قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يوم الاحد ان الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس أخبره في أغسطس اب ان اسرائيل لن توجه ضربة عسكرية لايران.
ومع ذلك رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في الماضي استبعاد أي خيار لتفادي التهديد الذي يعتقد أن ايران قد تمثله على الدولة اليهودية اذا امتلكت أسلحة نووية.
ويعتقد العديد من المحللين أن احتمالات توجيه اسرائيل ضربة عسكرية الى ايران حتى دون تأييد من حليفتها الولايات المتحدة لا تزال كبيرة.
وهذه تفاصيل الامر:
هل من الممكن أن تشن اسرائيل ضربة عسكرية ضد ايران ؟
انها مقامرة على رهانات كبيرة ودرجة من الخداع.
القادة الاسرائيليون يرفضون استبعاد أي خيار. وهم لا يصدقون التطمينات الايرانية بأن ايران تسعى من وراء برنامجها الى انتاج الطاقة فقط. ومع الوضع في الاعتبار اصرار الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد على أن اسرائيل لا مستقبل لها تقول اسرائيل ان امتلاك ايران لقنبلة نووية يمثل تهديدا لوجودها نفسه وهو أمر لن تحتمله ببساطة.
غير أنه في العام الماضي ظهر أن بعض المسؤولين الاسرائيليين يعدون خططا لكيفية تعايش اسرائيل مع ايران النووية في حالة من الردع المتبادل. وأظهر استطلاع للرأي أجري في يونيو حزيران أن الاسرائيليين لا يتوقعون أن تهاجمهم ايران اذا امتلكت قنبلة نووية. وقال ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي الاسبوع الماضي ان ايران اذا امتلكت القنبلة فلن يكون بمقدورها أن تدمر اسرائيل وقال " اسرائيل يمكنها أن تدمر ايران."
ويقول مساعدون لنتنياهو انه منذ تولى منصب رئيس الوزراء في مارس اذار جعل انهاء التهديدات الايرانية عنصرا محددا لما يرى انه دوره الشخصي في التاريخ اليهودي. والسوابق لاتزال ماثلة حيث دمرت غارة جوية اسرائيلية عام 1981 المفاعل النووي العراقي الوحيد كما شنت اسرائيل غارة مازال الغموض يحيط بها على موقع في سوريا عام 2007. وعلى الرغم من اتباعها سياسة الصمت لا يشك كثيرون في أن اسرائيل تمتلك بالفعل أسلحة نووية وصواريخ قادرة على ضرب ايران.
ما الذي قد يمنع اسرائيل عن ضرب ايران..
ليس واضحا كيف تعرف اسرائيل تحقيقها لهدفها بمنع ايران من الحصول على أسلحة نووية. لكن تعهدا من ايران بنبذ هذه الاسلحة مدعوما بشكل من الاشراف ومعلومات المخابرات قد يكون الحد الادنى. سيتوقف الكثير على التصرفات الايرانية وعلى الرئيس الامريكي باراك أوباما واخرين يضغطون على ايران من خلال فرض عقوبات وبالسبل الدبلوماسية.
وبينما يشكك العديد من المحللين في نفي ايران لاي نوايا عسكرية وراء برنامجها النووي يرى بعضهم أن ايران سترضى باظهار قدرتها على امتلاك سلاح نووي في وقت قصير دون أن تسلح نفسها فعلا. ولكن ربما لا تقبل اسرائيل هذا المستوى من التهديد المحتمل.
وفي الوقت نفسه اذا فكرت اسرائيل في توجيه ضربة عسكرية منفردة الى ايران سيتعين عليها ان تأخذ في الاعتبار بعض المخاطر الكبيرة:
- من الانتقام ليس فقط من ايران ولكن من الجماعات المسلحة الموالية لها كحزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية.
- من رد الفعل الاقتصادي والدبلوماسي من جانب الولايات المتحدة والحلفاء.
- من أن يفشل الهجوم الاسرائيلي ومع ذلك يتسبب في ردود الفعل السابقة.
ما هي العناصر الاساسية في الجدول الزمني؟
أولا التقنية الايرانية: قال مستشار الامن القومي الاسرائيلي في يوليو تموز ان التقنية الايرانية تجاوزت "خطا أحمر" بمعنى أنها أصبحت قادرة على انتاج مواد نووية لكنها ليست قادرة بعد على صنع كميات كبيرة منها كما أنها ليست قادرة بعد على وضع رؤوس نووية في صواريخها.
أما رئيس الموساد مائير داجان الذي ينظر اليه باعتباره شخصا أساسيا في صنع سياسة اسرائيل تجاه ايران والذي تم تمديد تفويضة في حدث غير مألوف الى عام 2010 فقال في يونيو حزيران ان ايران سيكون لديها رأس نووي صالح في عام 2014.
ثانيا الدبلوماسية: تلتقي ايران في الاول من أكتوبر تشرين الاول بالقوى الست الكبرى القلقة بشأن الخطط النووية الايرانية. وفي مايو أيار قال أوباما لنتنياهو انه يتوقع "بنهاية العام" أن يحكم على مدى نجاح الوسائل الدبلوماسية. وقال مسؤول رفيع سابق الاسبوع الماضي ان الغرب اذا لم يوافق على عقوبات مشددة على ايران بنهاية العام فان اسرائيل سيكون عليها ان توجه ضربتها العسكرية.