افادت دراستان منفصلتان حول الاصابة بمرض السكري، بنوعيه الذي يصيب الصغار والبالغين، ان فيتامين (دي)، والرضاعة الطبيعية، يلعبان دورا مهما في تقليل الاصابة به.
وذكرت الدراسة الاولى لباحثين في مستشفى سانت ماري للنساء والاطفال في مدينة مانشستر البريطانية، ان تعريض الاطفال الصغار للشمس بهدف انتاج اجسامهم لفيتامين "دي"، او اعطاءهم حبوب الفيتامين يقلل من خطر اصابتهم لاحقا بمرض السكري من النوع الاول الذي يصيب الصغار عادة.
فيما اشارت الدراسة الثانية لباحثين في جامعة كارولينا الجنوبية في كولومبيا، الى دور الرضاعة الطبيعية في تقليل احتمال الاصابة بالنوع الثاني من السكري الذي يصيب البالغين عادة.
ويحدث مرض السكري من النوع الاول عندما يشرع جهاز المناعة بتدمير خلايا البنكرياس التي تفرز هرمون الانسولين. وهو الاكثر انتشارا بين الاطفال الذين ينحدرون من الاعراق الاوروبية، اذ يوجد نحو مليونين من المصابين به في اوروبا واميركا الشمالية.
الا ان العلماء يتوقعون زيادته بحدة. وتقدر زيادته خلال هذا العقد (2000-2010) بنسبة 40 في المائة.
واستندت نتائج الباحثون البريطانيون التي نشرت في مجلة "أرشيفات الامراض في مرحلة الطفولة"، الى تحليل لخمس دراسات حول تأثير مكملات (حبوب) فيتامين "دي".
وقال الباحثون انه كلما ازدادت الجرعة وكلما اصبحت اكثر تكرارا كلما قل احتمال الاصابة بالسكري من النوع الاول.
كما اظهرت الدراسة ان الاصابات بالمرض تظهر اكثر في الدول التي يقل فيها التعرض للشمس. وكشفت الدراسة الثانية التي نشرت نتائجها في دورية "رعاية مرضى السكري" ان الذين يرضعون رضاعة طبيعية يقل لديهم ،كما يبدو، احتمال اصابتهم بالنوع الثاني من السكري حين يصلون مرحلة المراهقة.
وقالت الدكتورة اليزابيث ماير ديفيز الباحثة في جامعة كارولينا في الجنوبية ان "الزيادة الهائلة في البدانة في مرحلة الطفولة وظهور النوع الثاني من داء السكري لدى الشبان، دفعت الى البحث لتحديد السبل الممكنة للوقاية الاساسية من الامرين معا".
ويحدث السكري من النوع الثاني عندما تزداد مقاومة الجسم لافراز الانسولين في الجسم.
ولدراسة العناصر ذات الصلة بحدوث الاصابة بالنوع الثاني من داء السكري لدى أشخاص تراوحت أعمارهم بين 10 و21 عاما، وهي ظاهرة تزداد انتشارا حاليا، استخدم الباحثون مجموعة حسابية صغيرة لبيانات مأخوذة من دراسة أكبر.
وشمل التحليل 80 مصابا بالنوع الثاني من السكري مقارنة مع 167 شخصا كمجموعة مراقبة من غير المصابين بالسكري.
وكان معدل الرضاعة الطبيعية أقل في الافراد المصابين بالنوع الثاني من السكري مقارنة مع أفراد مجموعة المراقبة حيث بلغ 20 مقابل 27 في المائة لدى الاميركيين من أصل افريقي.
و50 مقابل 84 في المائة لدى الاميركيين المنحدرين من أصول لاتينية (الهسبانيك) و39 في المائة مقابل 78 في المائة لدى البيض من غير الهسبانيك على التوالي.
وبغض النظر عن المجموعة العرقية فقد أشارت تحليلات أخرى الى ان الاثر الوقائي للرضاعة الطبيعية من الاصابة بالنوع الثاني من داء السكري يعزى في جانب كبير منه الى أثرها في اعتدال الوزن في مرحلة الطفولة.