زكاة الفطر
في الصحيحين عن أبي عمر رضي الله عنهما قال: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان، صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين» [متفق عليه]. وزكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وإعانة للفقير على الفرح والسرور في يوم العيد، وهي واجبة على المسلم الحر العاقل وكذلك عمن تلزمه مئونته.
أما وقت إخراجها فالأفضل أن يخرجها صباح يوم العيد قبل الصلاة، ويجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين. ولا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد، فمن أخرها عن صلاة العيد لم تقبل منه.
أعياد المؤمنين
لما قدم النبي صلى الله عليه و سلم المدينة كان لهم يومان يلعبون فيهما فقال: «إن الله أبدلكم يومين خيراً منهما؛ يوم الفطر ويوم الأضحى» [رواه أحمد والنسائي والحاكم وصححه]. فأبدل الله هذه الأمة بيومي اللعب واللهو يومي الذكر والشكر والمغفرة والعفو.
وهناك عيد ثالث يتكرر كل أسبوع وهو يوم الجمعة، وليس للمؤمنين في الدنيا إلا هذه الأعياد الثلاثة.
أعياد مبتدعة
إذا تقرر أن أعياد المسلمين هي تلك الأعياد الثلاثة، تبين أن كل ما يطلق عليه اسم "عيد" سوى هذه الثلاثة فهو من الأعياد المبتدعة كيوم النيروز، ويوم المهرجان، ورأس السنة الميلادية (الكريسمس)، والمولد النبوي، وشك النسيم، وعيد الأم أو الأسرة وغير ذلك، فيحرم على المسلم الإحتفال بهذه الأعياد، ومشاركة أهلها أو تهنئتهم بها لكونها أعياداً مبتدعة أو منسوخة، وبعضها أعياد كفرية كأعياد اليهود والنصارى وغيرهم.
العيد آداب وأحكام
1 - يحرم صيام يوم العيد لحديث أبي سعيد: «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يومين، يوم الفطر ويوم النحر» [متفق عليه].
2 - يشرع التكبير ليلة العيد، ويبدأ بعد غروب شمس ليلة العيد، ويستمر إلى صلاة العيد، ويستحب أن يجهر الرجال بالتكبير في المساجد والأسواق والطرقات والبيوت إعترافاً بالعبودية وإظهاراً للفرح والسرور.
3 - لا بأس أن يهنئ المسلمون بعضاً بالعيد، فإن ذلك من مكارم الأخلاق.
4 - يستحب التوسعة على الأهل والعيال في المأكل والمشرب والملبس دون إسراف أو تبذير، ويستحب كذلك صلة الرحم وزيارة الأهل والأقارب والإخوان.
5 - ينبغي المحافظة على صلاة العيد وعدم إضاعتها، والسنة تأخير صلاة عيد الفطر، حتى يتمكن المسلمون من توزيع زكاة الفطر.
6 - يستحب الغسل قبل الصلاة والتطيب والتجمل بلبس أحسن الثياب مع الحذر من إسبال الرجال ثيابهم فإنه محرم.
7 - من السنة الأكل قبل صلاة عيد الفطر، وإخراج النساء والبنات حتى الحيض منهن ليشهدن العيد مع المسلمين، إلا أن الحيض يعتزلن المصلى.
8 - من السنة أن يخرج الإنسان إلى العيد ماشياً، وأن يخالف الطريق الذي أتى منه، فيرجع من غيره، حتى يشهد له الطريقان وما فيها من ملائكة يوم القيامة.
9 - صلاة العيد ركعتان، يقتتح الأولى بسبع تكبيرات غير تكبيرة الإحرام، والثانية بخمس تكبيرات غير تكبيرة القيام، وإذا سلم من الركعتين قام الإمام، فيخطب خطبتين يجلس بينهما كما في الجمعة.
10 - لا تشرع النافلة قبل صلاة العيد أو بعدها.
11 - يستحب الخروج إلى المصلى خارج البلد لأداء صلاة العيد، وعدم صلاتها في المساجد لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن يتخذ منبراً في مصلى العيد.
مخالفات تقع في العيد
1 - إحياء ليلة العيد بالصلاة والقيام والقراءة، واعتقاد أن لذلك فضلاً على غيرها من الليالي.
2 - السهر ليلة العيد مما يؤدي إلى تضييع صلاة الفجر والعيد معاً.
3 - إختلاط الرجال بالنساء في مصلى العيد وغيره، وخروج النساء إلى المصلى في كامل زينتهن وتبرجهن وتعطرهن!
4 - إستقبال العيد بالغناء والرقص والمنكرات بدعوى إظهار الفرح والسرور.
5 - تخصيص يوم العيد لزيارة المقابر والدعاء للأموات.
6 - الإسراف والتبذير ولو كان في أمور مباحة.
فيا من عزم على المعاصي في شوال، أللشهر احترمت أم لرب الشهر؟ ويحك! رب الشهرين واحد.. تقول: أُصلح رمضان وأُفسد غيره، وعزمك في رمضان على الزلل في شوال أفسد عليك رمضان.
من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد ولَّى وانقضى، ومن كان يعبد رب رمضان فإنه باقٍ أبدا.
أخي الحبيب!
إذا طالبتك نفسك بالمعاصي والمنكرات في شوال، فذكّرها الوقوف بين يدي الكبير المتعال، يوم تشيب الرؤوس من الأهوال، لعل ذلك يكفُّ الهوى والشهوات.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.