البداية.. مخاوف قبلية
|
إدارة الحياة داخل المنزل وخارجه تنظمه الاتفاقات |
كنت قبل زواجي قد حصرت بعض الأمور التي كانت تشغلني مثل: كيفية التعامل بيني وبين زوجي، وكيفية التعامل مع الأهل، وإدارة الخلاف بيننا إن حدث، خاصة أني لم أكن قد تخلصت بعد من حالة الترقب التي دامت لفترة ليست بالقصيرة وقناعتي بأن الاختلافات بيننا ستظهر مع الوقت، وكيف ستدار ميزانية البيت ومن المسئول عنها، وكيف سنتعامل مع الضيوف ومتى نستقبلهم، وغيرها من الأشياء التي أضيفت إلى هذه القائمة عند بدء الكتابة في الدستور.
اتفقنا قبل كل شيء على ألا يتم كتابة أي قانون إلا بعد مناقشته وموافقة جميع الأطراف عليه –أنا وهو- وبدأت بعرض أفكاري واحدة تلو الأخرى، لنقوم بمناقشتها والاستقرار على كيفية للتعامل معها، ثم يقوم هو بصياغة الاتفاق وإملائي إياه لأكتبه، وذلك حتى يكون القرار شراكة بيننا، وحتى لا أشعر أني خططت وفرضت أفكاري وحدي.
كنت متحرجة من طرح بعض الأفكار لحساسيتها، كحدود تدخل الأهل في حياتنا بقراراتهم أو مقترحاتهم وآرائهم، ولكن جاء البند الأول في دستورنا –الوضوح والمصارحة أساس التعامل بين الأعضاء- مخرجا لي من حرجي هذا، وكنت كلما تحرجت من طرح شيء صغته على نفسي، فسهل علي الأمر؛ فمن الصعب أن يشعر الشخص بأن أحدا ما -أيا كان- يتحدث بشيء عن أي من والديه.
ولكن تجنبا لكثير من المشاكل والحساسيات تمت صياغة قانون نص على أن أي توصية أو فكرة أو قرار يصدر من أي من الجهات القريبة –الأهل- يتم الاستماع إليه وقبوله ظاهريا، على أن تتم مناقشته لاحقا –في البيت- للنظر فيه إما بالقبول أو الرفض، على أن يكون تنفيذه إن قررنا الأخذ به وفقا لظروفنا الخاصة.
كنت في البداية أقوم وحدي بطرح الأفكار، ولكن بعد فترة شاركني زوجي باقتراح بنود أخرى تمت مناقشتها وإضافتها، وكان لمشاركته أثر في تهدئة قلقي من إمكانية أن تكون موافقته على الدستور مجاملة لي، فسكنت نفسي وشعرت براحة.
ومن البنود التي أضيفت قانون إدارة الخلافات، فمن الطبيعي أن تظهر –وفقا للمقولة السابقة- الخلافات في هذه الفترة، ولكن كيف سنتصرف في حالة حدوث خلاف؟.
تم الاتفاق على أن أي خلاف بيننا هو شأن داخلي خاص، ليس من المفروض إعلانه أمام الآخرين أو إشعارهم به، وليس من حق أحد أيا كان أن يتدخل فيه إلا برضا الطرفين. وكان من المهم هنا أن نجيب على بعض الأسئلة منها: هل سنسمح لأحد بالتدخل بيننا؟ ومن هو أو من هم الذين سنعطيهم هذا السماح؟ وفي أي مرحلة من مراحل هذا الخلاف يمكنهم التدخل وما حدود تدخلهم وما الصلاحيات الممنوحة لهم.. ولهذا قام كل منا باقتراح شخص من طرفه يثق فيه وفي رجاحة عقله وحياده، على ألا يتم إدخاله إلا بموافقة الطرف الآخر، وألا يتم هذا إلا في حالات الضرورة، ولكن طبعا هذا لا يتعارض مع الأخذ برأي المقربين في بعض الأشياء والمواقف المختلفة التي لا نملك فيها خبرة.
الاحتكاك الأول.. كيف تنشأ القرارات
على الرغم من محاولتي لإرساء القواعد تجنبا للمشاكل واستقرارا للحياة، فإن ترقبي لتحقق المقولة لم يهدأ، وكنت دائما في انتظار الاحتكاك الأول، ولم يطل انتظاري فهذه سنة الحياة، ووضع القوانين والاتفاق على كيفية معالجة المشاكل لا يمنع حدوث الخلاف.
كان هذا الأسبوع الثالث لزواجي، وكنا عائدين من رحلة "شهر العسل" وكان اليوم يوافق اليوم الأخير لمعرض الكتاب السنوي. قمنا بكتابة قائمة ببعض الكتب التي رأينا أن نبدأ بها تكوين مكتبتنا الصغيرة، وصادف في هذا اليوم أن قرر زملاء زوجي زيارتنا لتهنئته بالزواج، فاتفقنا أن أذهب للمعرض ويبقى هو لاستقبالهم، وقد كان.
ذهبت إلى المعرض، وقمت بشراء اللازم من الكتب واتصلت به لأعلمه بأني في طريق العودة للمنزل، ولكن لم يعجبني طلبه وإلحاحه علي أن أواصل جولتي، وأنه لا داعي لعودتي الآن، لكني أصررت على العودة، وانزعجت حين شعرت بانزعاجه من رغبتي في التواجد في البيت وبنظرة الضيق في عينيه بعد وصولي فعلا.
_________________
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين اماما
نورالاسلام الطبى
اقوى قسم لتطوير المنتديات ونشرها بمحركات البحث
اقوى برنامج حقيقى لجلب الزوار
منتدى طبى اسلامى منوع حصريات رياضيه تطوير مواقع برامج كمبيوتر
[/center]