علاقة الوالدين مع أبنائهم من أهم وأجمل العلاقات، خاصة إذا كانت مبنية علي الاحترام والمحبة والتواصل الجيد، فالتواصل بين الوالدين والطفل مهم جدا، لا سيما في هذا العصر، حيث أصبحت طريقة تفكير أطفالنا متأثرة بالتكنولوجيا المتقدمة والأحداث المختلفة التي تحيط بعالمنا.
كما تلعب وسائل الإعلام دورا كبيرا في كيف يفكر الأطفال ويتحدثون، يعرف التواصل بأنه وسيلة لإرسال أو توصيل معلومة أو رسالة من شخص إلى آخر.
وهناك عدة طرق لتوصيل الرسالة، تتضمن التخاطب اللفظي، أو عن طريق تعابير الوجه أو إيماءات اليدين، فالتواصل الفعال مع أطفالنا هو فن على الآباء والأمهات ضرورة تعلمه واكتسابه.
تقول الباحثة فكتوريا كندل هودسون وخبيرة علم النفس سورا هارت في كتابهما «آباء محترمون، أبناء محترمون: 7 وسائل لتحويل الاشتباكات إلى اتفاقيات» إن الوسيلة الوحيدة لتفادي اشتباكات الآباء مع أبنائهم هي أن يغير الآباء طريقة التعامل مع أبنائهم بدلا من استعمال السلطة والنفوذ، وعلى الأبناء أن يستفيدوا من القوة لبناء أساس أسري متين يتميز بالتفاهم والتعاون.
لماذا يعد التواصل الفعال بين الوالدين وأطفالهم مهما؟
إن فتح قنوات اتصال فعال مع الأطفال مهم جدا، لا بالنسبة للأطفال فقط، ولكن لجميع أفراد الأسرة، فالتواصل الجيد مع بعضهم بعضا يبني علاقة متينة بين الآباء والأمهات وأطفالهم، والاستماع هو المهارة المطلوبة بغية تمكين الاتصال الفعال، خاصة أن التواصل لا بد أن يكون مبنيا على اجتهاد من الوالدين والطفل.
يتواصل الأطفال معك بالطريقة التي يشعرون أنك تتواصل بها معهم، وعلى سبيل المثال، إذا كان طفلك يشعر أنك لم تصغِ إليه، أو لا تولي اهتماما له، فقد يشعر بالانزعاج أو بخيبة الأمل، أو إذا كان رد فعلك على ما يقوله مبالغا فيه أو مخيبا لأمله، فقد يختار الطفل الامتناع عن التعبير عما يجول بخاطره، أو ما يشعر به.
هذا رد فعل طبيعي، لأنك بينت له عدم الاهتمام بما يقوله، أو عدم الرد بشكل يشجع الطفل على قول المزيد من شأنه أن يجعل طفلك حذرا جدا في كم المعلومات التي يتبادلها معك مستقبلا، ومن المهم الحفاظ على علاقة مبنية على الشفافية والثقة مع طفلك.
خاصة أن كل والد يريد أن يعرف أن طفله آمن وصحي، وهذا لن يكون ممكنا إلا من خلال الحفاظ على قناة اتصال مفتوحة ومرحبة بطفلك في كل وقت.
أمثلة لطرق التواصل
يتجاوب الآباء والأمهات مع مشكلات أطفالهم بأساليب مختلفة، والسيناريوهات التالية توضح بعض هذه الطرق .. يا تري ما السيناريو الذي يقارب كيفية ردك على طفلك إذا كنت في وضع مماثل؟
- الطفلة مريم عمرها عامان، ذهبت مع والدتها إلى مركز التسوق، غابت مريم لفترة قليلة تلعب مع أطفال آخرين حين كانت أمها تشتري بعض البضائع، عادت مريم وهي تبكي بكاء شديدا تريد أن تشكو من الطفل الذي ضربها.
أسكتتها والدتها وصرخت في وجهها قائلة: «كفي عن البكاء وابقي هادئة ولا تكوني كثيرة البكاء».
- أحمد، البالغ من العمر 16 شهرا، كان مع والدته عند الطبيب، وفي غرفة الانتظار صعد أحمد فوق كرسي عال وهو يحاول القفز منه، ضحكت والدته بصورة تبدي أنها محرجة من الموقف وقالت له «ستؤذي نفسك يا حبيبي»، كانت استجابة ابنها أحمد أنه قذفها بإحدى لعبه لكي تسكت عنه.
- خالد، عمره 3 سنوات، أراد أن يفتح الفرن، حيث كانت والدته في المطبخ تطهو الطعام، كان الفرن حارا جدا، بهدوء شديد انحنت الأم حتى أصبح نظرها في مستوى نظر خالد.
وسألته «هل تريد أن تفتح باب الفرن؟ إنه ساخن جدا وسوف يؤذيك، لماذا لا تساعدني بفتح هذه العلب، أثناء طبخي الطعام، وبهذه الطريقة أتمكن من الانتهاء بسرعة ويتسنى لنا بعد ذلك اللعب سويا».
كوالدين، قد نكون مررنا بحالات مشابهة مع أطفالنا، وتختلف طريقة التفاعل والتواصل مع أطفالنا اختلافا كبيرا من أسرة إلى أسرة ومن طفل إلى طفل باختلاف أسلوب وشخصية الطفل، ما يهم هنا أن الطرق المختلفة للتفاعل هي الأساس لمدى فعالية وصحة العلاقة بين الطفل ووالديه.