بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
**********************سؤال من إحدى الأخوات ـ أعاني من كثرة الابتلاءات والضيق فهل من مخرج؟كيف لي تفسير هذا الكم من الابتلاء والضيق، هل هو ناتج عن الذنوب التي نعلمها وما لا نعلمها؟ وكيف لي أن أصبر على كل هذا دون خدش حيائي مع الله عز جاهه في هذا المجتمع البعيد كل البعد عن الله؟وبارك الله فيكم ********** جواب ــ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد ، ،،فإن هذا السؤال الذي تفضلت به هو سؤال عظيم كبير القدر والعلم بجوابه يورث المسلم بصيرة في دين الله تعالى، فإن أصل أفعال الله تعالى أنها ابتلاء يبتلي بها العباد؛ فكل ما يصيب العبد في هذه الحياة إنما هو بلاء، فإصابته بالنعمة بلاء وإصابته بالضرر بلاء أيضًا، فهو دائر بين نعمة وبين مصيبة وكل ذلك بلاء في بلاء،قال الله تعالى: { ونبلوكم بالشر والخير فتنة ًوإلينا ترجعون(35)}الأنبياء، فصرح جل وعلا بأن الشر الذي يصيب الإنسان ابتلاء ومحنة، كما أن الخير الذي يصيبه كذلك ابتلاء ومحنة، وقال جل وعلا في موضع آخر: { وبلوناهم بالحسناتِ والسيئاتِ لعلهم يرجعون(168)}الأعراف، فالحسنات هي النعم، والسيئات هي المصائب: { إنا جعلنا ما على الأرض زينة ًلها لنبلوَهم أيهُم أحسنُ عملاً (7)}الكهف ،فصرح في هذه الآية بغاية الابتلاء وهو أن يمتحن العباد ليظهر حسن أعمالهم من سوءها، فثبت بذلك أن كل عبد مبتلىً، وأنه لا انفكاك له عن دخول دائرة الامتحان والاختبار، بل أنكر جل وعلا على من يظن خلاف ذلك كما قال تعالى: { أحسِب الناسُ أن يُتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يُفتنون (2) ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن اللهُ الذين صدقوا وليعلمنَّ الكاذبين(3)}العنكبوت }. ولا ريب أن الابتلاء بالمصائب قد يكون بسبب الذنوب وقد يكون رفعة للدرجات التي لا يبلغها عمل الإنسان، ولذلك صار الابتلاء علامة على قوة الإيمان في كثير من المواضع كما يقع لأنبياء الله تعالى صلوات الله وسلامه عليهم، وللأئمة الكبار المقتدى بهم، ولذلك سئل النبي : أي الناس أشد بلاءً؟ قال: ( الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، فيبتلى المرء على حسب دينه، فإن كان دينه صلبًا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه، فقلما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه من خطيئة ) أخرجه الترمذي في سننه.فبين في هذا الحديث العظيم قاعدة الابتلاء في ميزان الله تعالى، وأخبر أن شدة الابتلاء تدل على قوة دين المسلم، وأن أعظم الناس ابتلاءً هم أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم، ثم الأمثل فالأمثل من أتباعهم، وبيَّن بعد ذلك عظم فضل الابتلاء بأنه يكفر السيئات حتى يدع العبد يمشي على الأرض وما عليه من خطيئة. وبهذا النظر يخف على المؤمن الابتلاء والمصائب ويتوجه نظره إلى الاحتساب وطلب الثواب من الله تعالى، ولذلك ثبت عن النبي صلى عليه وسلم أن أهل البلاء يوم القيامة يودون لو قرضوا بالمقاريض لما يرون من كرامة الله تعالى، مضافاً إلى ذلك أن العبد يتصبر بأن يتأسى بنبي الله الذي ناله البلاء الأعظم سواء كان ذلك فيما يلاقيه في دعوته إلى الله تعالى وفيما يناله صلوات الله وسلامه عليه من أمور هذه الدنيا، فقد ابتلي في نفسه وابتلي في زوجاته وفي بناته وفي أصحابه، حتى أنه كان يوعك ويتألم كما يوعك الرجلان من الصحابة، لما له من مضاعفة الأجر وعظيم الثواب عند الله تعالى.ومن أسباب تصبير النفس:العمل بالطاعة، فقد قال تعالى: { ولو أنهم فعلوا ما يُوعظون به لكان خيرًا لهم وأشدَّ تثبيتًا(66)}النساءومن الأسباب أيضًا: النظر في مصائب الناس؛ فمن نظر في مصائب غيره خفت عليه مصيبته.ومنها أيضًا: النظر إلى نعم الله تعالى، فتأملي كيف وهبك الله تعالى الصحة وحرم كثيرًا غيرك، وتأملي كيف جعلك مسلمة مؤمنة وأكثر الخلق في كفر وضلال؛ كما قال تعالى: { وإنَّ كثيرًا من الناس لفاسقون(49) }المائدة، وقال تعالى: { وإن تطعْ أكثرَ منْ في الأرض يضلـّوك عن سبيل الله..(116)الأنعام }، وتأملي فيما رزقك الله تعالى من التوبة والعفة والصيانة وانظري إلى حال اللاهثات وراء الفواحش والرذائل، فكل شيء يهون ضياعه إلا الدين والإيمانلكل شيء إذا ضيعته عوضُ *** وما من الله إن ضيعته عوضُ _________________
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين اماما
نورالاسلام الطبى
اقوى قسم لتطوير المنتديات ونشرها بمحركات البحث
اقوى برنامج حقيقى لجلب الزوار
منتدى طبى اسلامى منوع حصريات رياضيه تطوير مواقع برامج كمبيوتر
[/center]