والذي نراه أن أوربا مرت بعدة مراحل في حياتها:
الأولى: المرحلة اليونانية والرومانية، وهذه تمثل المرحلة العلمانية في أوضح صورها ولم يكن الدين الوثني حينئذ إلا نوع من اللهو واللعب لإشباع الحاجة الفطرية عند الإنسان لمن يتأله له.
الثانية: مرحلة نصرانية قسطنطين الإمبراطور الوثني الذي وجد في أقوال المثلثين من النصارى ـ على قلتهم في ذلك الزمان ـ فرصة سانحة لعمل دين موحد للإمبراطورية دون تغير حقيقي حتى في العقائد، حيث ألبست العقائد الوثنية ثوب المسيحية. وهذه المرحلة تمثل مراحل تعايش العلمانية والمسيحية جنباًَ إلى جنب، لا سيما وأن مسيحية قسطنطين قد نسبت لعيسى ـ عليه السلام ـ قوله "دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر" ضمن قصة طويلة ليس هذا مجال سردها، وإنما الشاهد أنهم ينسبون إليه هذه المقولة مع حملها على المعنى الذي يريده العلمانيون.
وأيضاً ينسبون إليه قوله "من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر" وهذه أيضاً ضمن قصة أخرى، ولكن الشاهد أنهم ينسبون إليه هذه المقولة مع تفسيرها أنه قالها دفاعاً عن امرأة زانية وذلك لتعطيل إقامة الحدود وزوال السلطان الدنيوي عن خطايا العباد.
الثالثة: مرحلة الطغيان الكنسي وتحول الكنيسة إلى وحش كاسر يتدخل في كل شؤون الحياة الدنيا بل والآخرة اعتماداً على الكذبة التي اخترعوها لتمرير نسبة الأناجيل إلى الله عز وجل، وهي أن كتاب الأناجيل قد حل فيهم الروح القدس عند كتابتهم للأناجيل ومن ثم فأصبحوا يستدعون الروح القدس في زعمهم حتى عندما فشتهم قوانين الفيزياء والفلك والتي أثبت العلم بعد ذلك كذبها فاضطروا إلى تعذيب وقتل العلماء ليرجعوا عن أقوالهم التي كشفت كذب ادعائهم بحلول روح القدس فيهم.
الرابعة: هي مرحلة العلمانية المفرطة التي كانت رد فعل عنيف للسيطرة الطاغية للكنيسة على مقدرات البلاد والعباد وهذه المرحلة التي نرى أنها لم تدم طويلاً لا سيما في المعسكر الغربي.
الخامسة: وهي المرحلة الحالية وهي شعورهم بالحاجة إلى الدين لأداء بعض الدور الاجتماعي والتوجيهي مع بقاء الحياة كلها بعيدة عن إلزاماته، ويمثل الأمر الذي يجتمع عليه الغرب لغياب كل المقومات الأخرى نتيجة اختلاف اللغة ووجود الحروب والصراعات بين الشعوب الأوربية، وكذلك مواجهة المسلمين، فإنه يصعب على الساسة أن يبرروا حروبهم مع شعوب العالم بأنها حرب على الملك وعلى الثروات ـ وإن كانوا يصرحون بهذا أحياناً ـ ولكن لا شك أن عامل الدين له بريق أكثر من غيره.
ولذلك فلا عجب أن تجد الدنيا تقوم ولا تقعد من أجل إسلام عدد من النصارى، بينما النصارى أنفسهم ينتجون الأفلام الساخرة من عيسى ـ عليه السلام. ـوقد عبر البعض عن ذلك بقوله: "إن الغرب علماني الديانة، مسيحي الهوية"، وحيث أنه لا يخشى على هويته إلا من الإسلام فهو لا يتذكر تلك الهوية إلا أمام المسلمين.
_________________
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين اماما
نورالاسلام الطبى
اقوى قسم لتطوير المنتديات ونشرها بمحركات البحث
اقوى برنامج حقيقى لجلب الزوار
منتدى طبى اسلامى منوع حصريات رياضيه تطوير مواقع برامج كمبيوتر
[/center]