المسابقة في الأمور المباحة دون بذل مال لا حرج فيها ، أما المسابقة مع بذل مال لمن يسبق فكان الهدف منها الترغيب في الجهاد والحث عليه ، ولذلك جاء في الحديث الشريف : "لا سَبَقَ إلا في خف أو حافر أو نصل". {رواه أحمد في المسند (2-474) ، وأبو داود والترمذي وابن ماجه في كتاب الجهاد} .
والإبل والخيل كانت وسائل القتال ، والنصال كانت للرمي ، والسبق- بفتح الباء- هو المال الذي يجعل للسابق ، وهو كما نرى يتعلق بالجهاد ، غير أن بعض الدول وأهل الخير والإحسان جعلوا أموالاً لمسابقات غير الجهاد .
والمسابقات في عصرنا كثرت وتعددت ، والحديث عنها وبيان أحكامها يحتاج إلى بحث يمكن أن يكون كتاباً كاملاً ، ولذلك ليس حديثي عنها ، وإنما بياني هنا لنوع يسمى بالمسابقة وليس فيه أي نوع من السَبَق ولا يهدف إليه !! فهدف من يقوم به ومن يشترك فيه هو الكسب ، و الكسب هنا ليس حلالاً ، وإنما هو قمار محرم ، فيه ضياع الدين والدنيا معاً !!
تطالعنا الفضائيات ليل نهار بأشخاص مجهولين يعلنون عن مسابقات لكسب الآلاف ، ومئات الآلاف ، والملايين ، و من أراد هذا الكسب فما عليه إلا أن يتصل برقم من أرقام الهواتف المعلنة .
و الإتصال بهذه الأرقام ليس بالأجور العادية ، وإنما بأجور مرتفعة جداً لحساب الشركة المقامرة ، وجزء منها لشركة الإتصالات .
و القمار هنا هو أن الشركة تغرم أموالاً في الإعلانات و إعداد المسابقة في إنتظار الأموال التي تأتيها من أجور المكالمات .
و الذين يتصلون يغرمون العشرات ، أو المئات ، وأحياناً الآلاف ، يمنيهم الشيطان بالحصول على المبالغ الضخمة ، والسيارات الفاخرة ، وغير ذلك مما هو معلن عنه .
فلو غرم المعلنون عن المسابقات شيئاً مما أعلنوا عنه كان هذا من أموال القمار المحرَّم .
و بعض هؤلاء رأوا أن الدعوة إلى الإتصال فقط قد لا تكفي للإغراء ، فوضعوا أسئلة ساذجة و دعوا إلى الإتصال للإجابة عنها.
و من تلبيس إبليس جعل الأسئلة دينية ، وتسمية المقامرة بإسم : "مسابقة رمضان" !
و المقامرات التي تبيحها قوانين بعض الدول كاليانصيب تخضع لجهات رقابية ، أما مقامرات الفضائيات فلا تخضع لأي جهة رقابية ، و لذلك يعلن المقامرون ما شاءوا ، حتى أعلن بعضهم عن جوائز بعشرات الملايين من الدولارات ، والمخدوعون بهذه الإعلانات لا توجد أي جهة تضمن لهم الحصول على شيء مما يأتي في الإعلانات ، بل يمكن أن يغرموا مبالغ المكالمات الهاتفية ، ثم يظهر أن الملايين كانت سراباً للخداع فقط .
و بذلك يخسر المخدوعون دينهم ودنياهم معاً .
ثانياً : لعبة النصب الهرمية :
هذه اللعبة تقوم بها شركات نصب و إحتيال تتخذ مقراً لها في بلاد الغرب ، و لكن الأموال التي تسعى للحصول عليها هي أموال المسلمين في البلاد العربية والإسلامية ، حيث لا تجد من تخدعه في الغرب ، وظهرت هذه اللعبة بأسماء مختلفة مثل : هانك ، و الدولار ، و الصاروخي ، و البنتاجونو ، و غيرها .
و تبدأ بشراء قائمة فيها ستة أسماء – مثلاً - مرتبين من المرتبة الأولى إلى السادسة ، وفي أسفل القائمة يكتب المشتري إسمه وعنوانه بإعتباره مشتركاً جديداً . هذا المبلغ كان عند "هانك" منذ عشرين عاماً عشرة دولارات ، وبلغ بعد ذلك عند غيره أربعين دولاراً .
المشترك الجديد يرسل مبلغاً مماثلاً للشركة غير المبلغ الذي دفعه ثمناً للقائمة ، ويرسل مثله أيضاً لحساب المشترك {1} في أعلى القائمة ، وبعد هذا يصله من الشركة ثلاث قوائم يحاول أن يبيعها حتى يسترد المبلغ الذي غرمه ، فإن لم يتمكن من بيعها خسر ما دفع ، ولذلك فهو يضغط على أقاربه و أصدقائه و معارفه لبيع هذه القوائم ، وهنا يظهر خبث هذه اللعبة ، فكل من إشترى منهم يقوم بالعمل نفسه لتصله ثلاث قوائم يحاول بيعها ، وهكذا يظل الضغط على الأقارب والأصدقاء ، والأموال يذهب الثلثان منها لشركة النصب ويعود الثلث للمشتركين !!
فالثلث الذي يأخذه من يصلون إلى المرتبة الأولى إنما هو من أموال المسلمين الذين خسروا ، وليس من أموال الشركة !!
ففي لعبة النصب الهرمية تذهب أموال المسلمين لشركات النصب الغربية دون أي مقابل ، ويفرح الذين يصلون إلى المرتبة الأولى ولا يبالون من حيث كسبوا المال في الزمان الذي أخبر به الرسول صلى الله عليه و سلم .
_________________
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين اماما
نورالاسلام الطبى
اقوى قسم لتطوير المنتديات ونشرها بمحركات البحث
اقوى برنامج حقيقى لجلب الزوار
منتدى طبى اسلامى منوع حصريات رياضيه تطوير مواقع برامج كمبيوتر
[/center]