5"]الكرش وشحوم البطن المسافة بين الـ “كرش”، المتدلية للأمام، وبين امتلاك بطن “سمبتيك”، ذات شريطين من ستة مقاطع عضلية، هي لدى البعض مسافة بين الواقع الصعب والخيال المستحيل. ولئن كان الواقع يقول أن ثمة أكثر من مبرر لضيق النفْس وضيق النفَس جراء المعاناة من كبر حجم البطن وزيادة محتواها من الشحوم، إلا أن الحقيقة الطبية تقول لنا بوضوح أن تلك مشكلة لا مبرر لاستمرارها، ولا مبرر للنظر إليه كمعضلة لا حل لها.
إزاء فريق يتقبلها، باعتبارها شيئاً لا مفر منه ويصنفها بالتالي كجزء من “الوجاهة”، وفريق آخر يائس من زوال ثقلها البدني والنفسي عنه، فإن الأطباء لا يقفون عاجزين البتة عن حل هذه المشكلة الصحية والنفسية والتجميلية والاجتماعية
وعلينا أن نعترف بأن الكثيرين يعانون من مشكلة كبر حجم البطن وزيادة تراكم الشحوم فيها. وأن الأمر لا علاقة له البتة بشكل مباشر، ولدى الجنسين، بمقدار عمر الإنسان. ولدى النساء على وجه الخصوص، المشكلة لا علاقة لها بشكل مباشر لا بالحمل أو بتكراره. لكنها مشكلة ذات علاقة مباشرة بسلوكيات حياتية معينة. متى ما سلكنا الوجهة غير الصحية فيها، ظهرت البطن، ومتى ما عدلنا البوصلة باتجاه “نجم الصحة”، وسرنا نحوه، زالت عنا همومها.
ولأن حديث الأطباء ليس بيعاً للوهم، بل سرداً للحقيقة المعروفة والمثبتة علمياً، فإن هذه النوعية من العرض الطبي، قد لا تُفيد منْ يُريد أن تهبط عليه من السحاب حلولٌ لمشاكله أو متاعبه الصحية، بينما هو قابع في مكانه. إنما هي موجهة لمن تستشرف نفسه، بهمة الإتباع، معرفة الفهم الطبي لهذه المشكلة وكيفية حلها ومدى إمكانية الوصول إلى ذلك.
شحوم البطن
صحيح أن السمنة وتراكم الشحوم في الجسم عموماً شيء مزعج لمنظر الإنسان، إلا أن ما يُشير إليه الخبراء الصحيين تحديداً هو أن الذين يكتنزون الكثير من الشحوم في بطونهم عُرضة بشكل أكبر لمجموعة من المخاطر الصحية.
والأصل هو أن الجسم وأنظمته مُصممة بطريقة تجعل من تكوين الشحوم في الأنسجة الشحمية وسيلة لخزن الطاقة فيها. وذلك كي يتم استخدامها حينما لا يتوفر لنا تناول الغذاء. والإشكالية تنشأ حينما يتم تكرار تراكم خزن الشحوم دونما سحب للطاقة من ذلك الرصيد الدهني المتنامي حجماً ووزناً. وخاصة حينما تتراكم الشحوم في عمق البطن وحول أعضائها الداخلية. وتنشأ آلية حصول تبعات هذه المشكلة من “سوء التصرف مع الغير” الصادر عن تلك النوعية من الخلايا الشحمية البيضاء في البطن، حينما تُصبح مثخنة بكميات كبيرة من الشحوم.
وسوء التصرف، أو العربدة، يتمثل في “دلعها” و “عصيانها” للتفاعل الطبيعي مع الأنسولين، أي ظهور حالة من مقاومة الأنسولين Insulin resistance ، وذلك إما بشكل مباشر من تلك الخلايا الشحمية، أو بشكل غير مباشر عبر إنتاجها لهرمونات تُعيق عمل هرمون الأنسولين.