السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتمـ النبيين وعلى آله وصحبة
فاءنه لم يعد خاافيا على احد هذه العووده الطيبه الى الدين الأسلامي ، والتى
حيرت الشرق والغرب ، رغمـ ما يكيدونه ويدبرونه ، وينفقون في سبيل ذلك
من الأموال والسنوات الطوال في التخطيط لابعاد الأمة عن دينها ، وصدق فيهمـ قوول الله تعالى:
(((ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين))) _الأنفال_
الا انه من الملاحظ أيضا ما يعتري الشباب العائد الى الدين من الحماس المجرد عن العلمـ والفهمـ
والتسرع في الأحكام ، والأستعجال في اغلب الأمور:
استعجال الخطوات ، التسرع في الفتوى ، التسرع في الحكم على الآخرين 0
وكما في القااعدة الشرعية : (من استعجل الشيئ قبل اوانه عوقب بحرمانه)
وفي الحقيقه ، ان كل واحده من هذه الآفات الثلاث ، تحتاج الى رساله خاصه
أقصد استعجال الخطوات ، التسرع في الفتوى ، التسرع في الحكم على الآخرين
وأقصد بذلك ((التكفير ))
لأنها الحالقة ، لا اقول تحلق الشعر ، ولكنها تحلق الدين 0
فالتكفير من اخطر هذه الآفات بروزا ، وبخاصه تكفير المجاهدين والعلماء
والوقوع فيهم ، والولوغ في أعراضهم ، حتى قال بعضهمـ هداه الله المجاهد الفلاني كافر
والشيخ الفلاني خبيث والآخر منافق ......و.......و.......و.......
وبعضهمـ جرى على قاعده ، (من لم يكفر الكافر فهو كافر ) فجعلها قاعدة عامة مطردةّ
أوصلتهمـ الى تكفير كثر من طوائف المسلمين ،
وعدد كبيرا من المجاهدين والعلماء ، فوقعوا في حبائل الشيطان الذي أفقدهمـ الثقه بما يقومـ به
المجاهدين من نصرت دين الله ورفع علم لا اله الا الله محمد رسول الله ،
وحتى العلماء الكرامـ لمـ يسلموا من شرورهمـ ،
ما هي أسباب التكفير !!!
غالب الذين يكفرون ويتكلمون في العلماء والمجاهدين وغيرهمـ من اهل الفضل ،
لم يحصلوا من العلم ما يرتفع به الجهل لديهمـ ، ويستقيمـ به الفهمـ ، قال الشااعر:
وكمـ من عائب قولا صحيحا**وآفتهُ من الفهمـ السقيمـ
فالجاهل قد يكون لنقص العلمـ ، وقد يكون لعدمـ وجود العلم النااافع ، وكلاهما حذر الله منهما
وقد يكون سوء الفهمـ بسبب التقصير في طلب العلمـ النافع ، وقد يكوون بسبب الشبهات ،
وقد بيّن شيخ الأسلام ابن تيمية رحمه الله ، أن سبب رواج البدع وأنتشارها بين كثير من الناس
ممن ليسى من المنافقين ، ولا من اصحاب القصد السيئ ، الشبهه والجهل ..؟؟
قال لكن راج كثير منها - أي البدع على من ليس من المنافقين الملحدين لنوع من الشبهه
والجهاله المخلوطه بهوى ، فقبــِل معه الضلاله ، وهذا أصل كل بااطل 0
لذلكـ يجب أن يكون كلامنا في الآخرين بعلمـ وعدل لابجهل وظلمـ كحال أهل البدع 000
معنى التكفير
التكفير : من الكفر ، وهوضد الاءيمان ، وجمع الكافر : كُفار وكَفَرَه 0
والكُفر : جحوود النعمة ، وهو ضد الشكر ،
والكَفر : بالفتح : التغطية 0
وأهل الكُفُور : هم أهل القبور ، لا يشاهون الأمصار ونحوها0
والكافِر : الليل المظـلمـ لأنه ستر بظلمته كل شيء
وكل شيء غطّى شيئا فقد (كَفَرَه)
قال ابن السكيت :ومنه سمي الكافر : لأنه يستر نعمـ الله عليه
معنى الردة
المرتد :
هو الراجعـ عن دين الأسلامـ الى الكفر
قال تعالى "(( ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولآئك حبطت اعمالهم في الدنياء والآخرة
وأولآئك أصحاب النار هم فيها خالدون))
وقال النبي صلى الله عليه وسلمـ"((من بدل دينه فاقتلوه))
شروط الردة:
لاتصح الردة الا من عاقل ، فأما من لا عقل له ، كالطفل ، والمجنون ، ومن زال عقله باغماء
أو نومـ ، أو مرض ، أوشرب دواء يباح شربه ، فلا تصح ردته، ولا حكمـ لكلامه بغير خلاف
والنبي صلى الله عليه وسلمـ قال "
(( رفع القلم عن ثلاثه ،عن النائمـ حتى يستيقظ ، وعن الصبي حتى يشب
وعن المعتوه حتى يعقل)
أمثله عن بعض الأسباب التي يصير بهاالمسلمـ كافرا
(1)
من سب الله تعالى ، كفر ، سواء كان مازحا أو جادا
وكذلكـ من استهزاء بالله تعالى أو بآياته أو برسله ، أو كتبه
قال تعالى ""((ولاءين سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب قل
أبالله وأيآته ورسوله كنتم تستهزءون * لاتعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم))
(2)
ادعاء النبوة أو تصديق من ادعاها
قال ابن قدامة:: ومن ادعى النبوة أو صدق من ادعاها، فقد ارتد
لأن مسيلمة لما ادعى النبوة فصدقه قومه صاروا بذلكـ مرتدين .,،
(3)
من اعتقد حل شيء اجمع على تحريمه ، وظهر حكمه بين المسلمين
وزالت الشبهة فيه للنصوص الواردة فيه ، كأكل لحم الخنزير ،
واباحة الزنا ، وأشباه هذا مما لاخلاف فيه كفر ،،؛
قال أحمد "" من قال " الخمر حلال ، فهو كاافر ، يستتاب
فأن تاب وألا ضربت عنقه /؛
(4)
من أشركـ بالله أو جحد ربوبيته ، أو وحدانيته ، أو صفة من صفاته
أو اتخذ لله صاحبة أو ولدا ، أو جحد نبيا ، أو كتابا من كتب الله تعالى
أو شيئا منه ، أو سب الله تعالى ، أو رسوله ، فقد كفر
(5)
من جحد وجوب العبادات الخمس ، أو شيئا منها
أو احل الزنا ، أو الخمر ، أو شيئا من المحرمات الظاهرة
المجمعـ عليها ، ، ، لجهل عُرّف ذلك ، وان كان ممن لا يجهل ذلك كفر ،؛،؛
ضوابط التكفير !!!
القاعدة الأولى :
الأصل في المسلمـ بقاء اسلامه حتى
يتحقق زوال ذلك بيقين ، قال الحافظ ابن حجر العسقلاني:
()من ثبت له عقد الأسلام بيقين لا يخرج منه الا بيقين ()
القاعدة الثانية :
أهل السنة والجماعة لايكفرون بالمعاصي ، ولو كانت كبائر
وهذا ما اجمع عليه علماء أهل السنه والجماعة ، وذكر اجماعهمـ على ذلك
الأمامـ الآجُرّي في كتاب (( الشريعة)) والصابووني في كتاب
((عقيدة أصحاب الحديث )) والعالمـ اللالكائي في شرح ((أصول أهل السنة في الأعتقاد))
وغيرهمـ كثير 00
القاعدة الثالثة :
أن التكفير متعلق بالتكذيب والجحود ،،
قال الأمام النووي رحمه الله ::: واعلمـ أن مذهب أهل الحق أنه لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب
ولا يكفر أهل الأهواء والبدع ، وأن من جحد ما يُعلمـ من دين الأسلام ضرورة حكم بردته وكفره 0
قال شيخ الأسلام في ((درء تعارض العقل والنقل )) وانما الكفر يكون بتكذيب الرسول
صلى الله عليه وسلم ، فيما اخبر به ، أو الأمتناع عن متابعته مع العلمـ بصدقه ،
مثل كفر فرعون واليهود 0
مسألة العذر بالجهل
أولاّ : يُراعى في العذر بالحهل : حديث العهد والنااشئ بباديةٍ بعيدة
قال شيخ الأسلامـ رحمه الله : ( لكن قد يكون الرجل حديث عهدٍ باءسلامـ ، أو نشأ بباديةٍ بعيدة ،
ومثل هذا لا يكفر الا بجحد ما يجحده حتى تقومـ علية الحجة ، وقد يكون الرجل لمـ يسمع تلك النصوص
أو سمعها ولم تثبت عنده ، أو عارضها عندة معارض آخر أوجب تأويلها وأن كان مخطئاً)
وقد بين ابن قدامة في ((المغني)) : أن من كان جاحداً لوجوب الصلاة ، نظر فيه ، فاءن كان جاهلاً به
وهو ممن يجهل ذلك ، كا لحديث الأسلامـ ، والناشئ ببادية ، عُرّف وجوبها ، وعُــلّمـ ذلك ، ولمـ يحكمـ بكفره
لأنه معذور ،،ثانياً : يُراعى في العذر بالجهل : ظهور العلمـ وخفاؤه ، وظهور المسائل التي يعرفها كل أحد ،
والمسائل التي لا يطلع عليها العلماء
قال الشيخ جمال الدين القاسمي في(( تفسيره))
(فالجاهل والمخطيء من هذه الأمة ، ولو عمل من الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركاً او كافراً ،
فاءنه يعذر بالجهل والخطأ حتى تتبين له الحجة الذي يكفر تاركها بياناً واضحاً ما يلتبس على مثله ،
وينكر ماهو معلوم من الدين بالضرورة من دين الأسلامـ مما أجمعوا عليه اجماعا جلياً قطعياً
يعرفه كل من المسليمن من غير نظر ولا تأمل)
قال ابن قدامه : ( فاءن لم يكن ممن يجهل ذلك ، كالناشئ من المسلمين في الأمصار والقرى لم يعذر
ولم يُقبل منه أدعاء الجهل ، وحكم بكفره) ثم يعلل ذلك فيقول : ( لأن أدلة الوجوب ظاهرة في الكتاب
والسنة ، والمسلمون يفعلونها على الدوام ، فلا يخفى وجوبها على من هذا حاله . ولا يجحدها الا
تكذيبا لله ورسوله صلى الله عليه وسلمـ ، واجماع الأمة )
فانظروا كيف علل الحكمـ بظهور الدليل ، وعدمـ خفا الحكم من فعل المسلمين لها على الدوام
والحكمـ يدور مع علتة ، فاءذا تخــلّفت العله تخـلّف الحكمـ 0 أنتهى
للحديث بقية