الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
الجمال ليس في حلق اللحى كيف يخلق الله رجلاً ويمييزه عن المرأة برجولته ولحيته التي فيها وقاره وجماله ثم لا يرضى بذلك ويذهب يغير خلق الله ويتشبه بالنساء وبأعداء الإسلام ويتوهم أن في ذلك زيادة جمال له أناقة ؟!! ( أفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً ) [فاطر:8].
وكأن جمال الإنسان واناقته لا تتم إلا بحلق اللحية أو بتقصيرها وتخفيفها واللعب بها !! والله إن جمال الرجل وبهاءه وهيبته في إبقاء لحيته كما خلقها الله تعالى لأن الله أعلم بما يناسب الرجل لذا خلق له هذه اللحية .
فكيف يليق بمسلم عاقل أن يرفض ما اختاره الله له ؟
أهو اعلم بما يناسبه من الله ( أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ ) [البقرة:140] ، ولو أراد الله للرجل أن يكون ناعماً بدون لحية لم يعجزه ذلك ، ولكنه ميز الرجل عن المرأة وكرمه وشرفه بهذه اللحية ، ولكن بعض الرجال - هدانا الله وإياهم - لا يريدون هذا التكريم وهذا التمييز ، بل يحاربونه ، نسأل الله السلامة والعافية من ذلك .
فيا أخي المسلم:
يا من تحلق لحيتك ، كيف يهون عليك أن تفرط في لحيتك التي فيها وقارك ورجولتك وجمالك ؟
والله لا يليق ذلك بك وأنت الرجل المسلم العاقل ، ثم قل لي بربك : ماذا ينفعك حلقها ؟
هل لك في ذلك أجر وثواب؟
هل لك في ذلك مصلحة دنيوية ؟
لماذا تُعرض نفسك للعذاب وأنت في غنى عنه ؟
ولماذا تُتعب نفسك ، لأن حلاقتها كلها تعب وخسارة وإضاعة وقت ومال !
لماذا كل ذلك يا أخي؟
اترك لحيتك في وجهك كما خلقها الله لك ولا داعي لإتعاب نفسك ، هي كم وزنها حتى تزيلها من وجهك ؟!
هل ثقلت عليك أو شوهت وجهك؟
لا أظن أن شيئاً من ذلك يحصل بسبب اللحية .
رسول الله يقول : { خالفوا المشركين وفرو اللحى وأحفوا الشوارب } ولكن بعض الناس يعارض قوله معارضة صريحة وقوية ويقول : لا يا رسول الله ، لا سمعاً ولا طاعة في هذا الأمر !! فيعكس الأمر فيحلق لحيته ويترك شاربه !!.
فلماذا يا أخي هذا العناد ؟
لماذا تخالف هدي نبيك ؟
هل أنت في غنى عن هديه عليه الصلاة والسلام ، وهل لك هدي خاص وسنة خاصة ؟
والله يا أخي إنه شرف لك أن تكون من أتباع النبي المطبقين لسنته .
ثم اعلم أخي الكريم أن القضية ليست قضية شعر فقط ، إنما القضية قضية استسلام وخضوع لأوامر واتباع لهدي الرسول واعتزاز به وانقياد لأوامره.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ، والله أعلم .