الكاتب الأميركي الراحل صموئيل غوودريتش.
«كم من الآمال والمخاوف، تداخلت مع الأمنيات والقلق لتنسج خيطا ملتويا يربط الوالدين مع الطفل» هل من الممكن أن تتصور أن طفلك يسرق؟ فهذا وضع لا يتمني أي من الوالدين مواجهته، ولكن المدهش أن السرقة بين الأطفال ليست أمرا غير مألوف. تُعرف كلمة سرقة بأنها أخذ شىء من دون الحصول على إذن صاحبه ومن دون نية ارجاعه. وعندما يرتكب الطفل أو المراهق السرقة، تغمر الوالدان مشاعر من الخوف والقلق. وتقول الأكاديمية الأميركية للطب النفسي للأطفال والمراهقين إنه من الطبيعي أن يأخذ الطفل الصغير شيئا ما يريده، ولا ينبغي اعتبار ان هذه "سرقة" حتى يصبح الطفل في عمر أكبر نسبيا، عادة 5 سنوات، حين يفهم أن أخذ شىء يمتلكه شخص آخر من دون اذنه خطأ. لماذا يمكن أن يسرق الطفل؟ الأطفال في جميع الأعمار يمكن ان يلجأوا للسرقة لأسباب مختلفة، وهنا سرد لبعض منها: • 3-5 سنوات: عند الصغر يكون الطفل انانيا جدا، واهتمامه منصبا حول نفسه، وليس لديه فهم بأن أخذ شىء من شخص ما خطأ. وهو عادة ما يكون ذاتيا جدا في امتلاك وأخذ كل ما يريده. • وفي سن المدرسة، قد يفهم الطفل ان السرقة خطأ، ولكنه يفعل ذلك لعدم قدرته علي السيطرة علي نفسه.
• عمر المراهقة، حين يدرك المراهق أن السرقة خطأ، ولكنه قد يستمتع بفعل شىء ممنوع، وقد يكون دافعه التمرد. ومن المهم أيضا النظر في بعض العوامل التي قد تدفع الطفل للسرقة مثل: • قد يكون الطفل غاضبا من شىء ما، أو ربما يبحث عن طريقة يلفت بها النظر أو الاهتمام. ومن المحتمل أن يكون سلوك الطفل راجعا إلى الضغوط في البيت أو المدرسة أو مع الأصدقاء. وبعض الأطفال قد تكون لديهم دوافع أخري كامنة وراء سرقتهم وقد يكون هذا صرخة للمساعدة. • وفي بعض الأحيان قد يمتلك احد الأصدقاء شيئا ما، ليس لدي الطفل ويريده بشدة ، وبذلك يلجأ إلى السرقة للحصول عليه وليس من الضروري أن يكون الطفل فقيرا. • بعض الأطفال يحبون الاستعراض لأصدقائهم ان بقدرتهم أن يفعلوا أي شيء. • بعض المراهقين قد ينغمسون في المخدرات، ويحتاجون إلى المال للحصول عليها واحيانا يرتكبون الخطأ كوسيلة احتجاج ومعارضة لوالديهم.
• الأطفال قد يضطرون إلى السرقة بضغط من أصدقائهم. • ربما لم يدرك الوالدان أهمية تعليم طفلهم بأن السرقة خطأ. ومهما كانت الأسباب أو العوامل الكامنة وراء السرقة، فمن المهم أن يفكر الآباء في هذه المسألة بعناية، ومحاولة التوصل إلى السبب الجذري الذي دفع طفلهم للسرقة، فقد يكون السبب أكثر خطورة. كيفية التعامل مع الطفل الذي يسرق؟
لنأخذ بعض الأمثلة لحالات من المحتمل أن تواجه الآباء ونعرض كيف يمكن معالجتها:
* الحالة الأولى:
* لطيفة طفلة عمرها 4 سنوات، كانت تلعب مع صديقتها، وعندما عادت لمنزلها أخذت دمية صديقاتها معها. بالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، فإنهم لم يطوروا بعد فهما واضحا بين الصواب والخطأ. ومن الطبيعي أن يأخذ الطفل شيئا معه من صديق، مثل لعبة. وبالنسبة للوالدين فإنه من المهم عند وقوع مثل هذا الحادث، توضيح الأمر لإبنتهم بأن هذه لعبة صديقتها، وأن الصديقة ستكون حزينة جدا لفقد دميتها، وان يخبروا الطفل انه اذا أراد ان يستعير شيئا من شخص آخر مستقبلا فيجب الاستئذان اولا. الحالة الثانية: كريم تلميذ في مدرسة يبلغ من العمر 8 سنوات. سرق كريم 3 مرات من زملائه بالمدرسة، مرة اخذ مقلمة، ومرة أخرى هاتفا محمولا وآخر مرة أخذ قلما ثمينا. والدا كريم كانا قد قررا الانفصال وحدثت هذه التصرفات من كريم في منتصف اجراءات الطلاق، وكانت الامور صعبة للغاية في المنزل. لم يكن هناك من يرعى كريم، فوالداه كانا منشغلين بالشجار مع بعضهما البعض. الأطفال بعمر اكبر من 6 سنوات، قد يكونون فهما أنه من الخطأ أخذ اشياء الآخرين. وبالنسبة لحالة كريم، فانه كان يرغب في مزيد من الاهتمام من جانب أسرته واختار هذا الطريق للحصول على الاهتمام. وعندما يسرق الأطفال في عمر كريم أو في عمر أكبر، فمن المهم أن يتحدث الوالدان إلى الطفل، وأن يحاولوا فهم السبب الحقيقي الذي دفعه للسرقة. وإذا عرف سبب هذا السلوك، يمكنهم العمل على كيفية حل مشكلة الطفل. علي الوالدين ايضا ضرورة الشرح لطفلهم أن ما فعله خطأ وغير مقبول. وينبغي لهما أيضا تشجيع الطفل على الاعتذار واعادة الشئ المسروق. الحالة الثالثة: حمدان يبلغ من العمر 14 عاما، أول مرة يسرق فيها أخذ مفاتيح سيارة والديه وقاد السيارة لأن احد اصدقائه تحداه، ومرة أخرى اخذ ساعة شقيقه وباعها. المراهقون يمرون بفترة صعبة قد يتمردوا خلالها أو يعبروا عن الغضب عبر طرق مختلفة. علي الوالدين ضرورة التحدث مع أطفالهم بصورة جادة، والتوضيح لهم بان مثل هذا السلوك غير مقبول. الانضباط مهم، ويجب إنذار الطفل أن تكرار مثل هذا السلوك ستترتب عليه عواقب وخيمة. وعلي الوالدين التأكد من أن طفلهم اعاد الشئ الذي اخذه واعتذر عن سلوكه الخطأ.