هذه الفرضية التي تتردد على السن الاهالي لم تأت من فراغ فقد قام احد الباحثين وهو هادي علي ابو عامرية بتبني هذه الفرضية ورسم هذا السيناريو التاريخي لهذه الآثار, وبالمقابل واجهته الكثير من الآراء المعارضة لباحثين اثريين يرون ان قوم ثمود انما عاشوا في منطقة الحجر او ما يعرف بمدائن صالح.
ويقول ابو عامرية: لفت نظري ان معظم منحدرات جبال القهر منحوته بفعل فاعل لا بفعل عوامل التعرية, فبدأت في دارسة تلك الظاهرة, وسمعت عن أربعة معالم يتناقل سكان ذلك الموقع روايات عنها, اولها جبل مشقوق يسمع غير بعيد عنه ما يشبه صوت البعير, يقال: انه صغير ناقة صالح, والثاني صخرة طبعت فيها اكف تسعة نفر, يقال انهم عاقرو الناقة, والثالث اثر اخفاف في عرصة صخرية يقال هو اثر ناقة نبي الله صالح حيث خرجت من الصخرة, والرابع ارض صخرية يضرب لون صخورها الى حمرة يقال ان الناقة نحرت في ذلك الموضع, وان حمرة الصخور من اثر دمها فزادتني هذه المقولات رغبة في دراسة آثار ذلك الجبل, لاسيما أن من ضمن الآثار رسومات تعبر عن حياة امة موغلة في القدم, قبل معرفة الانسان الكتابة, ولقد هالني ان أجد دلائل ترجح ان تلك الآثار لقوم نبي الله صالح دون سواهم, لما لمسته من نحوت اعجازية, وتلك معجزة ثمود, فقد كانت معجزتهم التنافس في نحت الجبال. ويؤكد ابو عامرية ان من يزور ذلك الجبل في منطقة الريث بجازان يلاحظ اذا انحدر الى الواديين ان ينحرف يسارا ليشاهد جبلا في ارتفاع هرم خوفو, منحوت من قمته الى قاعدته, وقد وضعت امامه صخرتان متلاصقتان, اذا جلس الزائر على الصخرة التي الى الوادي, ورفع رأسه الى الجبل, سيرى الجبل فوقه كأنه ظله, وقد يقشعر بدنه, ليس هذا المهم, المهم انه سيرى حافة الجبل تقسم رأسه نصفين, تمر بمنتصف رأسه, واذا انتقل الى الصخرة الاخرى, بفارق بضع سنتيمترات, ونظر فوقه سيرى ان الجبل يظلله رغم بعده عن قاعدته". ويشير ابو عامرية الى ان الصخرتين وضعتا بحساب دقيق فوظيفة هذا الجبل المكهف الحماية من المطر, والصخرتان تحدانه من الامام, ومن يجلس على الصخرة التي في جهة الوادي, قد يصيبه رذاذ المطر اذا كان الريح عاصفاً, فاذا تزحزح شبرا وجلس على الصخرة الاخرى فلن يصيبه المطر البتة, ناهيك بمن يكون في القاعدة او بين الصخرتين, واصحاب المزارع التي تجاوره يضعون فيه قصب الذرة بسنابله حال حصاده ليجف دون ان يصيبه المطر, فهة يحميه من المطر ويوفر له الهواء كما لو كان في العراء, وهذا المفهوم توارثته الاجيال, وهذه العقود توجد في الغالب بالقرب من المزارع. ويضيف ابو عامرية: النحوت الاخرى التي رسمت تحتها لوحات ملونة, وبعضها غير ملونة سواء في الشرق او الشمال او في الواديين, هذه الصخور او الاجبال الصغيرة نحتت من أجل ان تصبح لوحات للرسم, وهناك لوحتان في الشرق, الاولى لوحة فارس, والصخرة التي رسمت فيها هذه اللوحة, منحوته على هيئة فطر "عش الغراب" وعمر هذه اللوحات بعمر هذه الحضارة, وهو في اعتقادي لا يقل عن خمسة آلاف سنة, ولا يزيد عن سبعة آلاف".
ناقة صالح
وعن الصخرة التي ولدت ناقة نبي الله صالح عليه السلام يقول أبو عامرية ان جميع المؤرخين السلف, وكذلك المفسرين, ذكروا ان ثمودا طلبوا من نبيهم على سبيل التحدي ان يخرج لهم ناقة من صخرة بعينها, فواعدهم في يوم عيدهم الاجتماع عند الصخرة, ثم وقف امام الصخرة ودعا الله فتمخضت وخرجت منها ناقة عشراء, وفي جبل الشرقي في ارض شبه مستوية, توجد صخرة على جانب احد الاودية, مجوفة والقلع الذي خرج من جوفها, والذي تقلع عن جوانبها لا يزال موجودا ذات اليمين وذات الشمال منها, ويخترق هذه الصخرة التي اقدر ارتفاعها بخمسة عشر مترا او اقل قليلا, اثر ناقة يبدأ من جانبها الغربي - مما يلي الوادي - والأثر ليس قادما من غير الاكمة "الصخرة" وبجواره اثر فصيل حديث الولادة, ثم يخترق اثر الناقة الاكمة شرقاً, وينقطع اثر فصيلها, ومن يقف امام هذه الصخرة, ويحاول جهده ان يعزو هذا التجويف الكائن فيها, الى أي عامل من عوامل التعرية, فلن يستطيع نسبته الى غير خروج شيء من جوفها, فلم لا تكون تلك صخرة الناقة والاثر اثرها.
صخرة المعاهدات
ومن الشواهد التي تدعم الرأي القائل ان ثمود كانت في "جبل القهر" صخرة سميتها صخرة المعاهدات طبع على هذه الصخرة تسعة اكف باللون الزهري احداها لغلام, وتحت الصخرة قبران, يحويان تسع جثث, احداها لغلام, فاذا علمنا ان المفسدين في ثمود, الذين بيتوا قتل نبي الله صالح, وعقروا الناقة, كانوا تسعة, تاسعهم غلام, وهو من قتل الناقة, بعد ان تهيب قتلها الآخرون, وان التسعة اختبأوا تحت صخرة ينتظرون الليل حتى يقتلوا نبي الله, فأرسل الله عليهم ملائكة رضختهم بالحجارة حتى هلكوا, تحت تلك الصخرة, هل هذا مجرد توافق عددي؟ والاشد غرابة ان بين صخرة المعاهدات هذه, والصخرة التي خرجت منها الناقة, صورة باللون الزهري مرسومة باسلوب شبه بدائي, تعبر عن حيوان يخرج بمشقة من صخرة, " وليس في جزيرة العرب على مر التاريخ قصة حيوان ولدته صخرة, غير ناقة نبي الله صالح". ومما لا شك فيه ان هذه النظرية بحاجة ماسة الى دراسات متخصصة مستفيضة لاثبات صحتها من عدمه, لانها وبلا شك من شأنها ان تقلب عدة مفاهيم وحقائق تاريخية في حال ثبوتها.
_________________
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين اماما
نورالاسلام الطبى
اقوى قسم لتطوير المنتديات ونشرها بمحركات البحث
اقوى برنامج حقيقى لجلب الزوار
منتدى طبى اسلامى منوع حصريات رياضيه تطوير مواقع برامج كمبيوتر
[/center]