحضره ذليلاً أمام السلطان؛ فعفى عنه، وقبل منه الفدية، وعلى أن يطلق كل أسير للمسلمين في بلاده، وكان هذا أول ملك للروم يأسره المسلمون.
وكانت هزيمة الروم في "ملاذ كرد" نقطة تحول في التاريخ البيزنطي، وكان من نتائجها القضاء على التحالف البيزنطي الفاطمي إلى غير ذلك من النتائج.
من صفاته -رحمه الله-:
قال ابن كثير في البداية والنهاية "كان عادلاً، سار في الناس سيرة حسنة كريماً رحيماً، شفوقاً على الرعية، رفيقاً على الفقراء، باراً بأهله وأصحابه ومماليكه، كثير الدعاء بدوام ما أنعم الله عليه، كثير الصدقات، يتصدق في كل رمضان بخمس عشر ألف دينار، ولا يعرف في زمانه جناية ولا مصادرة."
وزاد في الكامل: "وكان رحيم القلب، مقراً بأنعم الله عليه، وكان حريصاً على إقامة العدل في رعاياه وحفظ أموالهم وأعراضهم، بلغه أن غلاماً من غلمانه أخذ إزاراً لبعض التجار فصلبه، فارتدع سائر المماليك، وكتب إليه بعض السعاة في نظام الملك فاستدعاه وقال له: إن كان هذا صحيحاً فهذب أخلاقك وأصلح أحوالك، وإن لم يكن صحيحاً فاغفر لهم زلتهم بمُهمٍ يشغلهم عن السعاية في الناس، وكان كثيراً ما يقرأ عليه تواريخ الملوك وآدابهم وأحكام الشريعة".
وفاته -رحمه الله-:
توفي السلطان ألب أرسلان -رحمه الله- سنة 465هـ في جمادى الآخرة وله أربعون سنة، قتله نصراني يقال له يوسف الخوارزمي.
www.salafvoice.com
_________________
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين اماما
نورالاسلام الطبى
اقوى قسم لتطوير المنتديات ونشرها بمحركات البحث
اقوى برنامج حقيقى لجلب الزوار
منتدى طبى اسلامى منوع حصريات رياضيه تطوير مواقع برامج كمبيوتر
[/center]