ظالم من الدرجة الأولى ، انه الحجاج بن يوسف
خطب في الناس و صلى بهم الجمعة ثم مشى بجانب سجنه فبكى السجناء و رفعوا اصواتهم بالبكاء عله يسمعهم فيرحمهم ، فلم سمعهم قال "اخسؤوا فيها و لا تكلمون"
بعدها امر الحجاج حراسه بإحضار الامام سعيد بن جبير
( سعيد بن جبير من كبار التابعين درس الفقه دراسة وافية مما أهله أن يجلس للفتوي بالكوفه
لايخشي في الله لومة لائم..
وكان من الطبيعي وهويري الدماء تسفك وألاف الناس تعيش بين أسوار السجون والمعتقلات
بلا جريرة علي يد الحجاج الذي كان يعتبر نفسه الدرع الواقي للدولة الأموية
والخادم المطيع لخلفائها من بني مروان.
وكان من الطبيعي أن يثور عليه رجل مثل التابعي الجليل سعيد بن جبير )
المهم
لبس سعيد بن جبير اكفانه و تطيب و ذهب معهم الى الحجاج و قال : اللهم ذا الركن الذي لا يضام و العزة التي لا ترام اكفني شره ... و كان في الطريق يقول : لا حول و لا قوة الا بالله خسر المبطلون
والغريب أن أحد الجنود حاول أن يقوم بتهريب سعيد بن جبير..
أو بمعني أدق أن يمهد له طريق الهرب، ولكن سعيد رفض ذلك
وقرر أن يواجه الطاغية، حتي لو كانت في مواجهته النهاية المحتومة
و دخل على الحجاج و قال :
السلام على من اتبع الهدى (و هي تحية موسى لفرعون)
قال الحجاج : ماسمك ؟
قال : سعيد بن جبير
قال : بل انت شقي بن كسير
قال سعيد : امي اعلم اذ سمتني
قال الحجاج : شقيت انت و شقيت امك
قال سعيد : الغيب يعلمه الله
قال الحجاج : ما رأيك في محمد –صلى الله عليه و سلم-
قال سعيد : نبي الهدى و امام الرحمة
قال الحجاج : ما رأيك في علي ؟
قال سعيد : ذهب الى الله امام الهدى
قال الحجاج : ما رأيك فيٌ ؟
قال سعيد : ظالم تلقى الله بدماء المسلمين
قال الحجاج : عليُ بالذهب و الفضة ، فأتوا بكيسين من الذهب و الفضة و افرغوهما بين يدي سعيد بن جبير
قال سعيد : ما هذا يا حجاج ؟ ان كنت جمعته لتتقي به من غضب الله فنعما صنعت و ان كنت جمعته من اموال الفقراء كبرا و عتوا فوالذي نفسي بيده الفزعة يوم العرض الاكبر تذهل كل مرضعة عما ارضعت
قال الحجاج : عليُ بالعود و الجارية ، فطرقت الجارية على العود و اخذت تغني فسالت دموع سعيد على لحيته و انتحب
فقال له الحجاج : مالك ؟ اطربت ؟
قال سعيد : لا و لكني رأيت هذه الجارية سخرت في غير ما خلقت له و عود قطع و جعل في المعصية
قال الحجاج : لماذا لا تضحك كما نضحك ؟
قال سعيد : كلما تذكرت يوم يبعثر ما في القبور و يحصل ما في الصدور ذهب الضحك
قال الحجاج : لماذا نضحك نحن اذاً ؟
قال سعيد : اختلفت القلوب و ما استوت
قال الحجاج : لأبدلنك من الدنيا ناراً تلظى
قال سعيد : لو كان ذلك اليك لعبدتك من دون الله
قال الحجاج : لأقتلنك قتلة ما قتلها احد من الناس فاختر لنفسك
قال سعيد : بل اختر لنفسك انت فوالله لا تقتلني قتلة الا قتلك الله بمثلها يوم القيامة
قال الحجاج : اقتلوه
قال سعيد : وجهت وجهي للذي فطر السماوات و الارض حنيفا مسلما و ما انا من المشركين
قال الحجاج : وجهوه الى غير القبلة
قال سعيد : فأينما تولوا وجوهكم فثم وجه الله
قال الحجاج : اطرحوه ارضاً
قال سعيد و هو يبتسم : منها خلقناكم و فيها نعيدكم و منها نخرجكم تارة اخرى
قال الحجاج : أتضحك ؟
قال سعيد : اضحك من حلم الله عليك و من جرأتك على الله
قال الحجاج : اذبحوه
قال سعيد : اللهم لا تسلط هذا المجرم على احد بعدي
و قتل سعيد و استجاب الله لدعائة فثارت ثائرة بثرة (هي الخراج الصغير) في جسم الحجاج فأخذ يخور كما يخور الثور الهائج شهرا كاملاً لا يذوق طعاماً و لا شراباً و لا يهنأ بنوم و كان يقول : "والله ما نمت ليلة الا و رأيتني اسبح في انها الدم " و اخذ يقول : "مالي و سعيد ، مالي و سعيد"
و يقول هذا الظالم عن نفسه قبل ان يموت : "رأيت في المنام كأن القيامة قامت و كأن الله برز على عرشه للحساب فقتلني بكل مسلم قتلته مرة الا سعيد بن جبير قتلني فيه على الصراط سبعين مرة "
_________________
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين اماما
نورالاسلام الطبى
اقوى قسم لتطوير المنتديات ونشرها بمحركات البحث
اقوى برنامج حقيقى لجلب الزوار
منتدى طبى اسلامى منوع حصريات رياضيه تطوير مواقع برامج كمبيوتر
[/center]