قال أبو عمر بن عبد البر في الاستذكار روي عن النبي أنه نهى أن ينبذ التمر والزبيب، والزهو والرطب ؛ من طرق ثابتة، عن ابن عباس، وأبي قتادة، وجابر، وأبي سعيد، وأبي هريرة، وأنس رضي الله عنهم
ومن أوضح وأصح ما روي في الباب الأحاديث الآتية:
1- عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال نهى النبي أن يجمع بين التمر والزهو، والتمر والزبيب، ولينبذ كل واحد منهما على حدته متفق عليه
2- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نهى رسول الله أن يخلط التمر والزبيب جميعًا، وأن يخلط البسر والتمر جميعًا أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي وأحمد في المسند
3- عن جابر رضي الله عنه قال نهى رسول الله أن ينبذ التمر والزبيب جميعًا أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
4- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال «لا تجمعوا بين الزهو والرطب، والزبيب والتمر، انتبذوا كل واحد على حده» مسلم وابن ماجه
والخلاصة:
1- إذا نبذ كل واحد من الأصناف التي يتخذ منها الخمر على حده ثم خلطت هذه الأنواع عند الشرب فإنه لا بأس بذلك ولا حرج فيه،
2- إنما كره العلماء أن تخلط عند الانتباذ ؛ لأن بعضها يشد بعضًا ويساعد على تخمرها،
3- كل خمر نبيذ وليس كل نبيذ خمر
وهنا تنبيه هام جدا
الآن يضع الناس هذا النبيذ في الثلاجات حتى لا يتخمر ويشربونه ولا حرج في ذلك، المهم ألا يترك النبيذ حتى يتخمر سواء كان منفردًا على حدته أو مخلوطًا بغيره
ذلك لأن علة التحريم إنما هي التغير (التخمر) فإذا لم يحدث التخمر سقط مناط الحكم
والله أعلم