المريض بييجي العيادة وهو زعلان ومتضايق من وزنه الزائد ومن تعليقات مَن حوله: "أنت تخنت قوي.. شوف لك حل في وزنك.. شكلك بقى صعب قوى..".. ويبدأ الريجيم بحافز عالي جداً، وبالفعل يخس وبعد أسبوع ولا اتنين أو حتى شهر المريض يزهق ومش عاوز يكمل وكفايه لحد كده... ازاي نقدر نرفع من الدافع عند المريض عشان يكمل ويحقق وزنه المثالي..؟؟
مع طول فترة الريجيم يشعر المريض بالملل والرتابة "اللي بيبات فيه بيصبح فيه" الريجيمات بدأت تبقى شبه بعضها وخلاص زهقت ومش قادر أمسك نفسي هآكل وخلاص أنا خسيت كده كفاية.. ويدعم مع الأسف نفس الأشخاص اللي دفعوه للريجيم بسبب تعليقاتهم على تخنه فكرة أنه هو كده كويس وممكن يبطل دايت..!!" وهو ما نسميه تدعيماً زائفاً ممن حوله، في حين أنه ما زال أمامه الكثير للوصول للوزن المثالي...
في المرحلة دي المريض يحتاج لدعم نفسي عشان يكمل طريقه لإعادة تنشيط الحافز من خلال وضعه في مقارنة بين الأضرار والمنافع التي يمكن أن تعود عليه لو بطّل ريجيم.... بنعمل جدول نسجل فيه نقاط إيجابية وسلبية والمريض له القرار في الاستمرار أو التوقف... نبدأ نستعيد صورته قبل الريجيم التي كانت تسبب له مضايقات ممن حوله.. يستحضر حالته النفسية السيئة في فترة قبل الريجيم، وكأنه أمام صورتين "قبل" و"بعد".
هل يمكن أن تطلب من دكتور التخسيس تعديل النظام الغذائي لتحسين حالته المزاجية!!..
هنا تظهر أهمية وجود فريق عمل متكامل في عيادة دكتور التخسيس الذي يضع في اعتباره ملاحظات المحلل النفسي اللي ناقش المريض في أسباب فتوره وزهقه من الريجيم وليه بيفكر يتراجع عما حققه... الدكتور هيغيّر النظام بطريقة تحقق المعادلة الصعبة "يكسر الملل ويحافظ على وزنه" في نفس الوقت وطبعا وحسب حالة المريض الصحية وخاصة لو كان بيعاني من ضغط أو سكر...
وبمجرد ما نعيد شحن طاقة المريض وتحفيزه من جديد لمواصلة الريجيم نرجع للنظام الغذائي أو الدايت المناسب عشان يكمل مشواره في مهمة إنقاص وزنه.
العلاج الجماعي فكرة أثبتت نجاحها في علاج الأمراض النفسية والإدمان... إزاي نقدر نوظفه في علاج السمنة؟
العلاج الجماعى في حالات اضطربات الأكل المرتبط بأسباب نفسية مفيد جداً وله تأثير إيجابي على المريض الذي يحتاج باستمرار لدعم نفسي ومعنوي من الآخرين وهو النقيض للدعم الزائف الذي يمكن أن يسمعه الشخص من المحيطين به.. في جلسة العلاج الجماعي يتبادل الجميع الخبرات والمشاكل والصعوبات التي مر بها الجميع وتضم المجموعة أشخاصا كانت لهم تجارب ناجحة في إنقاص الوزن وأيضا أشخاصا فشلوا في الانتظام فى"دايت" وأشخاصاً يبحثون عن دافع لإنقاص أوزانهم ويدور الحوار بينهم تحت إشراف الفريق المعالِج "دكتور التخسيس -المحلل النفسي- أخصائي العلاج الطبيعي"... وطبعا فيه فرق بين مقابلة المريض بمفرده للحفاظ على خصوصيته وجلسة العلاج الجماعي التي تهتم بصورة المريض "قبل" و"بعد" لتسهيل المقارنة... من الحاجات اللي بيدور حولها الحوار: الناس كانت بتشوفك "إزاي"؟.. إنت كنت بتشوف نفسك في المرايا؟ حالتك النفسية قبل الريجيم؟ والنهارده بعد ما خسيت شايف الدنيا والناس إزاي؟ إيه الصعوبات اللي وفقت قدامك؟ إمتى قررت تتوقف عن الريجيم؟.. لحظات الضعف والضغوط النفسية اللي تعرضت لها...
إمتى المريض ينضم لجلسة علاج جماعي؟
بالطبع بعد أن تمر عليه فترة معينة في الريجيم والجلسات النفسية الخاصة؛ لأنه من غير المنطقي أن ينضم مريض حديث أول مرة يعمل ريجيم لجلسة علاج جماعي.. كمان فيه مرضى بترفض الاشتراك في الجلسات الجماعية وطبعاً بنحترم رغبتهم.. وفيه مرضى تخلصوا من السمنة بيرفضوا الحديث عن تجاربهم مع السمنة باعتبارها مرحلة مؤلمة في حياتهم ولا يرغبون في الحديث عنها. وهناك مرضى لا يحتاجون لمثل هذه الجلسات..