لاقت المبادرة المصرية التي اعلن عنها الرئيس حسني مبارك يوم الثلاثاء لهدنة فورية بين اسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس مزيدا من التأييد العربي والعالمي.
قالت سفيرة اسرائيل لدى الامم المتحدة جابرييلا شاليف يوم الثلاثاء ان الاسرائيليين يأخذون "على محمل الجد" اقتراح مصر للهدنة الفورية.
لكن السفيرة الاسرائيلية لم توضح هل ستقبله بلادها أم لا.
وقالت شاليف للصحفيين "انا على يقين انه سيدرس وستعرفون ما اذا كان مقبولا، ولكننا نأخذه على محمل الجد كل الجد."
كما قال مسؤول امريكي رفيع يوم الثلاثاء ان الولايات المتحدة تؤيد اقتراح مصر لانهاء القتال في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس.
وقال المسؤول الامريكي "نحن نساند مبادرة مبارك".
وطلب المسؤول الا ينشر اسمه.
أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس فقد ابدى هو الاخر يوم الثلاثاء تأييده لاقتراح مبارك.
وقال عباس الذي كان يتحدث في مجلس الامن التابع للامم المتحدة انه يعبر عن "تقديره وتأييده الحق" للخطة التي عرضها مبارك والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم الثلاثاء.
وتدرس اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية حماس يوم الاربعاء الاقتراح الذي لاقى تأييدا فوريا من الولايات المتحدة واوروبا وذلك بعد ساعات من استشهاد 45 مدنيا فلسطينيا معظمهم من الاطفال والنساء في قصف دبابات اسرائيلية لمدرسة تابعة للامم المتحدة.
وكان الرئيس حسنى مبارك قد اعلن عن مبادرة لاحتواء الموقف بين الفلسطينيين والإسرائيليين تتكون من 3 عناصر وتهدف لوقف فورى لإطلاق النار لفترة محددة.
وتضمن المقترح المصري والذى كشف عنه الرئيس مبارك فى فى بداية المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى:
أولا.. قبول اسرائيل والفصائل الفلسطينية لوقف فوري لاطلاق النار لفترة محددة بما يتيح فتح ممرات امنة لمساعدات الاغاثة لاهالي القطاع ويتيح لمصر مواصلة تحركها للتوصل لوقف شامل ونهائي لاطلاق النار.
ثانيا.. دعوة مصر كلا من اسرائيل والجانب الفلسطيني لاجتماع عاجل من أجل التوصل للترتيبات والضمانات الكفيلة بعدم تكرار التصعيد الراهن ومعالجة مسبباته بما في ذلك تأمين الحدود وبما يضمن اعادة فتح المعابر ورفع الحصار واستعدادها للمشاركة في مناقشة ذلك مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ومع الاتحاد الاوروبي وباقي أطراف الرباعية الدولية.
ثالثا.. تجديد مصر دعوتها للسلطة الوطنية وكافة الفصائل الفلسطينية للتجاوب مع الجهود المصرية لتحقيق الوفاق الفلسطيني باعتباره المتطلب الرئيسي لتجاوز التحديات التي تواجه شعبهم وقضيتهم في الظرف الخطير الراهن وفي المستقبل.
وبنما لم يذكر الرئيس مبارك تفاصيل لكن دبلوماسيين اشاروا الى المبادرة تتضمن ايضا التركيز على استقدام قوات اجنبية لمراقبة الحدود بين مصر وغزة ومنع تهريب السلاح الى حماس وفي الوقت نفسه تسهيل حركة التجارة عبر الحدود.
وقال مسؤولون اسرائيليون أيضا ان وزراء سيدرسون تصعيدا خطيرا للهجوم الذي مضى عليه 12 يوما يقضي بدفع القوات في عمق القطاع داخل مدن غزة ومخيمات اللاجئين سعيا الى انهاء اطلاق حركة حماس للصواريخ على اسرائيل.
وقال مسؤول فلسطيني ان قادة حماس الذين يريدون انهاء حصار اسرائيل للقطاع أحيطوا علما بمقترحات الرئيس المصري حسني مبارك وانهم يجرون مشاورات داخلية بشأنها.
وكان مسؤولون اسرائيليون قالوا انهم مستعدون للنظر بجدية في خطط تلبي طلبهم ان تمنع مصر امدادات الاسلحة المهربة عن حماس.
وقال ساركوزي في ختام جوله مدتها يومان في الشرق الاوسط "اني على يقين ان رد فعل السلطات الاسرائيلية سيجعل من الممكن دراسة انهاء الهجوم في غزة."
وبالنظر الى ان واشنطن مقيدة لاعتبارات عملية انتقال السلطة قبل تنصيب الرئيس المنتخب باراك اوباما في 20 من يناير فان فرنسا وشركاءها في الاتحاد الاوروبي يسعون جاهدين وبتأييد من حلفاء الولايات المتحدة في العالم العربي الى انهاء الهجوم الاسرائيلي.
غير ان وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس سارعت في كلمة القتها في مجلس الامن التابع للامم المتحدة للتعبير عن التاييد لاقتراح الرئيس مبارك وقالت ان هدنة "دائمة وقابلة للاستمرار" يجب ان تتضمن قطع قدرة حماس على اعادة تسليح نفسها من خلال الانفاق من مصر وتيسير معايش سكان غزة من خلال اعادة فتح المعابر في وجه حركة التجارة.
وقالت رايس لمجلس الامن "اننا في حاجة ملحة الى الاتفاق على هدنة يمكنها الاستمرار وتجلب أمنا حقيقيا."
ورحبت رايس ايضا بعرض اسرائيل فتح ما سمته "ممرا انسانيا" يمكن وكالات الاغاثة من توزيع الاغذية والادوية في انحاء غزة بينما تواصل هي عمليتها العسكرية التي اودت بحياة ما لا يقل عن 670 شهيد وقسمت القطاع الى عدة مناطق.
وعلى الرغم من كل الحديث عن الهدنة فان اسرائيل مازالت تصر على انها تريد ايقاف اطلاق الصواريخ عليها وضمانات ان حماس لن تتمكن من اعادة تسليح نفسها.
وقد اطلق اكثر من 30 صاروخا على اسرائيل يوم الثلاثاء.
وقالت مصادر سياسية رفيعة ان مجلس الوزراء الامني لرئيس الوزراء ايهود اولمرت سيعقد اجتماعا مساء يوم الاربعاء ويناقش مرحلة ثالثة واخيرة من الهجوم لكن الوزراء قد يؤجلون التصويت على اقرار الخطة.
وقال احد المصادر "تقضي الخطة بدخول المراكز الحضرية."
واشار الى ان المرحلة الاولى كانت حملة جوية اطلقت في 27 من ديسمبر والثانية غزوا بريا بدأ في الثالث من يناير.
ورفض مارك ريجيف المتحدث باسم اولمرت التعقيب قائلا "لا نناقش عموما جدوال اعمال مجلس الوزار الامني."
وبعد حلول الظلام انحسرت حدة المعارك الا من دوي متقطع لانفجارات واطلاق نيران في انحاء القطاع.
يوم المجازر
ويوم الثلاثاء استشهد 135 مدني ليرتفع اجمالي الشهداء الفلسطينيين الى اكثر من 670 مقارنة مع عشرة اسرائيليين سبعة منهم جنود كما جرح 400 فلسطينا غالبيتهم اعظمى من المدنيين.
وقالت مصادر طبية ان قذائف دبابات اسرائيلية ادت الى استشهاد 45 فلسطينيا في مدرسة للامم المتحدة يحتمي بها مدنيون في قطاع غزة يوم الثلاثاء في تطور قد يعزز الضغوط الدولية على اسرائيل لوقف هجومها على القطاع.
واتهم الجيش الاسرائيلي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) باستخدام المدنيين "دروعا بشرية" وقال ان قواته أطلقت قذائف مورتر على مدرسة الفاخورة بعدما أطلق نشطاء قذائف مورتر على مواقعها من داخل المدرسة الواقعة بمخيم جباليا للاجئين.
وقد اعرب الرئيس الفلسطينى محمود عباس عن تأييده لمبادرة الرئيس حسنى مبارك والرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزي بشأن العدوان الاسرائيلى على قطاع غزة .
ودعا عباس - فى كلمة أمام مجلس الامن - الى التدخل السريع من مجلس الامن لوقف اطلاق النار فى قطاع غزة ، داعيا الى تشكيل قوة دولية تضمن وقف اطلاق النار وتسيير المعابر .
وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أن انهاء الحصار المفروض على قطاع غزة يشكل أساس أى حل للازمة الراهنة.
وقال انه "بعد وقف العدوان الاسرائيلي سنواصل العمل من أجل التغلب على أزمتنا الفلسطينية الداخلية ، وذلك باستعادة وحدتنا الوطنية وفق الاسس التى حددتها قرارات مجلس الجامعة العربية والتى تشمل أساسا تشكيل حكومة توافق وطنى تشرف على اجراءات انتخابات تشريعية ورئاسية متزامنة ".
وشدد الرئيس الفلسطيني على أن الحوار هو السبيل الاوحد لاستعادة الوحدة وليست أى وسيلة أخرى ، معبرا عن تقديره للجهود المخلصة التى بذلتها مصر والرئيس حسنى مبارك بتشجيع الحوار الوطنى الفلسطينى ورعايته ، وهى الجهود التى أكدت قرارات مجلس جامعة الدول العربية على ضرورة مساندتها واستمرارها.
وقال معاون للرئيس الفلسطيني محمود عباس انه امر مسؤولين بمقاضاة اسرائيل امام محاكم دولية بسبب الحادث.
وقال متحدث باسم الامم المتحدة انه يريد تحقيقا في الحادث وفي مزاعم اسرائيل ان مقاتلين يطلقون النار من مدارسها.
المصدر: وكالات ، مصراوى
موضوع: مبادرة مصر لهدنة فورية في غزة تلقى مزيدا من التأييد 
الأربعاء يناير 07, 2009 1:07 pm
