هل وصلتك رسائلي الممزوجة بالهذيان..
هل تمتمت شفتاك صرخة الأنين..
هل عاد ليؤرقك سهاد الحنين..
أم أنك قررت تصنيفي ضمن نزوات الزمان..
التي تزور دفاتر أيامنا مرة واحدة في العمر..
ثم تحزم حقائبها تاركة لوعة تحترق كالجمر..
لا..لست أنت هذا الإنسان..
وليست هذه كلمات هذا اللسان..
أنت تملك قلباً ريحه أزكى من الورود..
وفضاء صبرك لم يعرف يوماً حدود..
سنرجع يوماً لنحتضن تلك الوعود..
سنرجع حيث يشهد الغروب أوقاتنا..
ويسدل المساء ستائره على أسرارنا..
ويلملم الضياع أشلائنا..
وينتشلنا اللقاء من بين أكوام الفراق..
سأتخذ من عينيك قِبْلة حين أتوه بين محطات الألم..
وألملم قصاصات عمرك ..
لأجعلها قلماً يساعدني على رسم الحلم..
سأتسلق معراج آهاتك..
لأغير في هوية شعورك..
فقد وصلت معك لأعلى درجات الهيام..
هيهات للبعد أن يجد بين أزقة الروح مكان..
سأتجرع حنيناً يقودني لساحات الوجدان..
وأحتسي معك شراب الجنون..
لتحلق بي في عنان سماءك..
وأنثر ضحكاتي لتطغى على صدى غيومك..
ويرى الوهج ذاته في عيني بين نجومك..
لتدق السعادة ناقوسها في عالم نفوذك..
سأرقد بين أحضانك حين لا أجد لي ديار..
وأضيء مصابيح مناك حين لا يطل عليها النهار..
سأصنع لك أمجاداً يتلاشى لأجل جبروتها التيار..
دعني أعرفك الآن حقاً من أكون..
أنا التي بعد غيابك تتابعت قصور أحلامها في الانهيار..
أنا التي جنت ضرائب الهوى من على مناضدها كالأثمار..
أنا التي لم تأبه يوماً أن للحياء في الحب أسوار..
أنا من اجتاحت العزلة أوطانها من بعدك..
ومن طرقت الوحدة بابها لرحيلك..
أنا من تعشق سجنها بين يمناك..
وتقبل كل أرض وطئتها قدماك..
يا لروعة الحظ حين جعلك هذا الحظ نصيبي..
وما أجمل حروفي حين تصطف لأقول لك حبيبي..
سأحبو حتى أصل قمم المستحيل..
وأؤخر أوان ذلك الأجل..
لأعوض ما فاتني من لحظات عشتها ولم تكن بطلها..
وأحرم على نفسي أبواباً لم تدخلها..
سأكتم بوحي ليتحدث صمتي..
ليكسر تلك القيود التي تلفه..
ليعتقه الخوف من حدوده..
ويقول لك لا تقسو علي بإطالة غيابك أكثر..
مازلت ذلك الحبيب الأجدر..
ولن يكون لحبي غير قلبك محتكر..
ولن يكون هواي لغير رباك معتقل..
لا تفك أسري من قيود ذهنك..
ولا تذهب بي مكاناً غير ساحات عقلك..
اجعلني أميرة تسير أفكارك..
لأغير دستور نظامها..
وأقلب قوانين خشوعها..
فلا تنحني إلا لجنود الفرح..
ولا تستسلم للعجز إلا إذا هو قبلها جنح..
اجعلني أسيرها كي تنتحر أمامك سموم القهر..
كي أمنحك حناناً تعيش على حسه طيلة الدهر..
كي لا أراك بدراً أو هلالاً كي تبقى القمر ..
أتدري ما الذي شدني إليك ..
أتدري لماذا أحبك ..
أحببتك لأنك أرضي ووطني وحريتي من الاحتلال ..
أحببتك لأنك دمي وكرامة تكسر لي كل الأغلال ..
أحببتك لأنك دنيتي المفتوحة ضد كل الأقفال ..
لن أطلب من الدنيا شيئاً ..
لن أحمل في قلبي أملاً ..