تعريف بالأديان على
وجه الأرض
الحمد لله الذي
رضي لنا الإسلام ديناً، ونصب لنا الدلالة على صحته برهاناً مبيناً، وأوضح السبيل
إلى معرفته واعتقاده حقاً يقيناً، ووعد من قام بأحكامه وحفظ حدوده أجراً جسيماً،
وذخر لمن وافاه به ثواباً جزيلاً وفوزاً عظيماً، وفرض علينا الانقياد له ولأحكامه،
والتمسك بدعائمه وأركانه، والاعتصام بعراه وأسبابه.
فهو دينه الذي
ارتضاه لنفسه ولأنبيائه ورسله وملائكة قدسه، فيه اهتدى
المهتدون وإليه دعا الأنبياء والمرسلون.
أفغير دين الله
يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون ، فلا يقبل من
أحد ديناً سواه من الأولين والآخرين ومن يبتغ غير
الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين .
شهد بأنه دينه
قبل شهادة الأنام ، وأشاد به ورفع ذكره وسمى به أهله وما اشتملت عليه الأرحام، فقال
تعالى: شهد الله أنه لا
إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم * إن
الدين عند الله الإسلام .
وجعل أهله هم
الشهداء على الناس يوم يقوم الأشهاد، لما فضلهم به من الإصابة في القول والعمل
والهدى والنية والاعتقاد، غذ كانوا أحق بذلك وأهله في سابق التقدير ، فقال
وجاهدوا في الله
حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج، ملة أبيكم إبراهيم، هو سماكم
المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا
الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير
.
وحكم سبحانه
بأنه أحسن الأديان، ولا أحسن من حكمه ولا أصدق منه قبلا فقال: ومن أحسن دينا
ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا
.
وبعـــــد :
؟
أهل الأرض وهم
خمسة أصناف قد طبقوا الأرض: يهود ونصارى،
ومجوس، وصابئة، ومشركون وهذه الأصناف هي التي كانت قد استولت على الدنيا من مشارقها
إلى مغاربها.
فأما اليهود
فأكثر ما كانوا باليمن وخيبر والمدينة وما حولها، وكانوا بأطراف الشام مستذلين مع
النصارى، وكان منهم بأرض فارس فرقة مستذلة مع المجوس، كان منهم بأرض العرب فرقة،
وأعز ما كانوا بالمدينة وخيبر ، وكان الله سبحانه قد قطعهم في الأرض أمماً وسلبهم
النصارى فكانوا طبق الأرض: فكانت الشام
كلها نصارى، وأرض المغرب كان الغالب عليهم النصارى، وكذلك أرض مصر والحبشة والنوبة
والجزيرة والموصل وأرض نجران وغيرها من البلاد
وأما المجوس فهم
أهل مملكة فارس وما اتصل بها.
وأما الصابئة فأهل حران وكثير من بلاد الروم.
وأما المشركون
فجزيرة العرب جميعها وبلاد الهند وبلاد الترك وما جاورها، وأديان أهل الأرض لا تخرج
عن هذه الأديان الخمسة، ودين الحنفاء لا يعرف فيهم البتة
_________________
أخوكم في الله
فارس الاسلام
مدير منتدى فرسان التوحيد
http://www.forsanaltwhed.com/vb