وعلم 'المعتصم' من عربي متنصّر، تزوّج في عمورية وأقام بها، أن موضعاً من المدينة جاءه سيل شديد، فانهار السور في ذلك الموضع فكتب ملك الروم إلى 'ياطس' -عامله على عمورية- أن يعيد ذلك الموضع ويعيد تشييده، تحسّباً لنتائج فعلته في "زبطرة' والثغور الإسلامية، فتوانى باطس في بنائه وترميمه، وعندما علم أن "تيوفيل' خرج من القسطنطينية إلى بعض المواقع متفقداً، تخوّف "ياطس' أن يمر 'تيوفيل' على عمورية فيرى جانباً من سورها لم يرمم، فوجّه "باطس' الصنّاع والبنائين فبنوا وجه السور بالحجارة حجراً حجراً، وتركوا وراءه من جانب المدينة حشواً ثم عقدوا فوقه الشرف، فبدأ كما كان.
ولما علم 'المعتصم' بذلك، أمر بضرب خيمته تجاه هذا الموضع، ونصب المجانيق عليه، وبدأت المجانيق الضخمة مع آلات الحصار الأخرى تعمل عملها، فانفرج السور من ذلك الموضع، فلما رأى أهل عمورية انفراج السور دعّموه بالأخشاب الضخمة كل واحدة إلى جانب الأخرى لا فرجة بينهما، فكان الحجر إذا وقع على الخشب تكسر فيهرع المحاصرون لتدعيم السور بأخشاب ضخمة جديدة ليحموا السور من الانهيار.
وعندما توالت قذائف المجانيق على هذا الموضع الواهن، انصدع السور، فكتب 'ياطس' إلى 'تيوفيل' كتاباً يعلمه فيه بأمر السور وحرج الموقف وقوة الحصار، ووجّه الكتاب مع رجل يتقن العربية ومعه غلام رومي، فانكشف أمر الرجلين للمعتصم، واستمر جند 'المعتصم' يبيتون بالتناوب على ظهور الدواب في السلاح ودوابهم بسروجها حتى انهدم السور ما بين برجين، من الموضع الذي وصف للمعتصم أنه لم يحكم عمله.
_________________
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين اماما
نورالاسلام الطبى
اقوى قسم لتطوير المنتديات ونشرها بمحركات البحث
اقوى برنامج حقيقى لجلب الزوار
منتدى طبى اسلامى منوع حصريات رياضيه تطوير مواقع برامج كمبيوتر
[/center]