منتديات نور الاسلام الطبية
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه معنا تجد كل ما تحب
منتديات نور الاسلام الطبية
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه معنا تجد كل ما تحب
منتديات نور الاسلام الطبية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى طبى اسلامى مختص بكل مجالات الحياة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولجالب المواضيع

 

 المسيح في معتقد المسلمين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم كمال
نائب المدير
نائب المدير
ابراهيم كمال


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 273
الموقع : http://alfrqan.yoo7.com/forum
علم بلدك : المسيح في معتقد المسلمين Female31
تاريخ التسجيل : 19/06/2010
نقاط : 731
الاوسمة : المسيح في معتقد المسلمين 1187177599

المسيح في معتقد المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: المسيح في معتقد المسلمين   المسيح في معتقد المسلمين I_icon_minitimeالسبت يونيو 19, 2010 2:39 pm

المسيح
في معتقد المسلمين


يتلخص
معتقد المسلمين في المسيح عليه السلام أنه المسيح ابن مريم الصديقة، ولد بمعجزة
إلهية من غير تدخل بشري، وقد ابتعثه الله نبياً ورسولاً إلى بني إسرائيل، يدعو إلى
توحيد الله، ويبشر بمقدم خاتم النبيين، وأيده بالمعجزات العظيمة، فاستمر في دعوته،
حتى أراد اليهود قتله، جرياً على عادتهم في قتل الأنبياء لكن الله أنجاه من مكر
اليهود ومؤامرتهم لقتله، ورفعه إلى سماواته، وسيعود عليه السلام قبيل قيام الساعة،
داعية إلى الله من جديد، ومطبقاً لشرعه، منكساً للصليب، ورافعاً لأعلام
التوحيد.
ويتضح ذلك كله لمن قرأ الآيات التي أنزلها
الله بشأنه في القرآن الكريم.
فقد تحدثت الآيات عن عيسى عليه السلام فذكرت أن
الله صوره في رحم مريم التي اصطفاها الله وطهرها



1ـ قال الله« إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله
اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين » آل عمران:
42



2ـ وأكرمها
الله بالكرامات ومنها قال الله « كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً قال
يا مريم أنى لكي هذا قالت هو من عند الله » آل عمران : 37 وحكي
القرآن عن كفالة زكريا لها بعد نذر أمها
بأن يكون حملها محرراً لله، وقد أمرها الله عز وجل بعبادته « يا مريم اقنتي
لربك واسجدي واركعي مع الراكعين» آل عمران : 43
3 وقد حملت مريم بمولدها بعد أن
بشرها الله به عن طريق الملائكة، وسماه لها « إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح
عيسى ابن مريم » آل عمران : 45 ، وذكرت الآيات أنه كلمة منه، وأن الله
خلقه من غير أب، وأن ليس في ذلك ما يقتضي إلوهيته، فقد خلق الله آدم أيضاً على غير
الصورة المألوفة « إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون»
آل عمران : 59.
وتحدثت الآيات عن معجزات هذا المولود المبارك، والتي كان أولها
حديثه في المهد حال طفولته، فقد أنطقه الله ليرد فرية اليهود على أمه العذراء «
قالوا كيف نكلّم من كان في المهد صبيّاً * قال إنّي عبد اللّه آتاني الكتاب وجعلني
نبيّاً * وجعلني مباركاً أين ما كنت
وأوصاني
بالصّلاة والزّكاة ما دمت حيّاً * وبرّاً بوالدتي ولم يجعلني جبّاراً شقيّاً *
والسّلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيّاً» مريم: 28-33 ، «ويكلم الناس في
المهد وكهلاً ومن الصالحين» آل عمران: 46.
ولما بلغ مبلغ الرجال أرسله الله كما
أرسل رسلاً قبله «وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم» المائدة : 41، ورسالة عيسى
تصديق وتتمة لرسالة موسى الكليم «ومصدقاً لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض
الذي حرم عليكم » آل عمران : 50 ، لذا آتاه الله العلم بالتوراة «إذ علمتك الكتاب
والحكمة والتوراة والإنجيل » المائدة : 110 ، وأنزل الله عليه الإنجيل « وآتيناه
الإنجيل فيه هدى ونور » المائدة : 41.
وقد أيده الله بالمعجزات وجعل ميلاده من
غير أب أول معجزاته عليه السلام « وجعلنا ابن مريم وأمه آية » المؤمنون : 50 ،
وآتاه من الآيات ما ينبغي أن يؤمن له قومه الذين أرسل إليهم «وإذ تخلق من الطين
كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيراً بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ
تخرج الموتى بإذني» المائدة : 110 ، ومن آياته أيضاً علمه ببعض الغيوب «وأنبئكم بما
تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين » آل عمران :
49.
وكما أيده الله بالبينات أيده بروح القدس جبريل
عليه السلام « وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه
بروح القدس » البقرة : 87
وكانت رسالته عليه السلام إلى بني إسرائيل خاصة
«ورسولاً إلى بني إسرائيل » آل عمران :49 ، فدعاهم «يا بني إسرائيل إني رسول الله
إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة » الصف : 6 .
وقد انقسم بنو إسرائيل حيال
دعوته إلى مؤمن به وكافر «فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة » الصف : 14،
المؤمنون به هم حواريوه عليه السلام.
و أما غيرهم من اليهود فكادوا عيسى ابن
مريم ولم يؤمنوا به، فاستحقوا اللعنة والغضب «لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على
لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر
فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون » المائدة :
78-79.
وتحدثت الآيات القرآنية أيضاً بوضوح عن نجاة عيسى من الصلب الذي لم تنف
الآيات وقوعه، لكنها أكدت على أن المصلوب غيره عليه السلام «وما قتلوه وما صلبوه
ولكن شبه لهم » النساء : 157 ، وأكد القرآن قلة علم أهل الكتاب في هذا الموضوع وعدم
تيقنهم منه «ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه
يقيناً » النساء : 157.
ويذكر القرآن مصير عيسى عليه السلام «بل رفعه الله إليه
» النساء : 158 ، ويذكر القرآن أيضاً نزوله آخر الزمان وإيمان أهل الكتاب به « وإن
من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته » النساء :
159).
وأشارت الآيات أيضاً إلى نزوله في آخر الزمان، فذكرت في سياق معجزاته أنه
« يكلم الناس في المهد وكهلاً » آل عمران : 46)، وليس في كلام الكهل إعجاز إلا إذا
كان صاحبه قد رفع إلى السماء ولما يبلغ بعد سن الكهولة، أي أنه سيعود مرة أخرى،
ويكلم الناس حال كهولته.
وذكرت الآيات وفاة عيسى عليه السلام، ورفعه إليه « إني
متوفيك ورافعك إلي » آل عمران: 55)، وأشارت الآيات إلى نجاته من الصلب في قوله
«ومطهرك من الذين كفروا» آل عمران : 55)، وقوله « ومكروا ومكر الله والله خير
الماكرين » آل عمران : 54).
وحذرت الآيات من الغلو في عيسى عليه السلام «يا أهل
الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم
رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه » النساء :171)، فهذه هي حقيقة المسيح،
فهو لم يدع ألوهية نفسه قط « أأنت قلت للناس اتخذوني
وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته
فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب * ما قلت لهم
إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم » المائدة : 116-117 )، فعيسى بشر
رسول.
وأما مذاهب النصارى فيه فهي افتراء «ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه
يمترون» مريم : 34)، ومن افترائهم قولهم الذي كفرهم الله به: « وقالت النّصارى
المسيح ابن اللّه ذلك قولهم بأفواههم » التوبة : 30)، وذمّت قول آخرين : « لقد كفر
الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئاً إن أراد أن يهلك
المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعاً» المائدة : 17).

ملاحظات عامة



وتفحص المحققون
أدلة النصارى، وسجلوا ملاحظات هامة في هذا الباب، منها:
- أنه لا يوجد نص واحد
في الكتاب المقدس يصرح فيه المسيح بإلوهيته أو يطلب من الناس عبادته، وفي هذا الصدد
يتحدى ديدات كبير قساوسة السويد قائلاً: «أضع رأسي تحت مقصلة لو أطلعتموني على نص
واحد قال فيه عيسى عن نفسه: أنا إله. أو قال: اعبدوني» .
والقس فندر يقول في
كتابه «مفتاح الأسرار» مبرراً عدم تصريح المسيح بألوهيته
في العهد الجديد: «ما كان أحد يقدر على فهم هذه العلاقة والوحدانية قبل قيامه وعروجه…فلو قال صراحة لفهموا أنه إله بحسب الجسم الإنساني…إن
كبار ملة اليهود أرادوا أن يأخذوه ويرجموه، والحال أنه ما كان بيّن ألوهيته بين أيديهم إلا عن طريق الألغاز» .
والخوف من
اليهود لا يقبل نسبته للإله أو حتى للمسيح الذي رأيناه يواجه اليهود مرراً فيقول:
«الويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون…أيها العميان…لأنكم تشبهون القبور المكلسة، أيها
الحيات والأفاعي كيف تهربون من دينونة جهنم» «متى 23/13-34» ، فكيف له بعد ذلك أن
يغمض على البشرية في إظهار حقيقته، ففي ذلك إضلال وتلبيس.
- ثم إن أقوى ما يتعلق
به النصارى من الدليل لا يوجد إلا في إنجيل يوحنا ورسائل بولس، بينما تخلو الأناجيل
الثلاثة من دليل واضح ينهض في إثبات ألوهية
المسيح.
بل إن خلو هذه الأناجيل عن الدليل المفقود هو الذي دفع يوحنا – أو كاتب
يوحنا - لكتابة إنجيل عن لاهوت المسيح، فكتب ما لم يكتبه الآخرون، وجاءت كتابته
مشبعة بالغموض والفلسفة الغريبة عن بيئة المسيح البسيطة التي صحبه بها العوام من
أتباعه.
- إن عدم الدليل الصحيح جعل النصارى يحرفون في طبعات الأناجيل، ومن ذلك
إضافتهم نص التثليث الصريح الوحيد في يوحنا 1-5/7 ومثله وقع التحريف في قول بولس:
«الله ظهر في الجسد» تيموثاوس 1-3/16 فالفقرة كما قال المحقق كريسباخ: محرفة، إذ ليس في الأصل كلمة «الله» بل ضمير الغائب
«هو» ، ومن الممكن أن يعود على الله أو على غيره.
ومثله جاء في التراجم القديمة
«عظيم هو سر التقوى الذي ظهر في الجسد » فأحالته الترجمات الحديثة إلى دليل على
الحلول الإلهي بالمسيح، فقالوا: «عظيم هو سر التقوى، الله ظهر في الجسد)» تيموثاوس
1-3/16.

نصوص نسبت إلى المسيح الإلوهية والربوبية




ويستمسك
النصارى بالألفاظ التي أطلقت على المسيح لفظ الإلوهية والربوبية، ويرونها دالة على
إلوهية المسيح، وفي أولها أنه سمي يسوع، وهي كلمة عبرانية معناها: يهوه
خلاص.
ومن ذلك ما اعتبروه نبوءة عنه في إشعيا «لأنه
يولد لنا ولد، ونعطى ابناً، وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيباً مشيراً
إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام، لنمو رياسته وللسلام، لا نهاية على كرسي
داود وعلى مملكته، ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الآن إلى الأبد.»
إشعيا9/6).
كذا في قول داود: «قال الرب لربي:
اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك. يرسل الرب قضيب عزك من صهيون. تسلط في
وسط أعدائك. شعبك منتدب في يوم قوتك في زينة مقدسة من رحم الفجر لك طل حداثتك، أقسم
الرب ولن يندم: أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق» المزمور 110-1/4)،
فسماه داود رباً.
كما يرى النصارى نبوءة أخرى دالة على ألوهية المسيح في قول إشعيا: «لكن
يعطيكم السيد نفسه آية، ها العذراء تحبل وتلد ابناً، وتدعو اسمه عمانوئيل»
إشعيا 7/14).
ويرون تحققه بالمسيح كما بشر الملاك يوسف النجار خطيب مريم
«فستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع، لأنه يخلّص شعبه من
خطاياهم. وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل: هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً، ويدعون اسمه عمانوئيل، الذي
تفسيره الله معنا» متى 1/18-23)، فتسميته الله معنا دليل - عند النصارى -
على ألوهيته.
ومثله جاء في العهد الجديد قول بولس :
«المسيح حسب الجسد الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى
الأبد» رومية9/5) ومثله قول توما للمسيح: «ربي
وإلهي » يوحنا 20/28)، كما قال بطرس له: «حاشاك
يا رب» متى 16/22)، وقال أيضاً: «هذا هو رب الكل»
أعمال 10/36)، وجاء في سفر الرؤيا عن المسيح: «
وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب : ملك الملوك ورب الأرباب» الرؤيا 17/14)
وغير ذلك من النصوص مما أطلق على المسيح كلمة رب أو إله، فدل ذلك عندهم على ألوهيته وربوبيته.

الأسماء لا تفيد ألوهية أصحابها




لكن هذه
الإطلاقات ما كان لها أن تجعل من المسيح رباً وإلهاً، إذ
كثير منها ورد في باب التسمية، وتسمية المخلوق إلهاً لا تجعله كذلك. فقد سمي بولس
وبرنابا آلهة لما أتيا ببعض المعجزات «فالجموع لما رأوا ما فعله بولس رفعوا أصواتهم قائلين: إن
الآلهة تشبهوا بالناس ونزلوا إلينا» أعمال 14/11)، فقد كان من عادة الرومان
تسمية من يفعل شيئاً فيه نفع للشعب :إلهاً، ولا تغير التسمية في الحقيقة شيئاً، ولا
تجعل من المخلوق إلهاً، ولا من العبد الفاني رباً وإلهاً.
وقد سمي إسماعيل بهذا
الاسم العبراني، ومعناه: «الله يسمع» ، ومثله
يهوياقيم أي: «الله يرفع»
، ويهوشع «الرب خلص»
، وغيرهم … ولم تقتض أسماؤهم ألوهيتَهم.
وجاء
في سفر الرؤيا: «من يغلب فسأجعله في هيكل إلهي، ولا يعود
يخرج إلى خارج، وأكتب عليه اسم إلهي واسم مدينة إلهي- أورشليم الجديدة -النازلة من
السماء من عند إلهي واسمي الجديد» الرؤيا 3/12)، وجاء في التوراة: «فيجعلون اسمي على بني إسرائيل» العدد 6/27)، ومع ذلك
فليسوا آلهة.

هل سمي المسيح
الرب والإله؟




لا يسلم
المسلمون بصحة صدور كثير من تلك العبارات الصريحة التي يزعم العهد الجديد أنها صدرت
من التلاميذ، فقد كانت محلاً للتحريف المقصود كما وقع في يوحنا 1-5/7-Cool، كما قد
يقع التحريف بسبب سوء الترجمة وعدم دقتها، فكلمة «الرب»
التي ترد كثيراً في التراجم العربية كلقب للمسيح هي في التراجم الأجنبية
بمعنى: «السيد» أو «المعلم» ، فالمقابل لها في الترجمة الإنجليزية هو:
lord، ومعناها: السيد، وفي الفرنسية : «le
mait
» ، ومعناها:
المعلم، وهكذا في سائر التراجم كالألمانية والإيطالية والأسبانية.
وما أتت به
الترجمة العربية ليس بجديد، بل هو متفق مع طبيعة اللغة التي نطق بها المسيح
ومعاصروه فكلمة: «رب» عندهم تطلق على المعلم،
وتفيد نوعاً من الاحترام والتقدير كما قالت المرأة السامرية للمسيح: «يا رب أرى أنك نبي» يوحنا 4/19)، فليس المقصود من
كلامها وصف المسيح بالربوبية.
وفي إنجيل يوحنا أن المسيح كان يخاطبه تلاميذه: يا
رب، ومقصودهم: يا معلم، فها هي مريم المجدلية تلتفت إليه وتقول: «ربوني الذي تفسيره: يا معلم…وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب»
يوحنا 20/16-17).
وخاطبه اثنان من تلاميذه: «رب الذي تفسيره: يا معلم» يوحنا 1/38).
ولم يخطر ببال أحد من التلاميذ المعنى
الاصطلاحي لكلمة الرب حين أطلقوها على المسيح، فقد كانوا يريدون
: المعلم والسيد، ولذلك شبهوه بيوحنا المعمدان حين قالوا له: « يا رب علمنا أن نصلي كما علم يوحنا تلاميذه» . لوقا
11/1).
وأما قول توما للمسيح «ربي وإلهي» فهو
لم يقع منه في مقام الخطاب للمسيح، بل لما رأى المسيح حياً، وقد كان يظنه ميتاً
استغرب ذلك، فقال متعجباً: «ربي وإلهي» يوحنا
20/28)، ومما يؤكد صحة هذا الفهم أن المسيح أخبر في نفس السياق بأنه سيصعد إلى إلهه
انظر يوحنا 20/17)، وعليه فالألوهية هنا لو أريد بها
المسيح فهي مجازية غير حقيقية.
ولو فهم المسيح أنه
أراد ألوهيته لما سكت المسيح عليه السلام، فقد رفض عليه
السلام حتى أن يدعى صالحاً، إذ لما ناداه بعض تلاميذه: «
أيها المعلم الصالح... فقال له: لماذا تدعوني صالحاً؟ ليس
أحد صالحاً إلا واحد، وهو الله » متى 19/17) فكيف يقبل أن يدعى رباً وإلهاً
على الحقيقة؟
واستعمال لفظة الرب بمعنى : السيد، شائع في اللغة اليونانية، يقول
ستيفن نيل: «إن الكلمة اليونانية الأصلية التي معناها: »
رب « يمكن استعمالها كصيغة للتأدب في المخاطبة،
فسجان فلبي يخاطب بولس وسيلة بكلمة: » سيدي « أو
» رب «، يقول سفر الأعمال: » أخرجهما
وقال: يا سيدي ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص. فقالا: آمن بالرب يسوع المسيح، فتخلص
أنت وأهل بيتك « أعمال 16/30)… وكانت اللفظة لقباً من
ألقاب الكرامة… » .
وبخصوص الاستدلال بالمزمور «قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك» . المزمور 110/ 1)، فهو لا يراد به المسيح بحال من
الأحوال، بل المراد هو المسيح المنتظر، الذي وعد به بنو إسرائيل، وهو محمد صلى الله
عليه وسلم.


_________________
المسيح في معتقد المسلمين Baghdad1com
المسيح في معتقد المسلمين Phlf
أخوكم في الله
فارس الاسلام
مدير منتدى فرسان التوحيد
http://www.forsanaltwhed.com/vb
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://alfrqan.yoo7.com/forum
ابراهيم كمال
نائب المدير
نائب المدير
ابراهيم كمال


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 273
الموقع : http://alfrqan.yoo7.com/forum
علم بلدك : المسيح في معتقد المسلمين Female31
تاريخ التسجيل : 19/06/2010
نقاط : 731
الاوسمة : المسيح في معتقد المسلمين 1187177599

المسيح في معتقد المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: رد: المسيح في معتقد المسلمين   المسيح في معتقد المسلمين I_icon_minitimeالسبت يونيو 19, 2010 2:41 pm

وقد أخطأ بطرس حين فهم أن النص يراد به المسيح، فقال: «لأن داود لم يصعد إلى
السموات. وهو نفسه يقول: قال الرب لربي: اجلس عن يميني
حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك. فليعلم يقيناً جميع بيت
إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم رباً ومسيحاً، فلما سمعوا نخسوا في
قلوبهم» أعمال 2/29-37).
ودليل الخطأ في فهم بطرس، وكذا فهم النصارى، أن
المسيح أنكر أن يكون هو المسيح الموعود على لسان داود، «فيما كان الفريسيون مجتمعين سألهم يسوع قائلاً: ماذا تظنون في
المسيح أي الذي تنتظره اليهود)، ابن من هو؟ قالوا له: ابن داود. قال لهم: فكيف
يدعوه داود بالروح رباً قائلاً: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك
موطئاً لقدميك؟ فإن كان داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه؟ فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة. ومن ذلك اليوم لم يجسر أحد أن يسأله بتة» متى 22/41-46).
فالمسيح سأل اليهود عن المسيح
المنتظر الذي بشر به داود وغيره من الأنبياء، «ماذا
تظنون في المسيح، ابن من هو؟» فأجابوه: «ابن
داود» ، فخطأهم وقال: « فإن كان داود يدعوه رباً
فكيف يكون ابنه » ، وفي مرقس: « كيف يقول الكتبة
أن المسيح ابن داود؟ لأن داود نفسه قال بالروح القدس: قال الرب لربي: اجلس عن يميني
حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك. فداود نفسه يدعوه رباً. فمن أين هو ابنه؟! »
مرقس 12/37).
وهو ما ذكره لوقا أيضاً « وقال
لهم: كيف يقولون أن المسيح ابن داود. وداود نفسه يقول في كتاب المزامير: قال الرب
لربي: اجلس عن يميني، حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك؟ فإذا داود يدعوه رباً فكيف
يكون ابنه» . لوقا 20/40-44).
وبخصوص ما جاء في إشعيا من التنبؤ بعمانوئيل، فهي ليست عن المسيح، الذي لم يتسم بهذا الاسم
أبداً، ولم ينادَ به إطلاقاً.
والقصة في سفر إشعيا
تتحدث عن قصة قد حصلت قبل المسيح بقرون، فقد جعل الله من ميلاد عمانوئيل علامة على
زوال الشر عن بني إسرائيل في عهد الملك آحاز، وخراب
مملكة راصين يقول إشعيا: « ثم
عاد الرب فكلم آحاز قائلاً:.. ولكن يعطيكم السيد نفسه
آية. ها العذراء تحبل وتلد ابناً، وتدعو اسمه عمانوئيل. زبداً وعسلاً يأكل، متى عرف أن يرفض الشر ويختار الخير. لأنه
قبل أن يعرف الصبي أن يرفض الشر ويختار الخير، تخلى الأرض التي أنت خاش من ملكيها،
يجلب الرب عليك وعلى شعبك وعلى بيت أبيك أياماً لم تأتي منذ يوم اعتزال أفرايم عن يهوذا أي ملك أشور. ويكون
في ذلك اليوم أن الرب يصفر للذباب الذي في أقصى ترع مصر وللنحل الذي في أرض أشور...
لأنه قبل أن يعرف الصبي أن يدعو: يا أبي ويا أمي تحمل ثروة دمشق وغنيمة السامرة قدام ملك أشور» إشعياء 7/10- 8/4)، فالنص يتعلق
بأحداث حصلت قبل المسيح بقرون، وذلك إبان الغزو الأشوري لفلسطين.
وهذا النص
الذي ذكره لوقا، وكذا النص الذي في إشعيا، قد تم تحريفهما عن الأصل ليصبحا نبوءة عن
المسيح وأمه العذراء، وكانت الترجمات القديمة للتوراة مثل ترجمة أيكوئلا وترجمة تهيودوشن، وترجمة
سميكس والتي تعود للقرن الثاني الميلادي، قد وضعت بدلاً
من العذراء : المرأة الشابة، وهو يشمل المرأة العذراء وغيرها.
ويذكر العلامة
أحمد ديدات أن النسخة المنقحة -
r.s.v - والصادرة عام 1952م قد استبدلت كلمة العذراء في إشعيا بـ « الصبية » ، ولكن هذا
التنقيح لا يسري سوى على الترجمة الإنجليزية.

وبخصوص
نبوءة النبي إشعيا « لأنه يولد لنا ولد، ونعطى ابناً،
وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس
السلام، لنمو رياسته وللسلام، لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته، ليثبتها ويعضدها
بالحق والبر من الآن إلى الأبد» إشعيا9/6)، فإن أياً من هذه الأسماء لم يتسم
به المسيح، فأين سمي عجيباً أو مشيراً أو قديراً أو أباً أو رئيس السلام، فليس في
الكتاب المقدس نص يذكر أنه سمي بهذه الأسماء.
فإن قالوا المراد أن هذه صفات هذا
الابن الموعود، فهي أيضاً لا تنطبق على المسيح بحال، فهي تتحدث عن نبي غالب منتصر
يملك على قومه، ويكون وارثاً لملك داود، وكل هذا ممتنع في حق المسيح، ممتنع بدليل
الواقع والنصوص.
فالمسيح لم يملك على قومه يوماً
واحداً، بل كان فاراً من بني إسرائيل، خائفاً من بطشهم، كما هرب من قومه حين أرادوه
أن يملك عليهم. «وأما يسوع فإذ علم أنهم مزمعون أن يأتوا
ويختطفوه ليجعلوه ملكاً، انصرف أيضاً إلى الجبل وحده» يوحنا 6/15)، لقد هرب
منهم، وذلك لأن مملكته ليست دنيوية زمانية، ليست على
كرسي داود، بل هي مملكة روحية في الآخرة «أجاب يسوع:
مملكتي ليست من هذا العالم، لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي
لا أسلّم إلى اليهود، ولكن الآن ليست مملكتي من هنا» يوحنا 18/36).
كما
أن إشعيا يتحدث عن رئيس السلام، وهو لا ينطبق على الذي نسبت إليه الأناجيل أنه قال:
« لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض، ما جئت
لألقي سلاماً، بل سيفاً، فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه، والابنة ضد أمها، والكنّة ضد حماتها، وأعداء الإنسان أهل بيته » متى
10/34 - 36)، فهل يسمى بعد ذلك رئيس السلام؟
ثم إن إشعيا يتحدث عن قدير، وليس
عن بشر محدود لا يقدر أن يصنع من نفسه شيئاً كما قال عن نفسه: « أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئاً، كما أسمع أدين»
يوحنا 5/30)، وفي نص آخر يقول لليهود: «الحق
الحق أقول لكم: لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئاً إلا
ما ينظر الآب يعمل، لأن مهما عمل ذاك، فهذا يعمله الابن
كذلك» يوحنا 5/19).
ثم إن الكتاب المقدس يمنع أن يكون المسيح ملكاً على
بني إسرائيل، فقد حرم الله الملك على ذرية يهوياقيم أحد
أجداد المسيح، فقد ملك على مملكة يهوذا، فأفسد، فقال الله فيه: «هكذا قال الرب عن يهوياقيم ملك
يهوذا: لا يكون له جالس على كرسي داود، وتكون جثته مطروحة للحر نهاراً وللبرد
ليلاً، وأعاقبه ونسله وعبيده على إثمهم » إرميا
36/30 - 31 ).
والمسيح من ذرية هذا الملك الفاسق كما في سفر الأيام الأول «بنو يوشيا: البكر: يوحانان،
الثاني: يهوياقيم، الثالث: صدقيا، الرابع: شلّوم. وابنا يهوياقيم: يكنيا ابنه، وصدقيا ابنه»
الأيام 1 - 3/14-15)، فيهوياقيم أحد أجداد
المسيح.
وهو اسم أسقطه متى من نسبه للمسيح، بين يوشيا
وحفيده يكنيا، فقال: « وآمون ولد يوشيا. ويوشيا ولد
يكنيا وإخوته عند سبي بابل » متى 1/10-11).

ولا يخفى على القارئ النبيه سبب إسقاطه اسم هذا الجد
من أجداد المسيح من سلسلة نسب المسيح.

إطلاقات لفظ الألوهية والربوبية في الكتاب المقدس



ثم لو صح الإطلاق والترجمة، فإنه ليس من دلالة لهذه الألفاظ على
ألوهية المسيح، فإطلاق كلمة الرب والإله معهود على
المخلوقات في الكتاب المقدس.
فمما ورد في كتب أهل الكتاب إطلاق لفظة «الرب» و «الإله» على
الملائكة، فقد جاء في سفر القضاة، وهو يحكي عن ظهور ملاك الرب لمنوح وزوجه: « ولم يعد ملاك الرب يتراءى لمنوح وامرأته، حينئذ عرف منوح أنه
ملاك الرب، فقال منوح لامرأته: نموت موتاً، لأننا قد رأينا الله» القضاة
13/21-22) ومراده ملاك الله.
وظهر ملاك الله لسارة وبشرها بإسحاق «وقال لها ملاك الرب…فدعت اسم الرب الذي تكلم معها: أنت إيل رئي» . التكوين 16/11-13) فأطلقت على الملاك اسم الرب.
ومثله تسمية الملاك الذي صحب
بني إسرائيل في رحلة الخروج بالرب «وكان الرب يسير
أمامهم نهاراً في عمود سحاب ليهديهم في الطريق، وليلاً في عمود نار ليضيء لهم....
فانتقل ملاك الله السائر أمام عسكر إسرائيل وسار وراءهم.
وانتقل عمود السحاب من أمامهم، ووقف وراءهم» الخروج 13/21- 14/19)، فسمى
الملاك رباً.
ومما جاء في التوراة إطلاق هذه الألفاظ
على الأنبياء فقد قال الله لموسى عن هارون: « وهو يكون
لك فماً، وأنت تكون له إلهاً » انظر الخروج 4 /16).
ومنها قول الله
لموسى: « فقال الرب لموسى: انظر. أنا جعلتك إلهاً
لفرعون. وهارون أخوك يكون نبيّك» الخروج 7/1 ) أي:
مسلطاً عليه.
وقد عهد تسمية الأنبياء - الله - مجازاً
أي رسل الله فقد «كان يقول الرجل عند ذهابه ليسأل الله:
هلم نذهب إلى الرائي. لأن النبي اليوم كان يدعى سابقاً الرائي» صموئيل 1-9/9
.
وأطلقت لفظة «الله»
وأريد منها القضاة، لأنهم يحكمون بشرع الله، ففي
سفر الخروج «إن قال العبد…يقدمه سيده إلى الله، ويقربه
إلى الباب...» الخروج20/5-6).
وفي السفر الذي يليه فيه «وإن لم
يوجد السارق يقدم صاحب البيت إلى الله ليحكم هل لم يمد يده إلى ملك صاحبه…فالذي
يحكم الله بذنبه يعوض صاحبه» الخروج 22/8-9).
وفي سفر التثنية «يقف الرجلان اللذان بينهما الخصومة
أمام الرب أمام الكهنة» التثنية 19/17).
ومثله «الله قائم في مجمع الله، في وسط
الآلهة يقضي. حتى متى تقضون جوراً وترفعون وجوه الأشرار»
المزمور 82/1)، ومقصده أشراف بني إسرائيل وقضاتهم.
بل يمتد هذا الإطلاق
ليشمل كل بني إسرائيل كما في قول داود في مزاميره: « أنا
قلت: إنكم آلهة، وبنو العلي كلكم. لكن مثل الناس تموتون»
المزمور 82/6)، وهذا الذي استشهد به عيسى عندما قال: « أليس مكتوباً في ناموسكم: أنا قلت إنكم آلهة. إن قال آلهة
لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الله. ولا يمكن أن ينقض المكتوب. فالذي قدسه الآب، وأرسله إلى العالم أتقولون له: إنك تجدف لأني قلت: إني ابن الله. » يوحنا 10/34).
وتستمر الكتب في إطلاق هذه الألفاظ حتى على
الشياطين، والآلهة الباطلة للأمم، فقد سمى بولس الشيطان إلهاً، كما سمى البطن
إلهاً، وأراد المعنى المجازي فقال عن الشيطان: «إله هذا
الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين، لئلا تضيء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح»
كورنثوس 2-4/5)، وقال عن الذين يتبعون شهواتهم
ونزواتهم: «الذين إلههم بطنهم، ومجدهم في خزيهم…»
فيلبي 3/19). ومثله ما جاء في المزامير « لأني أنا قد عرفت أن الرب عظيم، وربنا فوق جميع الآلهة.»
المزمور 135/5)، وألوهية البطن وسواها ألوهية مجازية
غير حقيقية.
وهذه لغة الكتاب المقدس في التعبير، والتي يخطئ من يصر على فهم
ألفاظها حرفياً كما يخطئ أولئك الذين يفرقون بين المتشابهات، وفي كتاب «مرشد الطالبين» : وأما اصطلاح الكتاب المقدس فإنه ذو
استعارات وافرة غامضة خاصة العهد العتيق…و اصطلاح العهد الجديد أيضاً هو استعاري جداً، وخاصة مسامرات مخلصنا، وقد اشتهرت آراء كثيرة
فاسدة لكون بعض معلمي النصارى شرحوها شرحاً حرفياً… «
كما إن المسيح وهو يسمع
بمثل هذه الاستعارات والآلهة المجازية أوضح بأن هناك إلهاً حقيقياً واحداَ، هو
الله، فقال: » الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت، أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع
المسيح الذي أرسلته^ يوحنا 17/3)، وهي ما تعني بوضوح: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن
عيسى عبد الله ورسوله. وهو ما يعتقده المسلمون فيه عليه الصلاة والسلام
ومثل تلك
الاستعارات ورد في القرآن كما في قوله تعالى على لسان يوسف عليه السلام لصاحبه في
السجن «اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه » يوسف: 42)،
فمقصوده الملكهل سمى المسيح نفسه ابن الله؟





أول ما يلفت المحققون النظر إليه أنه لم يرد عن المسيح- في
الأناجيل- تسميته لنفسه بابن الله سوى مرة واحدة في يوحنا 10/37، وفيما سوى ذلك فإن
الأناجيل تذكر أن معاصريه وتلاميذه كانوا يقولون بأنه ابن الله.
لكن المحققين
يشككون في صدور هذه الكلمات من المسيح أو تلاميذه، يقول سنجر في كتابه «قاموس الإنجيل» : ليس من المتيقن أن
عيسى نفسه قد استخدم ذلك التعبير «.
ويقول
شارل جنيبر: » المسيح لم يدع قط أنه المسيح
المنتظر، ولم يقل عن نفسه بأنه ابن الله، فهذه لغة استخدمها المسيحيون فيما بعد في
التعبير عن عيسى «.
قال العالم كولمن بخصوص هذا اللقب: » إن الحواريين
الذين تحدث عنهم أعمال الرسل تأسَوا بمعلمهم الذي تحفظ على استخدام هذا اللقب ولم
يرغب به فاستنوا بسنته «.
ويرى جنيبر أن المفهوم الخاطئ وصل
إلى الإنجيل عبر الفهم غير الدقيق من المتنصرين الوثنيين فيقول: » مفهوم
«ابن الله» نبع من عالم الفكر اليوناني^.
ويرى
البعض من المحققين أن بولس هو أول من استعمل الكلمة، وكانت حسب لغة المسيح - عبد
الله - وترجمتها اليونانية
servant، فأبدلها بالكلمة اليونانية pais بمعنى طفل أو خادم تقرباً إلى المتنصرين الجدد من الوثنيين.

المسيح هو
أيضاً ابن الإنسان




ثم هذه
النصوص التي تصف المسيح أنه ابن الله معارضة بثلاث وثمانين نصاً من النصوص التي
أطلقت على المسيح لقب « ابن الإنسان » فلئن كانت
تلك التي أسمته ابن الله دالة على ألوهيته فإن هذه مؤكدة
لبشريته، صارفة تلك الأخرى إلى المعنى المجازي.
ومنها قول متى « قال له يسوع: للثعالب أوجرة
ولطيور السماء أوكار. وأما ابن الإنسان فليس له، أين يسند رأسه» متى 8/20)،
وأيضاً قوله: « ابن الإنسان ماض كما هو مكتوب عنه»
مرقس 14/21)، وقد جاء فيأبناء كثر لله، فهل هم
آلهة؟





ولفظ البنوة الذي أطلق على المسيح أطلق على كثيرين غيره، ولم
يقتضِ ذلك ألوهيتهم.
منهم آدم الذي قيل فيه: «آدم ابن الله» لوقا 3/38).
وسليمان فقد جاء في سفر
الأيام «هو يبني لي بيتاً …أنا أكون له أباً، وهو يكون
لي ابناً» الأيام -1- 17/12-13 .
ومثله قوله
لداود « أنت ابني، أنا اليوم ولدتك » المزمور
2/7)
كما سميت الملائكة أبناء الله «مثلَ الملائكةِ
وهم أبناء الله » لوقا 20/36).
وسمت النصوص
أيضاً آخرين أبناء الله، أو ذكرت أن الله أبوهم، ومع ذلك لا يقول النصارى
بألوهيتهم. فالحواريون أبناء الله، كما قال المسيح عنهم: « قولي لهم : إني أصعد إلى أبي
وأبيكم وإلهي وإلهكم » يوحنا 20/17).
وقال
للتلاميذ أيضاً: « فكونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم
الذي في السماوات هو كامل» متى 5/48).
وعلمهم
المسيح أن يقولوا: «فصلوا أنتم هكذا: أبانا الذي في
السماوات، ليتقدس اسمك.. » متى 6/9)، وقوله: «
أبوكم الذي في السماوات يهب خيرات للذين يسألونه» متى 6/11)، فكان يوحنا
يقول: « انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله» يوحنا 1) 3/1)
بل
واليهود كما في قول المسيح لليهود: «أنتم تعملون أعمال
أبيكم. فقالوا له: إننا لم نولد من زنا. لنا أب واحد، وهو الله» يوحنا
8/41).
كما يطلق هذا الإطلاق على الشرفاء والأقوياء من غير أن يفهم منه النصارى
ولا غيرهم الألوهية الحقيقية «أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات. فاتّخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا.... إذ دخل بنو الله على بنات
الناس، وولدن لهم أولاداً. هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم» التكوين 6/2).
ومن الممكن أن يعم كل شعب
إسرائيل «يكون عدد بني إسرائيل كرمل البحر الذي لا يكال
ولا يعدّ، ويكون عوضاً عن أن يقال لهم: لستم شعبي، يقال لهم: أبناء الله الحي»
هوشع 1/10).
ونحوه: «لما كان إسرائيل غلاماً
أحببته، ومن مصر دعوت ابني» هوشع 11/1).
ومن
ذلك أيضاً ما جاء في سفر الخروج عن جميع شعب « فتقول
لفرعون هكذا: يقول الرب: إسرائيل ابني البكر. فقلت لك: أطلق ابني ليعبدني فأبيت»
الخروج 4/22).
وخاطبهم داود قائلاً: «قدموا
للرب يا أبناء الله، قدموا للرب مجداً وعزّاً» المزمور 29/1).
ومثله
قوله: «لأنه من في السماء يعادل الرب. من يشبه الرب بين أبناء الله» المزمور 89/6).
وفي
سفر أيوب: «كان ذات يوم أنه جاء بنو الله، ليمثلوا أمام
الرب » أيوب 1/6).
وقال الإنجيل عنهم: «طوبى
لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يُدعون» متى
5/9).
وعليه فلا يمكن النصارى أن يجعلوا من النصوص
المختصة بالمسيح أدلة على ألوهيته ثم يمنعوا إطلاق حقيقة
اللفظ على آدم وسليمان و… وتخصيصهم المسيح بالمعنى الحقيقي يحتاج إلى مرجح لا
يملكونه.


التوراة: «ليس الله إنساناً فيكذب، ولا ابن إنسان فيندم» العدد
23/9). فالمسيح ليس الله.

_________________
المسيح في معتقد المسلمين Baghdad1com
المسيح في معتقد المسلمين Phlf
أخوكم في الله
فارس الاسلام
مدير منتدى فرسان التوحيد
http://www.forsanaltwhed.com/vb
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://alfrqan.yoo7.com/forum
ابراهيم كمال
نائب المدير
نائب المدير
ابراهيم كمال


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 273
الموقع : http://alfrqan.yoo7.com/forum
علم بلدك : المسيح في معتقد المسلمين Female31
تاريخ التسجيل : 19/06/2010
نقاط : 731
الاوسمة : المسيح في معتقد المسلمين 1187177599

المسيح في معتقد المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: رد: المسيح في معتقد المسلمين   المسيح في معتقد المسلمين I_icon_minitimeالسبت يونيو 19, 2010 2:42 pm

معنى البنوة الصحيح





والمعنى المقصود للبنوة في كل ما قيل عن المسيح وغيره إنما هو
معنى مجازي بمعنى حبيب الله أو مطيع الله.
لذلك قال مرقس وهو يحكي عبارة قائد
المائة الذي شاهد المصلوب وهو يموت فقال: «حقاً كان هذا
الإنسان ابن الله » مرقس 15/39).
ولما حكى
لوقا القصة نفسها أبدل العبارة بمرادفها فقال: «بالحقيقة
كان هذا الإنسان باراً» لوقا 23/47).
ومثل هذا الاستخدام وقع من يوحنا
حين تحدث عن أولاد الله فقال: «وأما كل الذين قبلوه
فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا : أولاد الله. أي المؤمنين
باسمه» يوحنا 1/12).
ومثله يقول : «الذي يسمع
كلام الله من الله» يوحنا 8/47).
ومثل هذه الإطلاق المجازي للبنوة معهود
في الكتب المقدسة التي تحدثت عن أبناء الشيطان، وأبناء الدهر الدنيا)… انظر يوحنا
8/44، لوقا 16/Cool.
وأما المعنى الحقيقي للبنوة فقد نطقت به الشياطين، فانتهرها
المسيح، ففي إنجيل لوقا « كانت شياطين أيضاً تخرج من
كثيرين، وهي تصرخ وتقول: أنت المسيح ابن الله. فانتهرهم ولم يدعهم يتكلمون لأنهم
عرفوه أنه المسيح» لوقا 4/41).

بكورية المسيح
بين الأبناء





لكن النصارى يرون تميزاً مستحقاً للمسيح في بنوته عن سائر
الأبناء، فهم لا ينازعون في صحة الإطلاق المجازي عندما ترد لفظ البنوة بحق سائر
المخلوقات.
لكن النـزاع إنما يكمن في تلك الأوصاف التي
أطلقت على المسيح ويثبتها النصارى على الحقيقة محتجين بأمور، منها: أنه قد جاء وصف
المسيح بأنه الابن البكر أو الوحيد لله. انظر عبرانيين 1/6، يوحنا 3/18) أو أنه سمي
ابن الله العلي انظر لوقا 1/32، 76)، أو أنه ابن ليس مولوداً من هذا العالم كسائر
الأبناء، بل هو مولود من السماء، أو من فوق. انظر يوحنا
1/18).
ولكن ذلك كله تثبت النصوص أمثاله لأبناء آخرين.
فالبكورية وصف بها
إسرائيل: « إسرائيل ابني البكر» الخروج
4/22-23).
وكذا إفرايم «لأني صرت لإسرائيل أباً، وإفرايم
هو بكري» إرميا 21/9).
وكذا داود «هو يدعوني: أنت أبي وإلهي وصخرة خلاصي، وأنا أيضاً أجعله
بكراً، فوق ملوك الأرض علياً» المزمور 89/26-27).
ولئن قيل في المسيح أنه
ابن الله العلي، فكذلك سائر بني إسرائيل «وبنو العلي
كلكم» مزمور 82/6).
وكذا تلاميذ المسيح فهم أيضاً بنو العلي « أحبوا أعداءكم…فيكون أجركم عظيماً، وتكونوا بني العلي»
لوقا 6/35).

بكورية المسيح
بين الأبناء





لكن النصارى يرون تميزاً مستحقاً للمسيح في بنوته عن سائر
الأبناء، فهم لا ينازعون في صحة الإطلاق المجازي عندما ترد لفظ البنوة بحق سائر
المخلوقات.
لكن النـزاع إنما يكمن في تلك الأوصاف التي
أطلقت على المسيح ويثبتها النصارى على الحقيقة محتجين بأمور، منها: أنه قد جاء وصف
المسيح بأنه الابن البكر أو الوحيد لله. انظر عبرانيين 1/6، يوحنا 3/18) أو أنه سمي
ابن الله العلي انظر لوقا 1/32، 76)، أو أنه ابن ليس مولوداً من هذا العالم كسائر
الأبناء، بل هو مولود من السماء، أو من فوق. انظر يوحنا
1/18).
ولكن ذلك كله تثبت النصوص أمثاله لأبناء آخرين.
فالبكورية وصف بها
إسرائيل: « إسرائيل ابني البكر» الخروج
4/22-23).
وكذا إفرايم «لأني صرت لإسرائيل أباً، وإفرايم
هو بكري» إرميا 21/9).
وكذا داود «هو يدعوني: أنت أبي وإلهي وصخرة خلاصي، وأنا أيضاً أجعله
بكراً، فوق ملوك الأرض علياً» المزمور 89/26-27).
ولئن قيل في المسيح أنه
ابن الله العلي، فكذلك سائر بني إسرائيل «وبنو العلي
كلكم» مزمور 82/6).
وكذا تلاميذ المسيح فهم أيضاً بنو العلي « أحبوا أعداءكم…فيكون أجركم عظيماً، وتكونوا بني العلي»
لوقا 6/35).

الحلول الإلهي
في المسيح





ويرى
النصارى أن بعض النصوص تفيد حلولاً إلهياً في عيسى، ومنها «لكي تعرفوا وتؤمنوا أن الآب في
وأنا فيه» يوحنا 10/38)، وفي موضع آخر « الذي
رآني فقد رأى الآب...الآب
الحال في » يوحنا 14/9-10)، وقوله «أنا والآب واحد» يوحنا 10/30).
فهذه النصوص أفادت –
حسب قول النصارى - أن المسيح هو الله، أو أن حلولاً
إلهياً حقيقياً لله فيه.



حلول الله
المجازي على مخلوقاته





وقد تتبع المحققون هذه النصوص فأبطلوا استدلال النصارى بها،
فأما ما جاءت من ألفاظ دلت على أن المسيح قد حل فيه الله-على ما فهمه النصارى- فإن
فهمهم لها مغلوط. ذلك أن المراد بالحلول حلول مجازي كما
جاء في حق غيره بلا خلاف، ونقول مثله في مسألة الحلول في المسيح.
وهو ما أشارت
إليه نصوص أخرى منها ما جاء في رسالة يوحنا «من اعترف
بأن يسوع هو ابن الله، فالله يثبت فيه، وهو في الله، ونحن قد عرفنا وصدقنا المحبة
التي لله فينا، ومن يثبت في المحبة يثبت في الله، والله فيه» يوحنا
-1-4/15-16).
ومثله فإن الله يحل مجازاً في كل من يحفظ الوصايا ولا يعني ألوهيتهم، ففي رسالة يوحنا: «ومن
يحفظ وصاياه يثبت فيه، وهو فيه، وبهذا نعرف أنه يثبت فينا من الروح الذي أعطانا»
يوحنا-1- 3/24)، فلبس المقصود تقمص الذات الإلهية لهؤلاء الصالحين، بل حلول
هداية الله وتأييده عليه.
وكذا الذين يحبون بعضهم لله، «إن أحب بعضنا بعضاً فالله يثبت فينا، ومحبته قد تكملت فينا. بهذا نعرف أننا نثبت فيه، وهو فينا» .
يوحنا -1-4/12-13).
وكما في قوله عن التلاميذ: « أنا فيهم، وأنت في» يوحنا 14 /19)، ومثله يقول بولس
عن المؤمنين: «فإنكم أنتم هيكل الله الحي، كما قال الله:
إني سأسكن فيهم، وأسير بينهم، وأكون لهم إلهاً، وهم يكونون لي شعباً» كورنثوس -2- 6/16-17) فالحلول في كل ذلك مجازي.
فقد أفادت هذه النصوص حلولاً إلهياً في كل المؤمنين، وهذا
الحلول هو حلول مجازي بلا خلاف، أي حلول هدايته وتوفيقه،
ومثله الحلول في المسيح.
كما تذكر التوراة حلول الله- وحاشاه- في بعض مخلوقاته
على الحقيقة، ولا تقول النصارى بألوهية هذه الأشياء، ومن
ذلك ما جاء في سفر الخروج «المكان الذي صنعته يا رب
لسكنك» الخروج 15/17)، فقد حل وسكن في جبل الهيكل، ولا يعبد أحد ذلك
الجبل.
وفي المزامير: «لماذا أيتها الجبال المسمنة ترصدون الجبل الذي اشتهاه الله
لسكنه، بل الرب يسكن فيه إلى الأبد» المزمور 68/16).

أنا والآب واحد




قول
المسيح: «أنا والآب واحد»
أهم ما يتعلق فيه أولئك الذين يقولون بألوهية
المسيح، وقد فهموا منه وحدة حقيقية جهر بها المسيح أمام اليهود وفهموا منه أنه يعني
الألوهية.
ولفهم النص نعود فنقرأ السياق من أوله،
فنرى بأن المسيح كان يتمشى في رواق سليمان في عيد التجديد، فأحاط به اليهود وقالوا
: «إلى متى تعلق أنفسنا. إن كنت أنت المسيح فقل لنا
جهراً.
أجابهم يسوع: إني قلت لكم ولستم
تؤمنون. الأعمال التي أنا أعملها باسم أبي هي تشهد لي، ولكنكم لستم تؤمنون، لأنكم
لستم من خرافي كما قلت لكم: خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني، وأنا أعطيها
حياة أبدية، ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحد من يدي، أبي الذي أعطاني إياها هو
أعظم من الكل، ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي، أنا والآب واحد» يوحنا10/24-30).
فالنص من أوله يتحدث عن
قضية معنوية مجازية، فخراف المسيح أي تلاميذه يتبعونه، فيعطيهم الحياة الأبدية، أي
الجنة، ولن يستطيع أحد أن يخطفها منه - أي يبعدها عن طريقه وهدايته - لأنها هبة الله التي أعطاه إياها، ولا يستطيع أحد أن
يسلبها من الله الذي هو أعظم من الكل، فالله والمسيح يريدان لها الخير، فالوحدة
وحدة الهدف لا الجوهر، وقد نبه المسيح لهذا حين قال بأن إرادة الله أعظم من
إرادته.
لكن اليهود في رواق سليمان كان فهمهم لكلام المسيح سقيماً - أشبه ما
يكون بفهم النصارى له -، لذا « تناول اليهود أيضاً حجارة
ليرجموه، …لسنا نرجمك لأجل عمل حسن، بل لأجل تجديف، فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك
إلهاً»
فعرف المسيح خطأ فهمهم لكلامه، واستغرب منهم كيف فهموا هذا الفهم
وهم يهود يعرفون لغة الكتب المقدسة في التعبير المجازي فأجابهم: « أليس مكتوباً في ناموسكم: أنا قلت إنكم آلهة» ومقصده
ما جاء في مزامير داود: «أنا قلت إنكم آلهة، وبنو العلي
كلكم» المزمور82/6).
أي فكيف تستغربون بعد ذلك
مثل هذه الاستعارات، وهي معهودة في كتابكم الذي جعل بني إسرائيل آلهة بالمعنى
المجازي للكلمة؟! فالمسيح أولى بهذه الألوهية المجازية من سائر بني إسرائيل « إن قال: آلهة لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الله.. فالذي
قدسه الآب وأرسله إلى العالم، أتقولون له إنك تجدف لأني قلت: إني ابن الله. إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا
تؤمنوا بي..» يوحنا10/37).
وهكذا صحح المسيح لليهود ثم للنصارى الفهم
السيء والحرفي لوحدته مع الآب.
وهذا الأسلوب في التعبير عن وحدة الهدف والمشيئة
معهود في النصوص خاصة عند يوحنا، فهو يقول على لسان المسيح: «ليكون الجميع واحداً كما أنت أيها الآب في، وأنا فيك، ليكونوا - أي التلاميذ - هم أيضاً واحداً
فينا.. ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد... أنا فيهم
وأنت في» يوحنا 17/20-23)، فالحلول في المسيح والتلاميذ حلول معنوي فحسب،
وإلا لزم تأليه التلاميذ، فكما المسيح والآب واحد، فإن
التلاميذ والمسيح والآب أيضاً واحد، أي وحدة الهدف
والطريق، لا وحدة الذوات، فإن أحداً لا يقول باتحاد التلاميذ ببعضهم أو باتحاد المسيح فيهم.
وفي موضع آخر ذكر نفس المعنى فقال عن التلاميذ: « أيها الأب القدوس، احفظهم في اسمك
الذي أعطيتني ليكونوا واحداً كما نحن» يوحنا 17/11).
ومثله قوله: «تعلمون أني أنا في أبي،
وأنتم في، وأنا فيكم» يوحنا 14/20).
ومثله قوله: «إله وآب واحد للكل، الذي على الكل وبالكل، وفي كلكم»
أفسس 4/6).
ومثله يقول بولس: «فإنكم أنتم
هيكل الله الحي، كما قال الله: إني سأسكن فيهم، وأسير بينهم، وأكون لهم إلهاً، وهم
يكونون لي شعباً» كورنثوس -2- 6/16-17)
ومثله
قول المسيح لتلاميذه: « أنا الكرمة، وأنتم الأغصان، الذي يثبت في، وأنا فيه، هذا يأتي بثمر
كثير» يوحنا 15/5)، أي : يحبني ويطيعني ويؤمن بي
فهذا يأتي بثمر كثير.
والمعنى الصحيح لقوله: «لكي
تعرفوا وتؤمنوا أن الآب في وأنا فيه» يوحنا
10/38) أن الله يكون في المسيح أي بمحبته وقداسته وإرشاده وتسديده، لا بذاته
المقدسة التي لا تحل في الهياكل «العلي لا يسكن في هياكل
مصنوعات الأيادي» أعمال 7/48).
وقد تكرر هذا الأسلوب في التعبير عن وحدة
الهدف والمشيئة في نصوص كثيرة منها قول بولس: « أنا
غرست، وأبلوس سقى، …الغارس والساقي هما واحد، فإننا نحن
عاملان مع الله» كورنثوس-1- 3/6-9)، فوحدة بولس
مع أبلوس وحدة الهدف المشترك، لا الجوهر
والذات.
ومثله جاء في التوراة في وصف الزوجين «يترك الرجل أباه وأمه، ويلتصق بامرأته، ويكونان جسداً واحداً»
التكوين 2/24)، وغير ذلك من أمثلة وحدة المشيئة
والهدف.

الذي رآني فقد
رأى الآب





ومن أهم ما
يستدل به النصارى على ألوهية المسيح قول المسيح: «الذي رآني فقد رأى الآب»
يوحنا 14/9)
ولفهم النص نعود إلى سياقه، فالسياق من أوله يخبر عن أن
المسيح قال لتلاميذه: «أنا أمضي لأعد لكم مكاناً، وإن
مضيت وأعددتُ لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم » وقصده بالمكان الملكوت.
فلم
يفهم عليه توما فقال : « يا سيد لسنا نعلم أين تذهب،
فكيف نقدر أن نعرف الطريق » ، لقد فهم أنه يتحدث عن طريق حقيقي وعن رحلة
حقيقية، فقال له المسيح مصححاً ومبيناً أن الرحلة معنوية وليست حقيقية مكانية:
«أنا هو الطريق والحق والحياة » . يوحنا14/1-6)،
أي اتباع شرعه ودينه هو وحده الموصل إلى رضوان الله
وجنته، كما في قول بطرس: « بالحق أنا أجد أن الله لا
يقبل الوجوه. بل في كل أمة الذي يتقيه ويصنع البر مقبول
عنده» أعمال 10/34).
ثم طلب منه فيلبس أن يريهم الله، فنهره المسيح وقال
له: « ألست تعلم أني أنا في الأب، والأب في، الكلام الذي
أكلمكم به لست أتكلم به من نفسي، لكن الأب الحال في هو يعمل الأعمال…» يوحنا
14/10) أي كيف تسأل ذلك يا فلبس، وأنت يهودي تعلم أن الله لا يرى، فالذي رآني رأى
الآب، حين رأى أعمال الله - المعجزات - التي أجراها على
يد المسيح.
يشبه هذا النص تماماً ما جاء في مرقس «فأخذ ولداً وأقامه في وسطهم، ثم احتضنه، وقال لهم: من قبِل
واحداً من أولاد مثل هذا باسمي يقبَلني، ومن قبلني فليس يقبلني أنا، بل الذي
أرسلني» مرقس 9/37)، فالنص لا يعني أن الطفل الذي رفعه المسيح هو ذات
المسيح، ولا أن المسيح هو ذات الله، ولكنه يخبر عليه الصلاة والسلام أن الذي يصنع
براً بحق هذا الطفل، فإنما يصنعه طاعة ومحبة للمسيح، لا بل طاعة لله وامتثالاً
لأمره.
فالرؤية هنا معنوية، أي رؤية البصيرة لا البصر، ولهذا التأويل دليل قوي
يسوغه، وهو أن عيسى لم يدع قط أنه الآب، ولا يقول بمثل
هذا من النصارى أحد سوى الأرثوذكس الذين هم أيضاً لا يقولون بأن المسيح هو الآب، لكنهم يقولون: الآب هو الابن،
فالمعنى الحقيقي القريب للرؤية مرفوض.
ومما يؤكد أن الرؤيا معنوية أنه قال بعد
قليل: « بعد قليل لا يراني العالم أيضاً، أما أنتم
فترونني» يوحنا 14 /19 )، فهو لا يتحدث عن رؤية حقيقية، إذ لا يتحدث عن رفعه
للسماء، فحينذاك لن يراه العالم ولا التلاميذ، لكنه يتحدث عن رؤية معرفية إيمانية
يراها التلاميذ، وتعشى عنها وجوه العالم الكافر.
ويشهد
له ما جاء في متى: يشهد له ما جاء في متى: « ليس أحد
يعرف الابن إلا الأب، ولا أحد يعرف الأب إلا الابن » متى 11/27)، فهو
المقصود من الرؤية المذكورة في النصوص السابقة.
ونحوه قوله: «فنادى يسوع وقال: الذي يؤمن بي ليس يؤمن بي بل بالذي أرسلني.
والذي يراني يرى الذي أرسلني... لأني لم أتكلم من نفسي،
لكن الآب الذي أرسلني هو أعطاني وصية، ماذا أقول وبماذا
أتكلم. وأنا أعلم أن وصيته هي حياة أبدية. فما أتكلم أنا
به فكما قال لي الآب هكذا أتكلم» يوحنا -12-
44-51)، فالمقصود بكل ذلك رؤية المعرفة، وقوله: « والذي
يراني يرى الذي أرسلني» ولا يمكن أن يراد منه أن الذي رأى الآب المرسِل قد رأى الابن المرسَل، إلا إذا كان المرسِل هو
المرسَل، وهو محال للمغايرة التي بينهما كما قال المسيح: «أبي أعظم مني» يوحنا 14/28)، وقال: «أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل» يوحنا
10/29).
ومثل هذا الاستعمال الذي يفيد الاشتراك في الحكم بين المسيح والله،
والذي عبر عنه هنا بالرؤية، مثل هذا معهود في العهد القديم والجديد، ففي العهد
القديم لما رفض بنو إسرائيل صموئيل « وقالوا له: هوذا أنت قد شخت، وابناك لم يسيرا في طريقك. فالآن اجعل لنا
ملكاً يقضي لنا كسائر الشعوب، فساء الأمر في عيني صموئيل... فقال الرب لصموئيل:
اسمع لصوت الشعب في كل ما يقولون لك، لأنهم لم يرفضوك أنت، بل إياي رفضوا »
صموئيل -1- 8/4-7)، إذ رفضهم طاعة صموئيل هو في الحقيقة عصيان لله في
الحقيقة، ولذا قال: «أليس وهو باق كان يبقى لك، ولما بيع
ألم يكن في سلطانك، فما بالك وضعت في قلبك هذا الأمر، أنت لم تكذب على الناس بل على
الله، أليس وهو باق كان يبقى لك، ولما بيع ألم يكن في سلطانك، فما بالك وضعت في
قلبك هذا الأمر.أنت لم تكذب على الناس بل على الله» أعمال 5/4-5).
وكذا من يرى المسيح فكأنه يرى الله، ومن قبِل
المسيح فكأنما قبل الله عز وجل، يقول لوقا: «من قبِل هذا
الولد باسمي يقبلني. ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني » لوقا 9/48)، وكذا من رأى
الآب فقد رآني، لأنه «الكلام
الذي أكلمكم به لست أتكلم به من نفسي، لكن الأب الحال في هو يعمل الأعمال…»
يوحنا 14/10).
وقوله: «أنا هو الطريق والحق
والحياة» يقصد فيه المسيح الالتزام بتعليمه ودينه الذي أنزله الله عليه،
فذلك فقط يدخل الجنة دار الخلود، كما قال في موطن آخر: «يدخل ملكوت السموات بل الذي يفعل إرادة أبي» متى 7
/21)، فالخلاص بالعمل الصالح والبر « أقول لكم: إنكم إن
لم يزد بِرّكم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السموات.. ومن قال: يا أحمق، يكون مستوجب نار جهنم» متى 5/20-23).

ويتأكد ضعف الاستدلال بهذا الدليل للنصارى «الذي
رآني فقد رأى الآب» إذا آمنا أن رؤية الله ممتنعة
في الدنيا، كما قال يوحنا: « الله لم يره أحد قط»
يوحنا 1/18)، وكما قال بولس: «لم يره أحد من
الناس، ولا يقدر أن يراه، الذي له الكرامة والقدرة الأبدية » تيموثاوس -1-
6/16)، فيصير النص إلى رؤية المعرفة.

_________________
المسيح في معتقد المسلمين Baghdad1com
المسيح في معتقد المسلمين Phlf
أخوكم في الله
فارس الاسلام
مدير منتدى فرسان التوحيد
http://www.forsanaltwhed.com/vb
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://alfrqan.yoo7.com/forum
ابراهيم كمال
نائب المدير
نائب المدير
ابراهيم كمال


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 273
الموقع : http://alfrqan.yoo7.com/forum
علم بلدك : المسيح في معتقد المسلمين Female31
تاريخ التسجيل : 19/06/2010
نقاط : 731
الاوسمة : المسيح في معتقد المسلمين 1187177599

المسيح في معتقد المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: رد: المسيح في معتقد المسلمين   المسيح في معتقد المسلمين I_icon_minitimeالسبت يونيو 19, 2010 2:43 pm

المسيح صورة
الله





ومن أدلة
النصارى على ألوهية المسيح ما قاله بولس عنه: «مجد المسيح الذي هو صورة الله» كورنثوس -2- 4/4)، وفي فيلبي يقول: «المسيح يسوع أيضاً الذي إذا كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن
يكون معادلاً لله، لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائر في صورة الناس» فيلبي
2/6-7) ويقول عنه أيضاً: «الذي هو صورة الله غير المنظور
بكر كل خليقة» كولوسي 1/15).
لكن هذه الأقوال
صدرت عن بولس، ولا نراها عند أحد من تلاميذ المسيح وحوارييه، وهذا كاف لإضفاء نظرة
الشك والارتياب عليها.
ثم إن الصورة تغاير الذات، وصورة الله هنا تعني نائبه في
إبلاغ شريعته كما قال بولس في موضع آخر عن الرجل : « فإن
الرجل لا ينبغي أن يغطي رأسه، لكونه صورة الله ومجده، وأما المرأة فهي مجد الرجل»
كورنثوس -1- 11/7)، ومعناه أن الله أناب الرجل في
سلطانه على المرأة.
كما أن كون المسيح على صورة الله لا يمكن أن يستدل به على
ألوهيته، فإن آدم يشارك الله في هذه الصورة كما جاء في
سفر التكوين عن خلقه: «قال الله: نعمل الإنسان على
صورتنا كشبهنا… فخلق الإله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقه» التكوين
1/26-27).
فإن أصر النصارى على الجمع بين الصورة وألوهية المسيح فإن في الأسفار ما يكذبهم، فقد جاء في إشعيا
«اجتمعوا يا كل الأمم…لكي تعرفوا وتؤمنوا بي… قبلي لم يصور إله، وبعدي لا يكون. أنا أنا الرب، وليس غيري مخلص» إشعيا 43/9-11).

أزلية المسيح





ويتحدث
النصارى عن المسيح الإله الذي كان موجوداً في الأزل قبل الخليقة، ويستدلون لذلك
بأمور، منها ما أورده يوحنا على لسان المسيح أنه قال: «
إن إبراهيم تشوق إلى أن يرى يومي هذا، فقد رآني وابتهج بي، من قبل أن يكون إبراهيم كنت أنا » يوحنا 8/56-58)،
ففهموا منه - باطلاً – أن وجوده قبل إبراهيم يعني أنه كائن أزلي.
ويقول يوحنا عن
المسيح: «هوذا يأتي مع
السحاب، وستنظره كل عين، والذين طعنوه…أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية»
الرؤيا1/7-Cool. أي الأول والآخر.
كما جاء في مقدمة يوحنا ما يفيد وجوداً أزلياً للمسيح قبل خلق
العالم « في البدء كانت الكلمة، الكلمة كان عند الله،
وكان الكلمة الله، هذا كان في البدء عند الله» يوحنا1/1-2). فهذه النصوص
مصرحة برأي النصارى بأزلية المسيح وأبديته، وعليه فهي
دليل ألوهيته.
ويخالف المحققون في النتيجة التي توصل
إليها النصارى، إذ ليس المقصود الوجود الحقيقي للمسيح كشخص، بل المقصود الوجود
القدري والاصطفائي، أي اختيار الله واصطفاؤه له قديم، كما قال بولس عن نفسه وأتباعه
« كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين»
أفسس 1/4) أي اختارنا بقدره القديم، ولا يفيد أنهم وجدوا حينذاك.
وهذا
الاصطفاء هو المجد الذي منحه الله المسيح، كما في قوله: «والآن مجدني أنت أيها الآب عند
ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم» يوحنا 17/5)، وهو المجد الذي
أعطاه لتلاميذه حين اصطفاهم واختارهم للتلمذة كما الله اختاره للرسالة «وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني» يوحنا
17/22).
ومثله عرف إبراهيم المسيح قبل خلقه، لا بشخصه طبعاً، لأنه لم يره قطعاً
« فقد رآني وابتهج بي»
، فالرؤية مجازية، وهي رؤية المعرفة، وإلا لزم النصارى أن يذكروا دليلاً على
رؤية إبراهيم للابن الذي هو الأقنوم الثاني.
وقول
يوحنا على لسان المسيح أنه قال: «من قبل أن يكون إبراهيم
كنت أنا » يوحنا 8/56-58)، لا يدل على وجوده في الأزل، وغاية ما يفيده النص
إذا أخذ على ظاهره أن للمسيح وجوداً أرضياً يعود إلى زمن إبراهيم، وزمن إبراهيم لا
يعني الأزل.
ثم لو كان المسيح أقدم من إبراهيم وسائر المخلوقات، فإن له لحظة
بداية خُلق فيها، كما لكل مخلوق بداية، وهو ما ذكره بولس: «الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة» كولوسي 1/15)، فهو مخلوق، لكنه بكر الخلائق أي أولها، والخلق
يتنافى مع الأزلية.
وممن شارك المسيح في هذه الأزلية المدعاة، ملكي صادق كاهن ساليم في عهد إبراهيم، فإن بولس يزعم
أن لا أب له ولا أم، ويزعم أن لا بداية له ولا نهاية، أي هو أزلي أبدي، يقول: «ملكي صادق هذا ملك ساليم كاهن الله العلي…بلا أب، بلا أم، بلا
نسب، لا بداءة أيام له، ولا نهاية حياة، بل هو مشبه بابن الله، هذا يبقى كاهناً إلى
الأبد» عبرانيين 7/1-3)، فلم لا يقول النصارى بألوهية ملكي صادق الذي يشبه بابن الله، لكثرة صور التشابه
بينهما، بل هو متفوق على المسيح الذي يذكر النصارى أنه صلب ومات، وله أم بل وأب حسب
ما أورده متى ولوقا، في حين ملكي صادق قد تنـزه على ذلك كله؟
ومن هؤلاء الأزليين
سليمان الحكيم حين قال عن نفسه: «أنا الحكمة أسكن
الذكاء، وأجد معرفة التدابير…الرب قناني أول طريقه، من قبل أعماله منذ القديم، منذ
الأزل مسحت، منذ البدء، منذ أوائل الأرض، إذ لم يكن ينابيع كثيرة المياه، ومن قبل
أن تقرر الجبال أُبدئت، قبل التلال أبدئت …» الأمثال 8/12-25).
وقول بعض النصارى أنه كان يتحدث عن المسيح لا دليل عليه.
فسليمان هو الموصوف بالحكمة في الكتاب المقدس، كما في سفر الأيام «مبارك الرب إله إسرائيل الذي صنع السماء والأرض، الذي أعطى
داود الملك ابناً حكيماً صاحب معرفة وفهم، الذي يبني بيتاً للرب وبيتاً لملكه»
أيام -2- 2/12).
وكلمة «منذ الأزل مسحت»
لا تدل على المسيح، إذ «المسيح» لقب أطلق
على كثيرين غير المسيح عيسى ممن مسحهم الله ببركته من الأنبياء كداود وإشعيا المزمور 45/7، وإشعيا 61/1)،
فلا وجه لتخصيص المسيح بهذا اللقب.
ثم إن الحكمة لم
تطلق أصلاً على المسيح، ولم يختص بها، فلا وجه في الدلالة على ألوهية المسيح بهذا النص قطعاً.
أما نصوص سفر الرؤيا والتي
ذكرت أن المسيح الألف والياء، وأنه الأول والآخر، فلا تصلح للدلالة في مثل هذه
المسائل، فهي كما أشار العلامة ديدات وجميع ما في هذا السفر مجرد رؤيا منامية غريبة رآها يوحنا، ولا يمكن أن يعول عليها، فهي منام
مخلط كسائر المنامات التي يراها الناس، فقد رأى يوحنا
حيوانات لها أجنحة وعيون من أمام، وعيون من وراء، وحيوانات لها قرون بداخل قرون…
انظر الرؤيا 4/Cool، فهي تشبه إلى حد بعيد ما يراه في نومه من أتخم في الطعام والشراب، وعليه فلا يصح به الاستدلال.
ثم في آخر هذا السفر مثل هذه العبارات صدرت عن أحد الملائكة كما
يظهر من سياقها، وهو قوله: « أنا يوحنا الذي كان ينظر
ويسمع هذا.وحين سمعت ونظرت خررت لأسجد أمام رجلي الملاك الذي كان يريني هذا. فقال
لي: انظر لا تفعل. لأني عبد معك ومع إخوتك الأنبياء
والذين يحفظون أقوال هذا الكتاب.اسجد للّه.
وقال لي: لا تختم على
أقوال نبوة هذا الكتاب لأن الوقت قريب.. وها أنا آتي سريعاً، وأجرتي معي. أنا الألف والياء. البداية والنهاية.
الأول والآخر» الرؤيا 22/8-13) وليس في ظاهر النص
ما يدل على انتقال الكلام من الملاك إلى المسيح أو غيره.



مقدمة إنجيل
يوحنا





وأما ما
جاء في مقدمة يوحنا «في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله. كل
شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان» يوحنا 1/1-3) فقد كان للمحققين معه
وقفات عديدة ومهمة منها :
- ينبه ديدات إلى أن هذا النص قد انتحله كاتب الإنجيل
من فيلون الإسكندراني - ت40م ، وأنه بتركيباته الفلسفية
غريب عن بيئة المسيح وبساطة أقواله وعامية تلاميذه، وخاصة يوحنا الذي يصفه سفر
أعمال الرسل بأنه عامي عديم العلم، فيقول: « فلما رأوا
مجاهرة بطرس ويوحنا، ووجدوا أنهما إنسانان عديما العلم وعاميان تعجبوا »
أعمال 4/13 ).
- كما ينبه ديدات إلى أن ثمة تلاعباً في الترجمة
الإنجليزية، وهي الأصل الذي عنه ترجم الكتاب المقدس إلى لغات العالم.
ولفهم النص
على حقيقته نرجع إلى الأصل اليوناني.
فالنص في الترجمة اليونانية تعريبه هكذا
«في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله»
وهنا يستخدم النص اليوناني بدلاً من كلمة «الله»
كلمة
hotheos ، وفي الترجمة
الإنجليزية تترجم
god للدلالة على أن الألوهية حقيقة.
ثم
يمضي النص فيقول «و كان الكلمة الله» و هنا
يستخدم النص اليوناني كلمة
tontheos وكان ينبغي أن يستخدم في الترجمة الإنجليزية كلمة god بحرف صغير للدلالة على أن الألوهية
مجازية، كما وقع في نص سفر الخروج «جعلتك إلهاً لفرعون»
الخروج 7/1)، فاستخدم النص اليوناني كلمة
tontheos وترجمت في النص الإنجليزي god مع وضع أداة التنكير-a)-.
لكن الترجمة الإنجليزية حرفت النص
اليوناني لمقدمة يوحنا فاستخدمت لفظة
god التي تفيد ألوهية حقيقة بدلاً من
god التي تفيد ألوهية معنوية أو مجازية،
فوقع اللبس في النص، وهذا ولا ريب نوع من التحريف.
ولو
غض المحققون الطرف عن ذلك كله فإن في النص أموراً ملبسة تمنع استدلال النصارى به
على ألوهية المسيح.
أولها:
ما معنى كلمة «البدء» ؟ ويجيب النصارى أي
الأزل.
لكن ذلك لا يسلم لهم، فإن الكلمة وردت في الدلالة على معانٍ منها:
-
وقت بداية الخلق والتكوين كما جاء في « في البدء خلق
الله السموات والأرض» التكوين1/1).
- وترد
بمعنى وقت نزول الوحي، كما في قول متى «و لكن من البدء
لم يكن هذا» متى 19/Cool.
وقد تطلق على فترة معهودة من الزمن كما في قول
لوقا «كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء»
لوقا 1/2)، أي في أول رسالة المسيح.
ومثله
«أيها الإخوة لست أكتب إليكم وصية جديدة بل وصية قديمة
كانت عندكم من البدء. الوصية القديمة هي الكلمة التي سمعتموها من البدء»
يوحنا -1- 2/7).
ومثله أيضاً «ولكن منكم قوم
لا يؤمنون.لأن يسوع من البدء علم من هم الذين لا يؤمنون ومن هو الذي يسلمه»
يوحنا6/64).
ومثله «
أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا. ذاك
كان قتالاً للناس من البدء ولم يثبت في الحق، لأنه ليس فيه حق» يوحنا
8/44).
ومثله «فقالوا له: من أنت؟ فقال لهم يسوع :
أنا من البدء ما أكلمكم أيضاً به» يوحنا 8/25).
وعليه فلا يجوز قول النصارى بأن المراد بالبدء هنا الأزل إلا
بدليل مرجح.
ويرجح الشيخ العلمي في كتابه الفريد «سلاسل المناظرات» بأن المعنى هنا هو بدء تنزل الوحي
على الأنبياء أي أنه كان بشارة صالحة عرفها الأنبياء كما في إرميا 33/14).
ثانيها: ما المقصود
بالكلمة؟ هل هو المسيح؟ أم أن اللفظ يحتمل أموراً أخرى، وهو الصحيح. فلفظة «الكلمة» لها إطلاقات في
الكتاب المقدس، منها الأمر الإلهي الذي به صنعت المخلوقات، كما جاء في المزامير
«بكلمة الله صنعت السماوات» المزمور
13/6).
ومثله «: وقال الله: ليكن نور فكان نور»
التكوين 1/3).و منه سمي المسيح كلمة لأنه خلق بأمر
الله من غير سبب قريب، أو لأنه أظهر كلمة الله، أو أنه الكلمة الموعودة على لسان
الأنبياء.
وأما المعنى الذي يريده النصارى بالكلمة، وهو الأقنوم الثاني من الثالوث، فلم يرد في كتب الأنبياء
البتة.
ثالثها: «وكان
الكلمة الله» غاية ما يستدل بها أن المسيح أطلق عليه: الله، كما أطلق على
القضاة في التوراة «الله قائم في مجمع الله. في وسط
الآلهة يقضي. حتى متى تقضون جوراً وترفعون وجوه الأشرار» المزمور82/1)،
والشرفاء في قول داود: « أحمدك من كل قلبي، قدام الآلهة
أرنم لك» 138/1)، وقد قال الله لموسى عن هارون: «
وهو يكون لك فماً، وأنت تكون له إلهاً » انظر الخروج 4 /16). وغيرهم كما سبق
بيانه
رابعها: «والكلمة
كان عند الله» ، والعندية لا تعني المثلية ولا
المساواة. إنما تعني أن الكلمة خلقت من الله كما في قول حواء: «اقتنيت رجلاً من عند الرب» التكوين 4/1)، فقايين ليس مساوياً للرب، ولا مثله، وإن جاءها من عنده، وجاء
في موضع آخر « وأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتاً وناراً من عند
الرب» التكوين 19/24).



إسناد الخالقية للمسيح




كما أسندت
بعض النصوص الخالقية للمسيح، فتعلق النصارى بها، ورأوها
دالة على ألوهيته ومنها قول بولس عن المسيح: «فإن فيه خلق الكل: ما في السماوات وما على الأرض، ما يرى وما
لا يرى، سواء أن كان عروشاً أم رياسات أم سلاطين، الكل
به وله قد خلق» كولوسي1/16-17)، وفي موضع آخر يقول: «الله خالق الجميع بيسوع المسيح» أفسس3/9)، ومثله ما
جاء في مقدمة يوحنا «كان في العالم، وكون العالم به، ولم
يعرفه العالم» يوحنا 1/10)، ومثله في عبرانيين1/2).
ولا يسلم المحققون أن
المقصود من هذه النصوص أن المسيح خلق الخلائق خلقة الإيجاد، بل المقصود الخلقة
الجديدة، وهي خلقة الهداية التي تحدث عنها داود وهو يدعو
الله: «قلباً نقياً اخلق فيّ يا الله، وروحاً مستقيماً
جدد في داخلي» مزمور51/10).
ومثله قال بولس عن المؤمنين بالمسيح: «إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة» كورنثوس -2- 5/17).
وقال: «لأنه
في المسيح ليس الختان ينفع شيئاً ولا الغرلة، بل الخليقة
الجديدة» غلاطية6/15).
وفي موضع آخر يقول: «تلبسوا الإنسان المخلوق الجديد بحسب الله في البر» .
أفسس4/24).
وقال عن المسيح: «بكر كل خليقة»
كولوسي1/15)، أي أنه أول المؤمنين وأول المسلمين، وعلى هذا الأساس اعتبر
يعقوب التلاميذ باكورة المخلوقات فقال: «شاء فولدنا
بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه» يعقوب1/18).
وعليه فإن المقصود من
خلق المسيح للبشر هو الخلق الروحي، إذ جعله الله محيياً لموات القلوب
وقاسيها.
لكن الحق أن النصوص التي يتعلق بها النصارى
لا تتعلق بالبشر فقط، إذ فيها أنه خلق ما في السماوات والأرض، وهذا يمنع صرف النص
إلى الخليقة الجديدة. لكن هذه النصوص مبالغة معهود مثلها في النصوص التوراتية
والإنجيلية، ومن ذلك قول موسى لبني إسرائيل: «هوذا أنتم اليوم كنجوم السماء في الكثرة» التثنية
1/10).
ومثله في قوله: « وكان المديانيون والعمالقة وكل بني المشرق حالّين في الوادي كالجراد
في الكثرة.وجمالهم لا عدد لها، كالرمل الذي على شاطئ البحر في الكثرة»
القضاة 7/12).
ويقول متى: «فصرخ يسوع أيضا بصوت عظيم وأسلم الروح، وإذا حجاب الهيكل قد
انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل. والأرض تزلزلت، والصخور تشققت. والقبور تفتحت،
وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين. وخرجوا من القبور
بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين» متى 27/51).
وتصل
المبالغة عند يوحنا أقصاها حين قال: «وأشياء أخر كثيرة
صنعها يسوع، إن كتبت واحدة واحدة فلست أظن أن العالم
نفسه يسع الكتب المكتوبة» . يوحنا21/25) …
ولا يمكن أن
يكون المسيح خالقاً للسماوات والأرض وما بينهما، إذ هو ذاته مخلوق، وإن زعمت
النصارى أنه أول المخلوقين، لكنه على كل حال مخلوق، والمخلوق غير الخالق، « الذي هو
صورة الله غير المنظور، بكر كل خليقة» كولوسي
1/15).
إن الذي عجز عن رد الحياة لنفسه عندما مات لهو
أعجز من أن يكون خالقاً للسماوات والأرض. «فيسوع هذا أقامه الله» أعمال 2/32)، ولو لم يقمه الله لم
يقم من الموتى، وفي موضع آخر: «ورئيس الحياة قتلتموه
الذي أقامه الله من الأموات » أعمال 3/15).

_________________
المسيح في معتقد المسلمين Baghdad1com
المسيح في معتقد المسلمين Phlf
أخوكم في الله
فارس الاسلام
مدير منتدى فرسان التوحيد
http://www.forsanaltwhed.com/vb
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://alfrqan.yoo7.com/forum
ابراهيم كمال
نائب المدير
نائب المدير
ابراهيم كمال


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 273
الموقع : http://alfrqan.yoo7.com/forum
علم بلدك : المسيح في معتقد المسلمين Female31
تاريخ التسجيل : 19/06/2010
نقاط : 731
الاوسمة : المسيح في معتقد المسلمين 1187177599

المسيح في معتقد المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: رد: المسيح في معتقد المسلمين   المسيح في معتقد المسلمين I_icon_minitimeالسبت يونيو 19, 2010 2:44 pm

إسناد الدينونة
والغفران للمسيح





وتتحدث
الأسفار عن المسيح وأنه ديان الخلائق يوم القيامة، يقول بولس: «أنا أناشدك إذاً أمام الله والرب يسوع المسيح العتيد أن يدين
الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته» تيموثاوس -2- 4/1)، فيرون في ذلك
دليلاً على ألوهيته لأن التوراة تقول: «الله هو الديان» المزامير
50/6)،
لكن ثمة نصوص تمنع أن يكون المسيح هو الديان
« لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم بل
ليخلّص به العالم. الذي يؤمن به لا يدان، والذي لا يؤمن قد دين، لأنه لم يؤمن باسم
ابن الله الوحيد» يوحنا 3/17)، فالمسيح لن يدين أحداً، وهو ما أكده يوحنا
بقوله: « وإن سمع أحد كلامي ولم يؤمن فأنا لا أدينه،
لأني لم آت لأدين العالم بل لأخلص العالم، من رذلني ولم
يقبل كلامي فله من يدينه - أي الله وشرعه.
الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في
اليوم الأخير» يوحنا 12/47-48).
وإن أصر النصارى على أن الدينونة من
أعمال المسيح فإن آخرين يشاركونه فيها، وهم التلاميذ الاثني عشر بما فيهم الخائن يهوذا الأسخريوطي « فقال لهم يسوع: الحق أقول لكم: إنكم أنتم الذين تبعتموني في
التجديد، متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضاً على اثني عشر كرسياً
تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر» متى
19/28).
وفي لوقا « لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في
ملكوتي وتجلسوا على كراسيّ، تدينون أسباط إسرائيل الاثني
عشر» لوقا 22/30).

غفران المسيح الذنوب





ومما يستدل
به النصارى على ألوهية المسيح ما نقلته الأناجيل من
غفران ذنب المفلوج والخاطئة على يديه، والمغفرة من خصائص الألوهية، وعليه فالمسيح إله يغفر الذنوب، فقد قال للخاطئة
مريم المجدلية: «مغفورة لك خطاياك » لوقا 7/48)،
كما قال للمفلوج: « ثق يا بني، مغفورة لك خطاياك »
وقد اتهمه اليهود بالتجديف فقالوا: « قالوا في
أنفسهم: هذا يجدّف » متى 9/3).
لكنا إذا رجعنا إلى قصتي الخاطئة والمفلوج
فإنا سنرى وبوضوح أن المسيح ليس هو الذي غفر ذنبيهما، ففي قصة المرأة لما شكّ الناس
بالمسيح وكيف قال لها: «مغفورة خطاياك» ، وهو
مجرد بشر، أزال المسيح اللبس، وأخبر المرأة أن إيمانها هو الذي خلصها، ويجدر أن ننبه إلى أن المسيح لم يدع أنه هو الذي غفر ذنبها، بل
أخبر أن ذنبها قد غُفر، والذي غفره بالطبع هو الله تعالى.
والقصة بتمامها كما
أوردها لوقا: «وأما هي فقد دهنت بالطيب رجليّ، من أجل
ذلك أقول لك: قد غُفرت خطاياها الكثيرة، لأنها أحبت كثيراً، والذي يغفر له قليل يحب
قليلاً، ثم قال لها: مغفورة لك خطاياك، فابتدأ المتكئون معه يقولون في أنفسهم: من
هذا الذي يغفر خطايا أيضاً؟! فقال للمرأة: إيمانك قد خلّصك، اذهبي بسلام»
لوقا 7/46-50)
وكذا في قصة المفلوج لم يدع المسيح أنه الذي يغفر الذنوب،
فقد قال للمفلوج: «ثق يا بني، مغفورة لك خطاياك»
فأخبر بتحقق الغفران، ولم يقل : إنه هو الغافر لها، ولما أخطأ اليهود، ودار
في خلدهم أنه يجدف، وبخهم المسيح على الشر الذي في أفكارهم، وصحح لهم الأمر، وشرح
لهم أن هذا الغفران ليس من فعل نفسه، بل هو من سلطان الله، لكن الله أذن له بذلك،
كما سائر المعجزات والعجائب التي كان يصنعها، وقد فهموا منه المراد وزال اللبس من
صدورهم، «فلما رأى الجموع تعجبوا، ومجدوا الله الذي أعطى
الناس سلطاناً مثل هذا » .
والقصة بتمامها كما
أوردها متى كالتالي: « قال للمفلوج: ثق يا بني، مغفورة
لك خطاياك، وإذا قوم من الكتبة قد قالوا في أنفسهم: هذا يجدّف، فعلم يسوع أفكارهم
فقال: لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم؟ أيما أيسر أن يقال
مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال قم وامش؟ ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً
على الأرض أن يغفر الخطايا، حينئذ قال للمفلوج: قم احمل فراشك واذهب إلى بيتك، فقام
ومضى إلى بيته، فلما رأى الجموع تعجبوا، ومجدوا الله الذي أعطى الناس سلطاناً مثل
هذا» متى 9/3-Cool.
وهذا السلطان دفع إليه كما دفع كثير غيره من الله تبارك
وتعالى: «التفت إلى تلاميذه وقال: كل شيء قد دفع إليّ من
أبي» لوقا 10/22)، وإلا فهو لا حول له ولا قوة، قد قال في موضع آخر: « دفع إليّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض» متى 28/18)،
لكنه ليس سلطانه الشخصي، بل هو قد دفع إليه من الله.
وسلطان غفران الخطايا دفع
أيضاً إلى غير المسيح، فقد دفع إلى التلاميذ، وأصبح بإمكانهم غفران الذنوب التي
تتعلق بحقوقهم الشخصية بل وكل الذنوب والخطايا، ومغفرتهم للذنوب الشخصية يقول عنه:
«إن غفرتم للناس زلاتهم، يغفر لكم أيضاً أبوكم السماوي،
وان لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم أبوكم أيضاً زلاتكم» متى 6/14-15)،
فيما يعطيهم يوحنا صكاً مفتوحاً في غفران أي ذنب وخطيئة، فيقول: «من غفرتم خطاياه تغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أمسكت »
يوحنا 20/28)، فهم كالمسيح عليه السلام.
وقد ورثت الكنيسة عن بطرس
والتلاميذ هذا المجد وهذا السلطان، فأصبح القسس يغفرون للخاطئين عن طريق الاعتراف
أو صكوك الغفران، واعتمدوا في إقرار ذلك على وراثتهم للسلطان الذي دفع لبطرس «أنت بطرس... وأعطيك مفاتيح ملكوت
السماوات، فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً في السماوات، وكل ما تحله على الأرض
يكون محلولاً في السماوات..» متى 16/19 )، فلو غفر بطرس أو البابا وارثه
لإنسان غفرت خطيئته من غير أن يقتضي ذلك ألوهيته.
وهذا السلطان دفع لكل التلاميذ « الحق أقول لكم: كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في
السماء، وكل ما تحلّونه على الأرض يكون محلولاً في السماء، وأقول لكم أيضاً: إن
اتفق اثنان منكم على الأرض في أي شيء يطلبانه فإنه يكون لهما من قبل أبي الذي في
السموات» متى 18/18-20)، لكنه كما لا يخفى لا يعني ألوهيتهم لأنه ليس حقاً شخصياً لهم، بل هبة إلهية وهبت لهم
ولمعلمهم المسيح. هذا ما يذكره الكتاب المقدس.
ولما كان المسيح لا يملكه من
تلقاء نفسه فقد طلب من الله أن يغفر لليهود، ولو كان يملكه لغفر لهم ولم يطلبه من
الله كما في لوقا « فقال يسوع: يا أبتاه اغفر لهم، لأنهم
لا يعلمون ماذا يفعلون» لوقا 23/34).



السجود للمسيح





وتتحدث
الأناجيل عن سجود بعض معاصري المسيح له، ويرون في سجودهم له دليل ألوهيته واستحقاقه للعبادة، فقد سجد له أب الفتاة النازفة
«فيما هو يكلمهم بهذا إذا رئيس قد جاء، فسجد له »
متى 9/18)، كما سجد له الأبرص «إذا أبرص قد جاء
وسجد له » متى 8/2)، وسجد له المجوس في طفولته «
فخروا وسجدوا له، ثم فتحوا كنوزهم » متى 2/11 ).
فيما رفض بطرس سجود
كرنيليوس له، وقال له : «قم
أنا أيضاً إنسان» أعمال 10/25)، فقد اعتبر السجود نوعاً من العبادة لا ينبغي
إلا لله، وعليه يرى النصارى في رضا المسيح بالسجود له دليلاً على أنه كان
إلهاً.
ولا ريب أن السجود مظهر من مظاهر العبادة، لكنه لا يعني بالضرورة أن كل
سجود عبادة، فمن السجود ما هو للتبجيل والتعظيم فحسب، فقد سجد يعقوب وأزواجه وبنيه
لعيسو بن إسحاق حين لقائه «
وأما هو فاجتاز قدامهم، وسجد إلى الأرض سبع مرات، حتى اقترب إلى أخيه.. فاقتربت
الجاريتان هما وأولادهما وسجدتا، ثم اقتربت ليئة أيضاً
وأولادها وسجدوا. وبعد ذلك اقترب يوسف وراحيل، وسجدا »
التكوين 33/3-7).
كما سجد موسى عليه السلام لحماه حين جاء من مديان لزيارته «فخرج موسى لاستقبال
حميه، وسجد، وقبّله» خروج 18/7)، وسجد إخوة يوسف تبجيلاً لا عبادة لأخيهم
يوسف « أتى إخوة يوسف، وسجدوا له بوجوههم إلى الأرض»
التكوين 42/6)، واستمرت هذه العادة عند بني إسرائيل « وبعد موت يهوياداع جاء رؤساء
يهوذا، وسجدوا للملك » الأيام -2- 24/7).
وكل هذه الصور وغيرها لا تفيد
أكثر من الاحترام، وعليه يحمل سجود من سجد للمسيح، فيما كان رفض بولس وبطرس لسجود
الوثنيين لهما بسبب أن مثل هؤلاء قد يكون سجودهم من باب العبادة، لا التعظيم، خاصة
أنهم يرون معجزات التلاميذ، فقد يظنونهم آلهة لما يرونه
من أعاجيبهم.



النصوص
المناقضة لألوهية المسيح





رأى
المحققون أن الأحوال البشرية المختلفة التي رافقت المسيح طوال حياته تمنع قول
النصارى أن المسيح هو الله أو ابنه، إذ لا يليق بالإله أن يولد ويأكل ويشرب ويختن
ويضرب و….ثم يموت.
ولا يشفع للنصارى قولهم بأن هذه الأفعال صدرت من الناسوت لا اللاهوت، لأنهم لا يقولون بأن تجسد الإله في المسيح
كان كالجبة أو العمامة يلبسها المسيح أحياناً، وينزعها أخرى، فما صدر منه إنما صدر
من الإله المتجسد كما زعموا، وإلا لزمهم الاعتراف
ببشريته، وهو الصحيح.
وأورد المحققون عشرات النصوص التي تتحدث عن ضعف المسيح
البشري وتحكي قعوده عن مرتبة الألوهية، وهي على ضروب
أربعة:
«الضرب الأول» هو تلك النصوص التي تبين
عجز المسيح، وقعوده عن مقام الألوهية والربوبية، وعليه
فهو ليس بإنسان تام وإله تام كما يقول النصارى، إنما كان فقط إنساناً تاماً.و في
ذلك نصوص كثيرة
منها جهل المسيح بأشياء كثيرة أهمها جهله بيوم القيامة، فقد
قال: « أما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد، ولا الملائكة الذين في السماء، ولا الابن، إلا الآب.» مرقس 13/32) فكيف تدعي النصارى بعد ذلك ألوهيته، فالجهل بالغيب مبطل لها.
وليس ما يجهله المسيح هو موعد القيامة فحسب، بل كل ما غاب عنه
فهو غيب يجهله إلا ما أطلعه الله عليه، ولذلك نجده عندما أراد إحياء لعاذر يسأله
« فانزعج بالروح واضطرب وقال: أين وضعتموه؟ »
يوحنا 11/33-34).
ولما جاءه رجل يريد منه شفاء ابنه من الجنون « فسأل أباه كم من الزمان منذ أصابه هذا؟ فقال: منذ صباه.» مرقس 9/11)
والمسيح أيضاً وهو يظهر
معجزاته الباهرة يشير إلى افتقاره لله وعجزه عن هذه المعجزات لولا معية الله ونصرته
فيقول: « أنا لا اقدر أن أفعل من نفسي شيئاً.كما أسمع
أدين، ودينونتي عادلة، لأني لا أطلب مشيئتي، بل مشيئة
الآب الذي أرسلني» يوحنا 5/30).
ويؤكد هذا
المعنى فيقول: « قال لهم يسوع: متى رفعتم ابن الإنسان
فحينئذ تفهمون أني أنا هو، ولست أفعل شيئاً من نفسي، بل أتكلم بهذا كما علّمني أبي.
والذي أرسلني هو معي، ولم يتركني الآب وحدي، لأني في كل
حين أفعل ما يرضيه » يوحنا 8/28).
وفي نص آخر يقول لليهود: « الحق الحق أقول لكم: لا يقدر
الابن أن يعمل من نفسه شيئاً إلا ما ينظر الآب يعمل، لأن
مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك» يوحنا 5/19).
والمسيح أيضاً لا يملك
لنفسه -فضلاً عن غيره _ نفعاً ولا ضراً إلا أن يتغمده الله برحمته، وقد كان، إذ لما
جاءته أم ابني زبدى وكانا من تلاميذه « فسألها ما تريدين؟ قالت: أن يجلس ابناي هذان واحد عن يمينك
والآخر عن اليسار في ملكوتك. فأجاب يسوع... وأما الجلوس
عن يميني وعن يساري فليس لي أن أعطيه إلا للذين أعدّ لهم من أبي » متى
20/20-22).
كما وقد وصف المسيح نفسه بصفة العبودية،
ومن ذلك ما جاء في متى في وصف المسيح «هذا هو عبدي»
متى 12/18)، وفي سفر أعمال الرسل «قد مجد عبده
يسوع» أعمال3/13)، « فإليكم أولاً أرسل الله
عبده» أعمال 3/26)، «عبدك القديس يسوع »
أعمال 4/30).
وقد استبدلت لفظة «عبد»
بجميع هذه النصوص بكلمة «فتى» موهمة، وذلك
في التراجم العربية المختلفة.
«الضرب الثاني»
هو النصوص التي تحدثت عن أحوال المسيح البشرية
التي يشترك فيها مع سائر الناس من طعام وشراب وعبادة لله وتذلل و…..
درس
المحققون سيرة المسيح-كما عرضتها الأناجيل- منذ بشارة أمه إلى حمله، وولادته في
المزود، ثم لفّه بالخرق، ثم ختانه، ومن ثم نشأته وتعليمه مع الصبيان، ثم تعميده على
يد المعمدان إلى أن ذكروا نهايته المزعومة على الصليب بعد أن جزع وتذلل لله ليصرف
عنه هذا الأمر… فوجدوا أن لا يفترق في شيء عن سائر الناس، فقد ولد وكبر، وأكل وشرب،
ومات. فما الذي يميزه بالألوهية عن غيره ؟
فقد ولد من فرج امرأة «وبينما هما هناك تمّت أيامها لتلد» . لوقا 6/2)، ورضع
من ثدييها «وفيما هو يتكلم بهذا رفعت امرأة صوتها من
الجمع وقالت له: طوبى للبطن الذي حملك، والثديين اللذين رضعتهما» . لوقا
27/11)، فهل علمت مريم أن طفلها الخارج من رحمها والذي كانت تتولى كافة شئونه من
نظافة وتربية ورضاع، هل كانت تعلم ألوهيته، أم جهلت ما
علمه النصارى بعد ذلك.
وقد ختن المسيح في ثامن أيام ولادته «ولما تمت ثمانية أيام ليختنوا الصبي سمي يسوع » لوقا
2/21) فهل كان الذي يختنه يدور في خلده أنه يختن إلهاً؟.
كما عمده يوحنا
المعمدان في نهر الأردن « جاء يسوع من الجليل إلى الأردن
إلى يوحنا ليعتمد منه» متى 13/3)، أفجهل المعمدان
أنه يعمد الإله، ومن المعلوم أن معمودية المعمدان غفران الذنوب، كما في متى: « واعتمدوا منه في الأردن معترفين بخطاياهم.. أنا أعمدكم بماء
للتوبة... حينئذ جاء يسوع من الجليل إلى الأردن إلى يوحنا
ليعتمد منه» متى 3/6-14)
فهل كان الإله مذنباً يبحث عن من يغفر له
ذنوبه؟!
وأصاب المسيح ما يصيب كل البشر من أحوال وعوارض بشرية فقد نام « وكان هو نائماً» متى 24/Cool، وتعب كسائر البشر « كان يسوع قد تعب من السفر» يوحنا 6/4)، واكتئب لما
أصابه « وابتدأ يدهش ويكتئب»
. مرقس 33/14).
وأحياناً كان يبكي كسائر الناس «بكى يسوع» يوحنا 11/35)، أحياناً يجتمع عليه الحزن
والاكتئاب «وابتدأ يحزن ويكتئب » متى 26/37)
كما تعرض لمكايد أعدائه فقد
حاول الشيطان أن يغويه فلم يقدر «قال له: أعطيك هذه
جميعها إن خررت وسجدت لي، حينئذ قال له يسوع :اذهب يا شيطان» متى 4/9-10)،
وتعرض للطم والشتم « ولما قال هذا، لطم يسوعَ واحد من
الخدام كان واقفاً» يوحنا 22/18)، فلم يستطع أن يدفع عن نفسه إلا بالكلام،
لأنه كان موثقاً «قبضوا على يسوع وأوثقوه» يوحنا
8/12).
والمسيح قد جاع أيضاً، وبحث عن طعام يأكله «وفي الصبح إذ كان راجعاً إلى المدينة جاع» . متى
18/21)، كما عطش « قال: أنا عطشان» . يوحنا 28/19).
وقد أكل وشرب، فسد
جوعته وروى ظمأه « فناولوه جزءاً من سمك مشوي وشيئاً من
شهد عسل. فأخذ وأكل قدامهم» لوقا 24/42-43).
والطعام والشراب الذي كان
يتقوى به، وينمو به جسمه طولاً وعرضاً « وكان الصبي ينمو
» لوقا 2/40)، ونموه كان بالجسد والعقل « وأما
يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس» لوقا 2/52)،
فالطعام ينميه جسدياً والتعلم في الهيكل من الشيوخ والمعلمين ينميه عقلياً « وجداه في الهيكل جالساً في وسط المعلمين يسمعهم ويسأله»
لوقا 2/46).
كما يقتضي الطعام خسيسة أخرى لا يليق أن تنسب لمقام الألوهية، ألا وهي التبول والتغوط،
تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
وهو مفهوم قوله تعالى « ما
المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام»
فكل من طعم وشرب احتاج لإخراج ما طعم، ولا يليق نسبة هذه المنقصة ولا غيرها
لله عز وجل الذي لا يشارك الناس هذه الدنايا.
وتذكر الأناجيل حزن المسيح ليلة
الصلب وغيرها « إن نفسي حزينة حتى الموت » مرقس
14/32-36).
ثم لما جزع من اليهود ظهر له ملك من السماء ليقويه انظر لوقا
22/43).
ثم لما وضع – حسب الأناجيل - على الصليب جزع وقال: « إلهي إلهي، لم تركتني » مرقس 15/34).
بل وتزعم
الأناجيل أنه مات، فهل رب يموت؟ «فصرخ يسوع بصوت عظيم،
وأسلم الروح» مرقس 37/15).
ولا يجد الأسقف ترتليان - ق3 - ما يدفع به هذه القاصمة إلا أن يقول: « لقد مات ابن الله! ذلك شيء غير معقول، لا لشيء، إلا لأنه مما
لا يقبله العقل وقد دفن من بين الموتى، وذلك أمر محقق، لأنه مستحيل » ، ومع
ذلك يؤمن به ترتليان والنصارى من بعده.
وذكرت
الأناجيل أيضاً تذلـله وخضوعه لله عز وجل وتضرعه بين يديه « وكان يصلي قائلاً: يا أبتاه، إن أمكن أن تعبر عني هذا الكأس،
ليس كما أريد أنا، بل كما تريد أنت» متى 26/39). « وكان يصلّي هناك» . مرقس 35/1).
ويصور لوقا صلاته،
فيقول: « جثا على ركبتيه وصلى» لوقا 22/41). وذات
يوم وقبل اختياره للتلاميذ « خرج إلى الجبل ليصلّي، وقضى
الليل كله في الصلاة لله، ولما كان النهار دعا تلاميذه» لوقا 6/12) فلمن كان
الإله يصلي طوال الليل منفرداً؟
ومن تضرعه ما ذكره يوحنا عن حال المسيح عندما
أحيا لعاذر « ورفع يسوع عينيه إلى فوق وقال: أيها الآب أشكرك لأنك سمعت لي. وأنا علمت
أنك في كل حين تسمع لي. ولكن لأجل هذا الجمع الواقف قلت.ليؤمنوا أنك أرسلتني»
يوحنا 11/40-41 ).
وكان يصلي متوارياً وصار عرقه كعبيط الدم، يقول لوقا:
«وإذ كان في جهاد كان يصلّي بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات
دم نازلة على الأرض. ثم قام من الصلاة وجاء إلى تلاميذه» لوقا
22/44).
ويتحدث بولس عن انتصار المسيح على الكل بما فيهم الموت، ثم يذكر خضوعه
بعد ذلك لله، فيقول: «متى أخضع له الكل، فحينئذ الابن
نفسه أيضاً سيخضع للذي أخضع له الكل لله ، كي يكون الله الكل في الكل» كورنثوس -1- 15/28)
والتضرع والعبادة نوع من دلائل العبودية
لا يجوز نسبته لله أو للمتحد معه، إذ الأناجيل شهدت بعبوديته والتزامه بناموس موسى
عليه السلام في سائر أحواله.
وجماع هذا كله قوله عن
نفسه: «وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله »
يوحنا 8/40)، أفلا نقبل شهادته عن نفسه، فلو كان إلهاً لما صح منه أن يعمي
علينا هذه الحقيقة بمثل هذا القول الصريح الدال على إنسانيته.
وأخيراً فإن مما
يؤكد بشرية المسيح ما أخبر من أنه عليه السلام سيدخل الجنة التي وعدها الله عباده
المؤمنين، ومنهم المسيح وتلاميذه، وأنه سيشرب في اليوم الآخر ويأكل معهم، حيث قال:
«في بيت أبي منازل كثيرة… أنا أمضي لأعد لكم
مكاناً….حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً » يوحنا
14/2 – 3)، قال: « إني من الآن لا أشرب من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم، حينما أشربه معكم جديداً في ملكوت
أبي» متى 26/29).
ومن المعلوم أن ملكوت الله
يراد به هنا الجنة، حيث يلقى التلاميذ من جديد، فيشرب معهم في جنة الله، فهل سيتجسد
الابن ثانية يوم القيامة؟ وما الحكمة من التجسد حينذاك؟ أم أن المسيح سيعود ككائن
بشري عادي يأكل كسائر المؤمنين.
وحين يصر النصارى على
القول بألوهيته فإنهم يضربون بعرض الحائط قول المسيح
وتلاميذه، ويتنكرون بذلك لكل هذه النصوص التي لم تتحدث أبداًَ عن إله متجسد، ولا عن
ناسوت حل به الله.
وبذا يكون النصارى قد وقعوا فيما
حذر منه مقدسهم بولس الذي ألبسهم هذه العقيدة ثم تبرأ منهم ومن صنيعهم، حيث قال:
« إنهم لما عرفوا الله لم يمجدوه أو يشكروه كإله، بل
حمقوا في أفكارهم وأظلم قلبهم الغبي. وبينما هم يزعمون أنهم حكماء صاروا جهلاء، أبدلوا مجد الله الذي
لا يفنى، بشبه صورة الإنسان الذي يفنى والطيور والدواب والزحافات. لذلك أسلمهم الله
أيضاً في شهوات قلوبهم إلى النجاسة لإهانة أجسادهم بين ذواتهم. الذين استبدلوا حق
الله بالكذب، واتقوا، وعبدوا المخلوق دون الخالق، الذي هو
مبارك إلى الأبد » رومية 1/21-25).


_________________
المسيح في معتقد المسلمين Baghdad1com
المسيح في معتقد المسلمين Phlf
أخوكم في الله
فارس الاسلام
مدير منتدى فرسان التوحيد
http://www.forsanaltwhed.com/vb
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://alfrqan.yoo7.com/forum
ابراهيم كمال
نائب المدير
نائب المدير
ابراهيم كمال


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 273
الموقع : http://alfrqan.yoo7.com/forum
علم بلدك : المسيح في معتقد المسلمين Female31
تاريخ التسجيل : 19/06/2010
نقاط : 731
الاوسمة : المسيح في معتقد المسلمين 1187177599

المسيح في معتقد المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: رد: المسيح في معتقد المسلمين   المسيح في معتقد المسلمين I_icon_minitimeالسبت يونيو 19, 2010 2:45 pm

«الضرب الثالث» هو النصوص التي بينت ذهول معاصريه
من حوارييه وأعدائه عن فكرة إلوهيته وربوبيته، مما يدل على أن الفكرة لا علاقة لها
بالمسيح ولا أتباعه. بل هي من مخترعات لاحقة لذلك العهد،
وذلك يكفي للإعلان عن بطلانها. وفي ذلك نصوص كثيرة منها:
- جهل أمه بإلوهيته،
لما كان المسيح راجعاً مع والدته ويوسف النجار حصل ما يدل على جهل والدته بمقامه،
فإن جهلت والدته إلوهيته، فمن ذا الذي يعلمها، فقد جاء في لوقا «وبعدما أكملوا الأيام بقي عند رجوعهما الصبي يسوع في أورشليم،
ويوسف وأمه لم يعلما، إذ ظناه بين الرفقة، ذهبا مسيرة يوم وكانا يطلبانه بين
الأقرباء والمعارف، ولما لم يجداه رجعا إلى أورشليم يطلبانه، وبعد ثلاثة أيام وجداه
في الهيكل بين المعلمين يسمعهم ويسألهم … يا بني لماذا فعلت بنا هكذا ؟ هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين» لوقا
2/41-48).
ويذكر يوحنا أن المسيح لما صلب ذهبت والدته
لتذرف عليه الدمع. انظر يوحنا 19/25)، أفلم تكن تعلم حين
ذاك أن ولدها هو الله أو ابنه، وأن الموت لا يضيره؟
- ويقول شمعون الصفا -بطرس-
وهو أقرب التلاميذ إلى المسيح: « أيها الرجال
الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال: يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات
وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم أيضاً تعلمون. هذا أخذتموه مسلّماً
بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق وبأيدي آثمة صلبتموه وقتلتموه.» أعمال
الرسل 2/22)، فلم يشر في خطبته المهمة إلى شيء من الإلوهية للمسيح.
وهو ما نجده
أيضاً عند غير شمعون فقد عرض المسيح بعد الصلب المزعوم لرجلين من أصحابه قد حزنا
عليه، فسألهما عن سبب حزنهما فقالا: « يسوع الناصري الذي
كان إنساناً نبياً مقتدراً في الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب. كيف أسلمه رؤساء
الكهنة وحكامنا لقضاء الموت، وصلبوه. ونحن كنا نرجو أنه
هو المزمع أن يفدي إسرائيل.» لوقا 24/19-21)، فليس في قولهما حديث عن ناسوت مقتول، ولا عن لاهوت متجسد نجا من الموت.
وأيضاً عجب
منه تلاميذه لما رأوا بعض معجزاته، ولو كانوا يرونه إلهاً لما كان في معجزاته أي
عجب، فقد مر يسوع عليه السلام بالشجرة وقد جاع فقصدها، فلم يجد فيها سوى الورق.
فقال : لا يخرج منك ثمرة إلى الأبد، فيبست الشجرة لوقتها، فتعجب التلاميذ «قال لها: لا يكون منك ثمر بعد إلى الأبد، فيبست التينة في
الحال. فلما رأى التلاميذ ذلك تعجبوا قائلين: كيف يبست
التينة في الحال...» متى-21- 18-22). فدل عجبهم على أنهم كانوا لا يدركون
شيئاً مما تعتقد النصارى اليوم من إلوهية المسيح، وإلا فإن إيباس الإله للشجرة ليس
فيه ما يدعو لأي عجب.
وهذا يوحنا المعمداني - يحيى - الذي لم تقم النساء عن مثله
انظر متى 11/11)، يرسل إلى المسيح رسلاً بعد أن عمده ليسألوه « أما يوحنا فلما سمع في السجن بأعمال المسيح أرسل اثنين من
تلاميذه. وقال له: أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟ فأجاب يسوع
وقال لهما: اذهبا وأخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران. العمي يبصرون، والعرج يمشون، والبرص يطهرون، والصم يسمعون،
والموتى يقومون، والمساكين يبشّرون. وطوبى لمن لا يعثر في»
متى11/3-6).
فيحيى المعمداني مع جلالة أمره لم يظن في المسيح أنه أكثر من
النبي المنتظر الذي كانت تنتظره بنو إسرائيل. وإجابة المسيح لا تدل بحال على
إلوهية، فقد أخبر بمعجزات نبوته، ثم عقب بالتحذير من الغلو فيه -كفعل النصارى – أو
التفريط كفعل اليهود الذين كذبوه وآذوه وهموا بقتله.
وقال يوحنا مبيناً اعتقاده
نبوة المسيح: « طوبى للذي يقرأ، وللذين يسمعون أقوال النبوة» الرؤيا 1/3).
ثم لما جاءته المرأة
السامرية قالت له بعد أن رأت قدراته وأعاجيبه: « قالت له
المرأة: يا سيد أرى أنك نبي» انظر يوحنا 4/19)، وما زادت على ذلك، فما صحح
لها معتقدها، فكان هذا معتقداً يعتقده عامة الناس كما اعتقده تلاميذ المسيح
وحواريوه.
وكذا لما دخل أورشليم « فقالت الجموع: هذا
يسوع النبي» . متى 21/11).
وهو ما قاله عنه الأعمى الذي شفاه «فقالوا له: كيف
انفتحت عيناك؟ أجاب ذاك وقال: إنسان يقال له: يسوع»
يوحنا 9/10-11)
ثم إن كان المسيح إلهاً متجسداً فكيف نفهم تبريراً لخيانة
يهوذا؟ وهل يخان الإله؟ وكيف نفهم بطرس إنكار بطرس له ثلاث مرات؟
بل إن كل ما
قيل في سيرة المسيح يصعب فهمه مع القول بإلوهيته، ويترك علامات استفهام لا إجابة
عنها.
وهاهم أعداؤه من اليهود يلاحقونه، ويطلبون منه آية، فأخبرهم بأنه لن
تأتيهم سوى آية يونان النبي يونس ) «أجاب قوم من الكتبة
والفريسيين قائلين: يا معلّم نريد إن نرى منك آية. فأجاب وقال لهم: جيل شرير وفاسق
يطلب آية، ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبي» متى 12/38-39).
واليهود
ولا ريب يبحثون عن آية تدل على نبوته التي يدعوهم إلى الإيمان بها، ولو كان ما يدعو
إليه الألوهية لما رضوا منه بمثل آية يونان، بل ولطالبوه
بآيات أعظم من آية يونان، وغيره من الأنبياء.
ولما أرادوا قتله كانت جريمته
عندهم دعواه النبوة لا الربوبية، فقد قالوا لنيقوديموس: «ألعلك أنت أيضاً من الجليل. فتّش وانظر. إنه لم يقم نبي من الجليل.» يوحنا
7/52).
والشيطان أيضاً لم ير المسيح إلا بشراً، لذلك فقد حصره في الجبل أربعين
يوماً من غير طعام ولا شراب، وهو في ذلك يمتحنه ويمنيه بإعطائه الدنيا في مقابل
سجدة واحدة له «أخذه أيضاً إبليس إلى جبل عال جداً،
وأراه جميع ممالك العالم ومجدها. وقال له: أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي. حينئذ قال له يسوع: اذهب يا شيطان. لأنه مكتوب: للرب إلهك
تسجد، وإياه وحده تعبد» متى 4/9-10)، فهل كان الشيطان يعد الرب
بالدنيا؟!!.
ثم إن بشرية المسيح موجودة ليس في أقوال معاصريه بل حتى في النبوءات
السابقة التي يؤمن النصارى بها، ويقولون أنها تحققت فيه عليه السلام، فهذه النبوءات
لم تتنبأ بقيام رب أو إله، وإنما تنبأت بنبي ورسول صالح.
من ذلك ما جاء في كلام
عاموس النبي «قال الرب: من أجل ذنوب إسرائيل الثلاثة
والأربعة لا أرجع عنه، لأنهم باعوا البار بالفضة...» انظر عاموس 2/6)، فهو
لم يقل: في بيعهم إياي، ولا بيع إله متساو معي، بل سماه باراً، وهو وصف يقتضي كمال
العبودية لله.
«الضرب الرابع» النصوص التي
شهدت للمسيح بالنبوة، وإثبات النبوة والرسالة له مبطل للإلوهية.
من هذه النصوص
قوله: « أنتم تدعونني معلّما وسيّداً، وحسناً تقولون،
لأني أنا كذلك» يوحنا 13/13) وقد شاع تسميته عندهم بالمعلم، «وقال له: يا معلم » مرقس 10/20)، أفكان من حسن الأدب
أن يترك التلاميذ نداءه بالإلوهية وأن ينادوه بهذا النداء المتواضع: معلم.
وقد
بدأت نبوته، وهو في سن الثلاثين «ولما ابتدأ يسوع كان له
نحو ثلاثين سنة » لوقا 3/23).
وشهد المسيح لربه بالوحدانية، ولنفسه بالرسالة، فقال: « أنت الإله
الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته » يوحنا 17/3).
ونحوه قوله عن نفسه: « فكانوا يعثرون
به. وأما يسوع فقال لهم: ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه
وفي بيته» متى 13/57)، فاعتبر نفسه كسائر الأنبياء لا يعرف أقوامهم لهم
قدرهم.
ولما خوفه الفريسيون من هيرودس قال لهم: «
ينبغي أن أسير اليوم وغداً وما يليه، لأنه لا يمكن أن يهلك نبي خارجاً عن أورشليم.
يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين» لوقا
13/33-34).
ولما أظهر المعجزات لقومه قرنها بدعوى نبوته قائلاً وهو يناجي الله:
« ولكن أسألك من أجل هذه الجماعة، ليؤمنوا بأنك أنت
أرسلتني » يوحنا11/26).
ولما أرادوا قتله قال:
« تريدون قتلي، وأنا رجل قلت لكم الحق الذي سمعت الله
يقوله » يوحنا 8/40).
ولما بعث تلاميذه للدعوة
قال لهم: « فقال لهم يسوع أيضاً سلام لكم.كما أرسلني
الأب أرسلكم أنا» يوحنا 20/21).
وأكد رسالته
بقوله: « الأب الذي أرسلني هو أعطاني وصية ماذا أقول
وبماذا أتكلم » يوحنا 14/2 – 3).
وهو في كل ما
يقوله عن الله معصوم لأنه ينطق بالوحي، فقد قال: «الكلام
الذي تسمعونه ليس لي، بل للأب الذي أرسلني» يوحنا 14/28)، وفي موضع آخر:
«تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني» يوحنا 7/16).
وقال: « ولا رسول أعظم من مرسله » يوحنا 13/16)

ومما يبطل قول النصارى بإلوهية المسيح النصوص التي جعلته رسولاً خاصاً إلى بني
إسرائيل، والإله لا يكون خاصاً بأمة دون أمة.
ومن ذلك قوله: «لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل
الضالة » متى10/6).
ومثله قصة المرأة الكنعانية التي رفض شفاء ابنتها
لأنها ليست من شعبه انظر متى 15/21-28).
ومثله الوعد الذي وعِده كما جاء في لوقا
«وسيعطيه الرب الإله عرش داود أبيه، ويملك على آل يعقوب
إلى الأبد» لوقا1/32-33)، فهل هو إله خاص ببني إسرائيل، فلو كان إلهاً لما
صح اختصاصه بشعب دون شعب، فهذا شأن الأنبياء.
ولما خاطب أورشليم التي تدعي
النصارى قتله وصلبه فيها قال لها: « يا قاتلة الأنبياء،
كم من مرة أريد أن أجمع بنيك حولك » متى 33/37) فلم يقل لها :يا قاتلة
الإله. فذلك أبلغ لو صح. بل
أراد أنكم تريدون قتلي كما قتلتم غيري من الأنبياء.
ونبوته هي معتقد الناس عامة
فيه، وقد صرحوا بذلك أمامه فلم يخطئهم، فعندما أحيا المسيح ابن الأرملة في نايين
« أخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين: قد قام فينا نبي
عظيم وافتقد الله شعبه» لوقا 7/13).
ولما أطعم
الخمسة آلاف إنسان من خمسة أرغفة قالوا: « فلما رأى
الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا: إن هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم»
يوحنا 6/14).
وقد قال بولس معترفاً برسالته وبشريته: «لأنه يوجد إله واحد، ووسيط واحد بين الله والناس، الإنسان
يسوع المسيح» تيموثاوس -1- 2/5).
وهكذا رأينا من الضروب الأربعة ما قام
فيه دليل وبرهان واضح على عبودية المسيح لله، وأنه رسول عظيم من لدن ربه جل وعلا.

_________________
المسيح في معتقد المسلمين Baghdad1com
المسيح في معتقد المسلمين Phlf
أخوكم في الله
فارس الاسلام
مدير منتدى فرسان التوحيد
http://www.forsanaltwhed.com/vb
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://alfrqan.yoo7.com/forum
 
المسيح في معتقد المسلمين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» جواب شبهة حول معتقد النصارى في بنوة عيسى عليه السلام
» هل يتناقض المسيح؟
» الفرق بين المسيح .....والفاجر بولس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات نور الاسلام الطبية :: منتديات اسلاميه :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى:  
اعلانات نصيه
عقارات 2014 عماله منزليه سماع القران الكريم سوق فرصة الالكترونى حراج
مواضيع مماثلة
feed
Preview on Feedage: %D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%86%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D9%87 Add to My Yahoo! منتديات نور الاسلام الطبيه Add to Google! منتديات نور الاسلام الطبيه Add to AOL! منتديات نور الاسلام الطبيه Add to MSN منتديات نور الاسلام الطبيه Subscribe in NewsGator Online منتديات نور الاسلام الطبيه
Add to Netvibes منتديات نور الاسلام الطبيه Subscribe in Pakeflakes منتديات نور الاسلام الطبيه Subscribe in Bloglines منتديات نور الاسلام الطبيه Add to Alesti RSS Reader منتديات نور الاسلام الطبيه Add to Windows Live منتديات نور الاسلام الطبيه iPing-it منتديات نور الاسلام الطبيه
Add to Feedage RSS Alerts منتديات نور الاسلام الطبيه