دخلت اسرائيل وحماس والرئيس الفلسطيني محمود عباس في محادثات مع مصر لمحاولة الاتفاق على شروط وقف لاطلاق النار في قطاع غزة.
وتوقع دبلوماسيون غربيون مفاوضات صعبة قبل التوصل لاتفاق.
وتسعى اسرائيل للحصول على ضمانات أمنية دولية واقليمية للتأكد من عدم إعادة تسليح حركة المقاومة الاسلامية (حماس).
ويريد الفلسطينيون من جانبهم ان تنهي اسرائيل حصارها الصارم للقطاع الساحلي المعتمد على المساعدات.
وقال دبلوماسي أوروبي كبير "أنت بحاجة للعثور على جزرة لكلا الجانبين. هذا هو الطريق الوحيد لنجاح الخطة."
وقال مسؤولو حماس في غزة ان الحركة ما زالت تدرس الخطة ونفوا تقارير عن انهم رفضوها.
وفيما يلي الملامح الرئيسية التي تتشكل لخطة وقف إطلاق النار إعتمادا على مقابلات مع مصادر دبلوماسية وسياسية:
- وقف العمليات العسكرية:
بمجرد التوصل لاتفاق ستنهي اسرائيل من طرف واحد عمليتها العسكرية لكن ليس من الواضح السرعة التي سيتم بها ذلك. وقبل التوقف فربما تختار توسيع هجومها البري.
لن تدخل اسرائيل في أي وقف رسمي لاطلاق النار مع حماس لانها تعتقد ان الاقدام على ذلك لن يؤدي سوى لتعزيز مكانة الحركة الاسلامية محليا وخارجيا.
وقالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني للسفراء الاجانب في تل ابيب ان الهدف هو "هزيمة" حماس وليس ابرام اتفاق معها. واضافت "لن يحدث ذلك."
ومع انسحاب اسرائيل من غزة ستوقف حماس اطلاق الصواريخ. وستعمل مصر ودول عربية أخرى كوسطاء. وقالت الحركة الاسلامية ان الصواريخ ستتوقف اذا رفعت اسرائيل حصارها لقطاع غزة واوقفت الغارات عبر الحدود.
- اجراءات مناهضة للتهريب:
هذا أهم موضوع بالنسبة لاسرائيل. تركزت المحادثات على انتشار دولي مقترح على امتداد حدود قطاع غزة مع مصر للمساعدة في منع الحركة الاسلامية من جلب صواريخ وأموال.
وتريد اسرائيل ان يتضمن الانتشار قوات مسلحة وخبراء بما يتيح تفتيش وتدمير الإنفاق على امتداد ممر فيلادلفي الضيق الذي يفصل الجانبين.
واسقطت الطائرات الاسرائيلية قنابل خارقة للتحصينات على امتداد الممر ودمر عدد كبير من المنازل الفلسطينية القريبة.
وهدف اسرائيل المعلن هو تدمير أكبر عدد ممكن من الانفاق السفلية. وقد يكون الهدف غير المعلن توسيع المنطقة العازلة بين غزة ومصر لاجل تحصينات حدودية مستقبلية فوق الارض وتحتها.
وتبحث اسرائيل والقوى الغربية ايضا ارسال قوة بحرية لمنع التهريب عن طريق البحر.
لكن ما تزال الخلافات قائمة. وقال مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ان البحث عن الانفاق "قد يتم باستخدام التكنولوجيا وليس البشر."
ويقول المسؤولون الاسرائيليون ان أجهزة الموجات الصوتية المتقدمة يمكنها كشف بعض الانفاق لكنهم عبروا عن شكوكهم في ان التكنولوجيا وحدها يمكنها منع الفلسطينيين من إعادة بناء الانفاق.
وقال مسؤول اسرائيلي كبير ان مصر في اطار حرصها على عدم تقديم تنازلات بشأن سيادتها أبدت اعتراضات على نشر قوات دولية مسلحة على جانبها من الحدود لكنها ستقبل فرقا من المستشارين الفنيين تشرف على البحث عن الانفاق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي انه لم يتم بعد التوصل لاجماع بشأن اي مراقبين للحدود. واضاف ان الامر يعتمد على طبيعة التفويض لهذه الآلية وما اذا كانت ستصبح مسؤولة عن الحدود او عن امور اخرى. واضاف ان تلك هي الامور التي سيتم الاتفاق عليها خلال ايام.
والموافقة الرسمية على اي انتشار على الجانب الفلسطيني من الحدود ستأتي من الرئيس محمود عباس الذي نشب خلاف مرير بينه وبين حماس. لكن اعتراضات حماس يمكن ان تجعل عملهم مستحيلا.
- المعابر الحدودية:
هذا اهم موضوع بالنسبة للفلسطينيين. تتركز المفاوضات على اعادة فتح معبر رفح وهو منفذ غزة الوحيد الى مصر تحت اشراف القوات الامنية لعباس ومراقبين اوروبيين.
وظل معبر رفح مغلقا في الاغلب منذ تغلبت حماس على قوات حركة فتح العلمانية التي يتزعمها عباس وسيطرت بصورة كاملة على غزة في يونيو حزيران 2007 . ولم يعد المراقبون الاوروبيون غير المسلحين الى المعبر الحدودي منذ ذلك الحين.
واعادة فتح معبر رفح امام المسافرين وبعض الامدادات الانسانية المحدودة ستعطي لعباس موطيء قدم في غزة. وسيحقق ذلك ايضا مطلبا قديما لحماس رغم ان الحركة يمكن ان تعترض على عدم منحها اي دور في العمليات الحدودية.
ويريد عباس والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة اعادة فتح المعابر الرئيسية لغزة مع اسرائيل وهي المنطار (كارني) وكرم ابو سالم وصوفا وناحال عوز واريز امام السلع الانسانية.
ويسعى عباس منذ وقت طويل لاستعادة السيطرة على الجانب الفلسطيني من المعابر. لكن ليس من الواضح مدى السلطة التي ستكون اسرائيل مستعدة للتخلي عنها لعباس او جهات مثل الامم المتحدة.