تعقد الاربعاء فى الرياض قمة ثلاثية يشارك فيها الرئيس حسنى مبارك وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السورى بشار الأسد .
وسيبحث الزعماء الثلاثة خلال هذه القمة جهود المصالحة العربية التى دعا اليها الرئيس مبارك والعاهل السعودى خلال قمة الكويت الأخيرة لرأب الصدع العربى وتنقية الأجواء العربية تمهيدا لانعقاد القمة العربية القادمة فى الدوحة نهاية شهر مارس الحالى .
وأكد الرئيس أن مصر تتطلع لانهاء الإنقسام على الساحة العربية ، والتوصل لمصالحة حقيقية تتجاوز الخلافات بين الأشقاء العرب وتوحد كلمتهم ومواقفهم كي نتحدث جميعا بصوت واحد ومواقف مشتركة دفاعا عن قضايا أمتنا ومصالح شعوبنا .
وقال الرئيس مبارك ، في كلمته بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد الشريف ، إن مصر تجاوبت مع دعوة المصالحة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، وذلك رغم استمرار البعض في مواقف تلقي بظلالها على أجواء المصالحة وتعكس مخططات معروفة تأتي من خارج منتطقتنا .
وحول الوضع الفلسطيني قال الرئيس مبارك إن مصر حذرت من انقسام الفصائل الفلسطينية ومن تداعياته على شعبهم وقضيتهم ، مضيفا أننا بذلنا جهودا مضنية ، ولا نزال ، لتحقيق الوفاق الوطني فيما بينهم .
وأعرب الرئيس مبارك عن أمله في أن تستجيب الفصائل الفلسطينية لنداء العقل والضمير ، فهم أبناء شعب واحد وتجمعهم وحدة الهدف والمصير .
وكان وزير الخارجية احمد أبوالغيط والوزير عمر سليمان قد قاما بزيارة سريعة للرياض الاثنين نقلا خلالها رسالة من الرئيس مبارك الى خادم الحرمين الشريفين ، تتعلق بالمصالحة العربية والوضع العربى الراهن والحوار الفلسطينى الذى ترعاه القاهرة لتحقيق التوافق بين كافة الفصائل الفلسطينية .
من جانبه أكد السفير حسام زكى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أن القمة تعبر عن رغبة قادة الدول المشاركة فى تنقية الأجواء العربية وإستكمال ما بدأ فى القمة الاقتصادية بالكويت من عمل لتحقيق المصالحة والتمهيد لقمة عربية ناجحة فى الدوحة نهاية الشهر الجارى .
وقال المتحدث إن أى جهد عربى يسهم فى تحقيق تفاهم عربى أكبر وتلاق أكبر حول الموضوعات العربية - العربية ، لاشك أنه يصب فى صالح القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب المركزية .
وكان الرئيس حسني مبارك قد شهد احتفال مصر بذكرى المولد النبوى الشريف الذى تنظمه وزارة الاوقاف بمركز الازهر للمؤتمرات بمدينة نصر .
وألقى كلمة أكد فيها أن صحوة الأمة الإسلامية واستنهاض همم شعوبها وشحذ عزائمهم تظل رهنا بالنجاح في تجديد الفكر الإسلامي ليواكب معطيات العصر ، محذرا من أن جمود الخطاب الديني يقود إلى التطرف الذي هو بداية الطريق إلى الإرهاب .
ودعا الرئيس مبارك مجددا إلى تجديد الخطاب الديني ، وقال إن هذا الأمر مسئولية مشتركة للأزهر الشريف ووزارة الأوقاف وأمانة كبرى للدعاة والعلماء الأجلاء ومؤسسات الصحافة والإعلام والمفكرين والمثقفين وكل من يمكنهم الإسهام في تجديد الفكر الإسلامي بعقول منفتحة وفكر مستنير .
وأضاف أن تجديد الفكر الإسلامي شرط ضروري ولازم للتعامل مع موضوعي "مقومات الأمن المجتمعي في الإسلام" و "مشكلات العالم الإسلامي في عصر العولمة" اللذين تناولهما مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في الأعوام الثلاثة الماضية .
وأوضح أن أمن مجتمعاتنا يحققه الفكر المتجدد والمستنير ، كما تظل قدرتها على مواجهة تحديات العصر رهنا بفهم معطياته ومواكبة حركته .