فعند العقبة ولما التقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوفد من يثرب ولما بايعوه والتزموا بتعاليم الإسلام التي دعاهم إليها رغبهم بقوله عليه السلام:
" فإن وفيتم فلكم الجنة"
ومن الموضوعات التي اهتم بها الداعية محمد صلى الله عليه وسلم واستعمل فيها أسلوب الترغيب والترهيب نبه مدعويه إلى عدم تفضيل الدنيا على الآخرة ودعاهم إلى التوسط والاعتدال فيها وذكرهم بقول الله تعالى:
( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ولا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)(القصص/77).
وبما أن النفس البشرية تتعلق بالدنيا أكثر لإغراءاتها وشهواتها المتعددة وحتى لا يركن إليها المرء ويتعلق بها لينسى الآخرة فإن الرسول صلى الله عليه وسلم حذر المسلمين من ذلك ونبههم إلى خطورة هذا الأمر وذلك بالرجوع إلى القرآن الكريم وقول الله تعالى:
(إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)(يونس/24).
وقوله جل وعلا:
(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)(الحديد/20).
وقال صلى الله عليه وسلم محذرا من الدنيا وإيثارها على الآخرة:
إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله تعالى مستخلفكم فيها فناظر كيف تعلمون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء.
وأكد الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا الأمر بقوله:
" اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة"
وحتى تصغر الدنيا في عين مدعويه هون الرسول صلى الله عليه وسلم من شأنها وقارنها بالآخرة بقوله:
" ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما جعل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بما يرجع"
تلك هي الوسائل التي ركز عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته إلى الله تعالى، فكان المثل الأعلى الذي يحتذي به في كل ما يقوم به أو يأمر فعلم مدعويه ورباهم وكون منهم رجالا شهد لهم المنصفون بأنهم فرسان بالنهار رهبان الليل وامتدحهم الله بقوله:
( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)(الفتح/29).
زهدوا في الدنيا وتعلقوا بالآخرة فكانوا إذا مرت بهم آية فيها وعيد بكوا وجلا من الله تعالى وإذا مرت بهم آية فيها وعد بالجنة تعلقوا واستبشروا بها وعملوا بمقتضاها راجين رحمة ربهم غير مستكثرين لأعمالهم مستزيدين من برهم وطاعتهم آملين في ترغيب وتبشير نبيهم خائفين من ترهيب داعيتهم عليه أفضل الصلاة وأزكي التسليم.
_________________
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين اماما
نورالاسلام الطبى
اقوى قسم لتطوير المنتديات ونشرها بمحركات البحث
اقوى برنامج حقيقى لجلب الزوار
منتدى طبى اسلامى منوع حصريات رياضيه تطوير مواقع برامج كمبيوتر
[/center]