زغلول النجار: الرضاعة الطبيعية مدرسة تربوية تخرج طفلاً صالحاً
" ما من طفل موجود في العالم إلا برعاية الله تعالى وبتدبير الله تعالى ولو نحن طبقنا أوامر الله تعالى سنجد بركة تطبيق هذه الأوامر في أبنائنا وفي بناتنا، وهكذا فإن الإعجاز الاجتماعي فى الرضاعة الطبيعية لا شك أنه مبحث كبير جدا وعظيم." هكذا يؤكد لنا الدكتور زغلول النجار ويقول لمن يتساءل لماذا حدد الله تعالى فترة الرضاعة بحولين كاملين ، أن العلم الآن يؤكد لنا على أن بطانة معدة الوليد لا يكتمل نموها إلا في هذه الفترة وإذا لم يكن نموها قد اكتمل فإن أي لبن غير لبن الأم يصل إلى الدم مباشرة ويؤدي إلى تكوين أجسام مناعية تضر بصحة الإنسان.
ومن هذه الأضرار أن هذه الأجسام المناعية تدمر خلايا الإنسولين في البنكرياس وتسمى خلايا بيتا وهي التي تفرز الأنسولين والتي تعين جسم الإنسان على هضم المواد السكرية وتحويلها إلى "غرايفوهد" الذي يختزن في الكبد،ونتيجة لافراز السكر في الدم ينتج ما يعرف بمرض البيلوسكر لهذا يوصي القرآن الكريم ويوضح أن الفترة المثلى للرضاع حولين كاملين .
وأضاف دكتور زغلول خلال احدى حلقات برنامج "الاعجاز الاجتماعى فى القرآن والسنة" الذى يقدمه دكتور جاسم المطوع على قناة اقرا : لبن الأم إذا وصل إلى الدم لا يغير شيئا ولا يصيب الرضيع بأية أمراض ولا تكوين أجسام مناعية جديدة لكن لبن البقر أو أي لبن آخر غير لبن الأم إذا وصل إلى الدم فإن مكوناته البروتينية تختلف عن مكونات البروتينية للبن الأم فيؤدي إلى تكوين هذه الأجسام المناعية وثبت أن هذه الأجسام المناعية تدمر الخلايا المفرزة للأنسولين في الكبد فيصيب الطفل منذ طفولته بمرض البيلو سكري ولك أن تتخيل الطفل الصغير الذي لا يملك من أمره شيئا مصابا بهذا المرض الذي يئن منه الكبار ويعيش طوال حياته مربوطا بالأدوية المعالجة لمرض البيلوسكر ولهذا قال ربنا تبارك وتعالى بأن الفترة المثلى لإرضاع الولد هي حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاع وليس بالضرورة أن يكون هذا في كل حالة لكن هي الحالة المثلى ولو تراض الوالدان على إفطام طفلهما فترة قبل ذلك إذا أدركوا أنه يتناول بعض الفاكهة او الخضار دون ان يحدث له ضرر .
د.جاسم: طبيعة الحياة التي نعيشها فرضت على حياتها كثيرا من السلبيات ومنها عدم استمتاعنا بموضوع الرضاعة الطبيعية وعدم استفادة أولادنا فاليوم المرأة العاملة تخرج إلى سوق العمل وتترك أبناءها ،هل هذا أجدى من أن تجلس الأم في بيتها وترضع أبنائها ولو فكرنا من منطلق اقتصادي أو اجتماعي أو تربوي فالخسران
هو الأم والطفل جميعا.
فنحن على حساب العمل نفقد أولادنا ونفقد تربيتهم تربية صالحة وعلى حساب سوق العمل نتخلى عن صحة أبنائنا وعن تربيتهم ونحن لسنا ضد العمل وأن تعمل المرأة لكننا ضد أن ندير حياتنا بالطريقة الخاطئة وأن نخسر أبناءنا ونخسر تربيتهم ونفسيتهم وأجواءهم.
د. زغلول: بدون شك أن الاتجاه الذكري الآن بأن يطعم الأطفال لبنا صناعيا سواء كان لبنا من الأبقار أو من الجاموس أو الماعز إلى غير ذلك من الألبان المجففة وهذا قد أضر بالأطفال ضررا بليغا لأن بطانة المعدة قد اكتمل نموها وتكون بعض الأوردة قريبة أو مكشوفة فيمتص هذا اللبن ويتحرك في دورة دموية للطفل بالكامل وهذا لأن اللبن غريب على الطفل وعلى صفاته التي ورثها من والديه فيؤدي إلى تكوين أجسام مضادة للمناعة وهذه الأجسام قد يكون لها تأثير على صحة الأطفال في جهات متعدد ومما عرف منها الآن بمرض البيلو سكري الذي ثبت في الدراسة الآن ولكن قد يكون له أضرار أخرى لم تعرف بعد.
ولهذا فإن الالتزام بالمنهج الرباني في التعامل مع الطفل منذ لحظة ميلاده بل حتى قبل أن يخلق بحسن اختيار أبويه برعاية الأم أثناء حمله وفي رعايتها بعد وضعه وأثناء مخاضها ورعايته فترة الرضاعة.
والالتزام بهذه الأوامر سيؤدي إلى إنسان سوي سليم البنية معاف الصحة وغير معقد بأمور نفسية قد تجعله عاجزا عن التعايش مع غيره بسلام وقد تكون لهذه البروتينات فلبن البقر يحتوي على مواد بروتينية مختلف تماما عن لبن الأم وقد يكون لهذه البروتينات تأثير ليس فقط على الجانب الصحي المادي الجسدي إنما على الجانب النفسي فقد يكون له تأثير ولم يثبت ذلك بعد لكنه قد يكون له تأثيرات نفسية تجعل الطفل شديد العصبية والتوتر والحساسية.
جاسم: القرآن الكريم كله إعجاز وكل أحاديث النبي عليه السلام فيه إعجاز لكنه يحتاج منا تأمل والإعجاز في رضاعة الطفل رضاعة طبيعية والإعجاز حتى في التوقيت في السنتين والحولين وتخيلوا الطفل وهو في حضن أمه سنتين لا بد أن تكون أكبر دورة تدريبية في العالم يتلقاها هذا الطفل من خلال هذا الحدث ولهذا فإن موضوع التربية موضوع في غاية الأهمية وهو الأساس من خلال الرضاعة.
د. زغلول: إن كثيرا من أجهزة الجسم لا يكون نماؤها قد تم قبل فترة العامين فمثلا الكليتان لا ينضجان نضجا كاملا ولا
يستطيع الطفل أن يأكل وهذا يضره ضررا بليغا لأن أجهزة جسمه لم تكتمل بعد ولا يكتمل البناء الجسدي والاكتمال العضوي لجسم الطفل قبل سنتين ، قال تعالى لمن أراد أن يتم الرضاعة وقد تختلف من حالة إلى حالة .
فمن معجزات القرآن الكريم أنه يقول إن الرضاعة حولين كاملين ويقول وحمله وفصاله ثلاثون شهرا وهذا أكد حقيقة علمية أخرى أن أخطر مدة للحمل هي ستة شهور وكان يعتقد أنه لا يمكن أن يولد أقل من تسعة شهور والقرآن أكد على هذه الحقيقة والعلم الآن يؤكد على أن الجنين إذا ولد لستة شهور ولقي العناية الكافية ووضعه في الأجهزة الخاصة بالأطفال المبتكرين يمكن له أن يعيش وثبت علميا أن أقصر حمل هي مدة ستة شهور وقد تثير هذه قضية فقهية والآيات القرآنية وضحت لنا ذلك فالله تعالى قال وحمله وفصاله ثلاثون شهرا وهذا يعني أن أقصر مدة حمل ستة شهور،وهكذا فإن الأعجاز التشريعي والاجتماعي من قضية الرضاعة الطبيعية هذه هي الرسالة وهي إن الرضاعة الطبيعية مدرسة تربوية يدخل فيها الطفل ولا يتخرج إلا طفلا صالحا بإذن الله
_________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم