الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فقد قال الله -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ . أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ . وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ . تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ . فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ)(الفيل).
1- مقدمة:
إشارة السورة إلى مكانة هذه البقعة المقدسة من أرض الله، والتي اختارها الله لتكون منطلق النور على مر العصور، ومركز دعوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لمطاردة الجاهلية في أنحاء الأرض.
2- ملخص الخطبة:
جملة ما تشير إليه الروايات عن هذا الحادث:
- أن الحاكم الحبشي "أبرهة" بنى كنيسة عظيمة جمع فيها كل أسباب الفخامة على نية أن يصرف العرب عن البيت الحرام ويحجوا إليها.
- العرب وأهل اليمن أنفسهم يزهدون في كنيسته، ويغضون من فعله.
- رجل من العرب يقصد كنيسة أبرهة بالإهانة، فيتغوط في محرابها ويلوثه.
- أبرهة يغضب ويقسم ليهدمن البيت، فيخرج بجيش على رأسه فيل كبير يقصد الكعبة.
- لما نزل بالقرب من مكة؛ أرسل بعض جنده فساقوا له أموالاً لقريش وغيرهم، ومنها مائتا بعير لعبد المطلب.
- عبد المطلب يطلب لقاء أبرهة، وكان عليه مهابة، فأكرمه أبرهة لما دخل، وسأله عن حاجته.
- عبد المطلب يعلن عن طلبه للبعير؛ مما زهد فيه أبرهة حتى قال له: "أتكلمني في مائتي بعير وتترك بيتك الذي هو دينك ودين آبائك، وقد جئتُ لهدمه"؟!
- قال عبد المطلب: "أنا رب الإبل وإن للبيت ربًّا سيمنعه"، فقال: "ما كان ليمتنع مني".
- عبد المطلب يرجع إلى قريش، ويأمرهم بالخروج من مكة إلى رؤوس الجبال.
- نفر من أهل مكة مع عبد المطلب يدعون الله ويستنصرونه عند باب الكعبة قبل خروجهم.
- جيش أبرهة يتوجه قاصدًا الكعبة، والفيل يبرك ويمتنع.
- الله -عز وجل- ينزل عليهم العذاب؛ بأن جاءت طير صغيرة تحمل أحجارًا صغيرة مثل الحمص والعدس، وأرسلتها على جنود أبرهة فما منهم من أحد أصابته إلا هلك، وليس كلهم أصابت.
- أبرهة يكون من الفارين، لكنه ظل يتساقط جسده أثناء الطريق إلى أن وصل اليمن وبقية قليلة لتكون عبرة لقومهم.
الدروس والفوائد:
1- من دلائل النبوة:
قال العلماء: وكانت هذه الآية لأمرين عظيمين:
أحدهما: لأجل البيت.
الثاني: لأجل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي ولد في ذلك العام وكان جنينًا.
فإن قيل: إنه كان لأجل البيت؛ فقد علم أنه ليس من أهل الملل من يحج إليه إلا أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-.
وشواهد النبوة ظاهرة:
- فلو غلب الحبشة؛ لكان السبي وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- وليدًا.
- أهل الكتاب أقرب، لكن الإسلام سيظهر، وستكون الكعبة قبلة أهله.
2- الجزاء من جنس العمل:
- أراد أبرهة صرف الناس عن البيت، فصرف الله الناس عن كنيسته، وقيل أنها احترقت.
- جاء بأقوى الحيوانات، فسلط الله عليه أضعف المخلوقات.
- أراد نقض البيت حجرًا حجرًا، فأسقط الله أعضاءه أنملة أنملة.
- لما خرج بطرًا وكبرًا من داره؛ رده الله ذليلاً مخذولاً.
- لما تتابعوا على البيت أرسالاً؛ أرسل الله عليهم الطير أرسالاً.
- لما أرادوا نقض أحجار البيت؛ عذبهم الله بالحجارة.
- لما خرج معهم أبو رغال دليلاً فمات في الطريق؛ صارت العرب ترجم قبره كلما مرت به.
_________________
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين اماما
نورالاسلام الطبى
اقوى قسم لتطوير المنتديات ونشرها بمحركات البحث
اقوى برنامج حقيقى لجلب الزوار
منتدى طبى اسلامى منوع حصريات رياضيه تطوير مواقع برامج كمبيوتر
[/center]