الدم هو الوسيلة التي يتم عبرها نقل
الأوكسجين والمواد الغذائية والماء والمعادن والأملاح، لتوصيلها إلى أنسجة
أعضاء الجسم كله. والهيموغلوبين في خلايا الدم الحمراء، عبارة عن مركب
بروتيني غني بعنصر الحديد. وهو العربة الناقلة للأوكسجين من الرئة إلى
القلب، ومنه إلى كافة أرجاء الجسم. والمرأة، التي في مراحل الإخصاب من
العمر، تحصل لديها الدورة الشهرية، من حين البلوغ إلى سن اليأس. وخلال
مراحل الدورة الشهرية، المتكررة في كل شهر قمري تقريباً، تحصل فترة نزيف
دم الحيض. وتتفاوت، من امرأة لأخرى، كمية الدم التي يفقدها الجسم شهرياً.
وهناك حالات يحصل فيها فقد كميات، من دم الحيض، أكثر من الطبيعي. وهناك
أسباب عدة تُؤدي لذلك. وخلال مرحلة الحمل والولادة وما بعدها، يفقد جسم
المرأة كميات من الدم وكميات من الحديد ومن العناصر الأخرى المُستخدمة في
بناء الدم ومكوناته. وبالتالي فإن احتمالات إصابة المرأة بفقر الدم، أو
الأنيميا، عالية. ما قد يتسبب لها بظهور أعراض فقر الدم، والتي من أهمها
وأكثرها شيوعاً، هو التعب والإجهاد البدني لدى بذل المجهود.
والسبب
وراء التعب والإجهاد هنا هو تدني قدرة الدم على توصيل الكميات اللازمة،
لأنسجة الجسم، من عنصر الأوكسجين. وبالتالي لا تتمكن الأنسجة، خاصة
العضلات، من إنتاج الطاقة اللازمة لتحريكها بكل راحة وكفاءة. وبالإضافة
إلى الدورة الشهرية، والحمل والولادة، فإن هناك أسبابا أخرى لفقر الدم لدى
النساء. ومن أهمها سوء التغذية، وهو ما ينجم عن عدم أكل الأطعمة المفيدة
والغنية بالحديد والفيتامينات اللازمة لبناء الدم. مثل فيتامين فوليت
وفيتامين بي-12. كما أن حصول نزيف، خارجي أو داخلي، أو وجود أمراض مزمنة
في الجسم، قد تكون سبباً في فقر الدم.
ولهذه الأسباب المنطقية والممكنة الحصول بسهولة لدى أي امرأة، فإن من
الضروري إجراء الفحوص التي قد تدل على وجود فقر الدم، وعلى أسباب ذلك.
وحينما يثبت وجود فقر الدم، فإن المعالجة ضرورية. وهي ما تتم بتحسين نوعية
الغذاء ومكونات محتوياته، لتوفير العناصر اللازمة للجسم كي يتمكن من إنتاج
دم غني وجيد. وربما يتطلب الأمر من الطبيب وصف تناول المرأة لحبوب الحديد
أو الفيتامينات. وتعتبر اللحوم الحمراء أفضل مصدر للحصول على الحديد من
الغذاء. ويظهر التحسن في أعراض التعب، خلال أسبوعين أو أربعة أسابيع من
بدء المعالجة لحالة فقر الدم بشكل سليم.