|
|
لوحات قديمة تظهر سحرة فرعون وتظهر عصى موسى كيف تحولت إلى أفعى كبيرة |
إعداد الأستاذ هشام طلبة
كتاب مصري متخصص في الإعجاز الغيبي في القرآن
القرآن الكريم كتاب مهيمن على سائر الكتب التي أنزلت قبله.
{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ } [ المائدة: 48 ].
وصور هذه الهيمنة أربع:
1 - تصحيح الأخطاء. 2 - الفصل بين الكتب المختلفة حول القضية الواحدة.
3 - إظهار المخفي منها. 4 - تفصيل المجمل وتوضيح المبهم.
* وقصة سيدنا موسى من أكثر القصص ذكرًا في كتاب الله , وقد صحح القرآن الكريم الكثير من الأخطاء في تفاصيلها التي علقت بنصوصها عند أهل الكتاب؛ كتوضيح خطأ التوراة الحالية في ذكر البَرَص كمعجزةٍ له عليه السلام حين يخرج يده بيضاء, فوضح القرآن أن هذا البياض كان من غير بَرَص: { اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ..} [ القصص:32 ]. إذ كيف يجري الله تعالى معجزة له على يد نبي فيها بَرَص منفِّر؟ والأصل أن النبي صاحب هذه المعجزة يريد أن يرى تلك الآية أكبر عدد من الناس لا أن ينفروا؛ ولذلك طلب موسى أن يُحشر الناس ضحًى.
وكتصحيح خطأ التوراة الحالية في ذكر أن الله عز وجل - تعالى عن ذلك علوًّا كبيرًا – قد تجسد في علِّيقة داخل الشجرة التي كلم موسى عندها.صحح القرآن ذلك بقوله تعالى: { فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [ النمل: 8]. فقوله تعالى: { مَنْ فِي النَّارِ } أي: من في نطاقها – هو موسى – ومن حولها – هم الملائكة - . ثم قوله تعالى: { وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } أي: نزهوه تعالى أن يكون ضمن الصورة التي تتخيلونها لهذا الموقف كما أخطأت بذلك التوراة الحالية فقالت أن الله تعالى فقالت أن الله – تعالى عن ذلك – قد تجسد في الشجرة .
من ذلك أيضًا, ومن قصص موسى التي هيمن عليها القرآن الكريم [ وذكر تفاصيل لها كانت مبهمة ومجملة بل كان كذلك مخفي منها تفاصيل نجدها الآن فقط في كتب قديمة لا تتداول إلا بين المتخصصين, وقد خرجت إلى النور أخيرًا في عقود قليلة فائتة من السنوات ] قصة موسى عليه السلام مع سحرة فرعون.
فقد ذكر تعالى أن سحرة فرعون لم يغيروا حقيقة حبالهم وعصيهم فتحولت إلى حيات, بل بقيت على حالها. وإنما كان دورهم هو التأثير النفسي الفائق على من يشاهدهم واسترهابهم وتخويفهم, وقد استخدموا في ذلك التأثير في أعين الناس, ولعلهم استخدموا في ذلك أيضًا لغة أجسادهم ونبرات أصواتهم وأدواتهم التي لا يستبعد أن يكونوا قد احتالوا بها الحيل – كما ذكر الطبري وغيره من المفسرين – فخيلوا للناس بما أحدثوا من التخييل والخدع ما الحقيقة بخلافه – على حد قول الطبري والألوسي في تفسيريهما-.
هذا ما نجده في قوله تعالى: { قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ } [ الأعراف: 116], وكذلك في قوله تعالى: { قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا
|
كتاب آباء ما قبل مجمع نيقية |
تَسْعَى } [ طه: 66].
هذه الجزئية؛ عدم تغيير سحرة فرعون لحقيقة الأشياء, وأن التغيير كان ظاهريًًا فقط لا نجده في التوراة الحالية التي ذكرت أن عصي السحرة قد تحولت بالفعل إلى حيات, وذلك عقب استدعائهم من فرعون في نفس الموقف الذي حول له موسى ( تقول التوراة هارون ) عصاه حية ( التوراة – سفر الخروج 7: 10-12 ). وهذه سقطة في رواية التوراة كبيرة؛ لأن استدعاء كبار سحرة البلاد في سائر المدن يستدعي وقتًا كما ذكر القرآن وحدد موعدًا للنزال