[size=21]بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله [/size]
[size=21]****************
بيان حقيقة المحاسبة بعد العمل
****************
قال الله تعالى:
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللهَ ولتنظرْ نفسٌ ما قدمت لغد..(18)الحشر )
..وهذه إشارة إلى المحاسبة على ما مضى من الأعمال.
وقال تعالى :
[/size]([size=21]وتوبوا إلى اللهِ جميعا أيُّها المؤمنون لعلكم تفلحون(31)النور)[/size]
[size=21].. والتوبة نظرٌ في الفعل بعد الفراغ منه بالندم عليه..[/size]
[size=21]فاعلم أن العبد كما يكون له وقت في أول النهار يشارط فيه نفسه على سبيل التوصية بالحق فينبغى أن يكون له في آخر النهار ساعة يطالب فيها النفس ويحاسبها على جميع حركاتها وسكناتها ،كما يفعل التجار في الدنيا مع الشركاء في آخر كل سنة أو شهر أو يوم ،حرصا منهم على الدنيا، وخوفا من أن يفوتهم منها ما لو فاتهم لكانت الخيرة لهم في فواته ،ولو حصل ذلك لهم فلا يبقى إلا أياما قلائل ،،
فكيف لا يحاسب العاقل نفسه فيما يتعلق به خطر الشقاوة والسعادة أبد الآباد ؟! فما هذه المساهلة إلا عن الغفلة والخذلان وقلة التوفيق نعوذ بالله من ذلك،
ومعنى المحاسبة مع الشريك :أن ينظر في رأس المال وفي الربح والخسران ليتبين له الزيادة من النقصان فإن كان من فضل حاصل ؛استوفاه وشكرَه ،
وإن كان من خسران؛ طالبَه بضمانه وكلفه تداركه في المستقبل ،
فكذلك رأس مال العبد في دينه الفرائض ،
وربحه النوافل والفضائل
وخسرانه المعاصي ،،وموسم هذه التجارة جملة النهار ومعاملة نفسه الأمارة بالسوء ، فيحاسبها على الفرائض أولا :
فإن أداها على وجهها شكر الله تعالى عليه ورغبها في مثلها ،
وإن فوتها من أصلها طالبها بالقضاء ،
وإن أداها ناقصة كلفها الجبران بالنوافل،
وإن ارتكب معصية اشتغل بعقوبتها ومعاتبتها ليستوفى منها ما يتدارك به ما فرط ،كما يصنع التاجر بشريكه وكما أنه يفتش في حساب الدنيا عن الحبة والقيراط فيحفظ مداخل الزيادة والنقصان حتى لا يغبن في شيء منها ،فينبغى أن يتقي غبينة النفس ومكرها فإنها خداعة ملبسة مكارة،
فليطالبها أولا بتصحيح الجواب عن جميع ماتكلم به طول نهاره، وليتكفل بنفسه من الحساب ما سيتولاه غيره في صعيد القيامة ،وهكذا عن نظره بل عن خواطره وأفكاره وقيامه وقعوده وأكله وشربه ونومه حتى عن سكوته أنه لِمَ سكت ؟وعن سكونه لم سكن ؟فإذا عرف مجموع الواجب على النفس وصح عنده قد أدى الواجب فيه كان ذلك القدر محسوبا له ،فيظهر له الباقي على نفسه فليثبته عليها وليكتبه على صحيفة قلبه ،كما يكتب الباقي الذي على شريكه على قلبه وفي جريدة حسابه ، ثم النفس غريم يمكن أن يستوفى منه الديون أما بعضها فبالغرامة والضمان ،وبعضها برد عينه ،وبعضها بالعقوبة لها على ذلك ولا يمكن شيء من ذلك إلى بعد تحقيق الحساب وتمييز الباقي من الحق الواجب عليه فإذا حصل ذلك اشتغل بعده بالمطالبة والاستيفاء ،ثم ينبغي أن يحاسب النفس على جميع العمر يوما يوما وساعة ساعة في جميع الأعضاء الظاهرة والباطنة ،،قال الحسن : " المؤمن قوام على نفسه يحاسبها لله وإنما خف الحساب على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبهة، ثم فسر المحاسبة فقال :"إن المؤمن يفجؤه الشيء يعجبه فيقول والله إنك لتعجبني، وإنك من حاجتي ،ولكن هيهات حيل بيني وبينك، وهذا حساب قبل العمل ،ثم قال: ويفرط منه الشيء فيرجع إلى نفسه فيقول ماذا أردت بهذا والله لا أعذر بهذا والله لا أعود لهذا أبدا إن شاء الله.
وقال أنس بن مالك :"سمعت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يوما وقد خرج وخرجت معه حتى دخل حائطا فسمعته يقول وبيني وبينه جدار وهو في الحائط :"عمر ابن الخطاب أمير المؤمنين بخ بخ والله لتتقين الله أو ليعذبنك."
وقال الحسن في قوله تعالى :]ولا أقسم بالنفس اللوّامة] قال:" لا يلقى المؤمن إلا يعاتب نفسه:
ماذا أردتُ بكلمتي؟ ،ماذا أردت بأكلتي؟ ،ماذا أردت بشربتي؟، والفاجر يمضي قدما لا يعاتب نفسه ."
وقال مالك بن دينار رحمه الله تعالى : رحم الله عبدا قال لنفسه: ألست صاحبة كذا ،ألست صاحبة كذا ،ثم ذمها ثم خطمها ثم ألزمها كتاب الله تعالى فكان له قائدا ،،وهذا من معاتبة النفس ..
وروي عن عائشة رضى الله تعالى عنها: أن أبا بكر رضوان الله عليه قال لها عند الموت : "ما أحد من الناس أحب إلي من عمر،" ثم قال لها: كيف قلت ؟فأعادت عليه ما قال، فقال :لا أحد أعز علي من عمر ،،فانظر كيف نظر بعد الفراغ من الكلمة فتدبرها وأبدلها بكلمة غيرها ..
فهكذا ينبغى أن يحاسب العبد نفسه على الأنفاس ، وعلى معصيته بالقلب والجوارح في كل ساعة ولو رمى العبد بكل معصية حجرا في داره لامتلأت داره في مدة يسيرة قريبة من عمره ،ولكنه يتساهل في حفظ المعاصي والملكان يحفظان عليه ذلك؛ أحصاه الله ونسوه ، ولذلك قال عمر رضى الله تعالى عنه :حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا.
*****************
اللهم إني أعوذ بك من الضيق يوم الحساب
اللهم آميـن
والحمد لله رب العالمين
**************[/size]
_________________
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين اماما
نورالاسلام الطبى
اقوى قسم لتطوير المنتديات ونشرها بمحركات البحث
اقوى برنامج حقيقى لجلب الزوار
منتدى طبى اسلامى منوع حصريات رياضيه تطوير مواقع برامج كمبيوتر
[/center]