أما في الجبهة الشامية:
فقد انطلقت أربع فرق، إحداها بقيادة عمرو بن العاص، ووجهته فلسطين، والأخرى بقيادة شرحبيل بن حسنة، ووجهته الأردن، والثالثة بقيادة يزيد بن أبي سفيان ووجهته دمشق، والرابعة بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجراح، ووجهته حمص.
ولقد استنفرت البدايات الأولى للانتصارات التي حققتها هذه الفرق القيادة البيزنطية التي أخذت تُدرك أكثر فأكثر خطورة الدولة الإسلامية الناشئة على وجودها في بلاد الشام، فحشد الإمبراطور هرقل جيشاً كبيراً، ولى قيادته أخاه فردريك الذي تحرك صوب أواسط الشام، فكان على قادة الفرق الأربع أن يستشيروا القيادة المركزية في المدينة، فكان جواب أبي بكر أن اجتمعوا عسكراً واحداً، والقوا زحف المشركين بزحفكم فأنتم أنصار الله، والله ناصر من نصره وخاذل من كفر به.
وعند اليرموك في أواسط سوريا تم اللقاء الحاسم بين الطرفين، وإذ طال اللقاء دون ظهور نتيجة نهايته أصدر أبو بكر -رضي الله عنه- أمره المعروف إلى خالد أن يغادر جبهة العراق ويهرع لنجدة إخوانه في الشام، فقرر خالد اختزال الزمن ذي الأهمية الكبيرة في الحروب واجتياز الصحراء عبر خط مستقيم إلى هدفه بدلاً من الطريق التقليدي الطويل.
وبعد أيام قلائل لقيت فيها قوات خالد المصاعب والمتاعب وصل معسكر إخوانه في اليرموك، وتولى قيادة المعركة الحاسمة التي انتهت بسحق القوات البيزنطية وفتح الطريق أمام المسلمين لاجتياح المواقع والمدن الشامية الواحدة تلو الأخرى.
وفي فلسطين تمكن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- عند أجنادين من تحقيق انتصار لا يقل أهمية عن اليرموك، فتح الطريق لتصفية المدن الفلسطينية وحصار القدس، ثم استسلامها أخيراً وتوقيعها شروط الصلح بحضور الخليفة عمر بن الخطاب نفسه -رضي الله عنه- الذي ما لبث أن عقد مع كبار قادته مؤتمراً في الجابية؛ لتحديد إستراتيجية الفتوحات في المرحلة التالية.
فانطلق عمرو بن العاص -رضي الله عنه- ففتح مصر والإسكندرية وبرقة وطرابلس الغرب، وفتح أبو عبيدة -رضي الله عنه- دمشق واستخلف عليها يزيد بن أبي سفيان، وبعث خالد بن الوليد إلى البقاع ففتحه بالسيف، وكانت موقعة القادسية التي انتصر فيها المسلمون على الفرس، وتم فتح المدائن، وفتحت همذان ثم الري، ثم أذربيجان.
وفي خلافة عثمان حاول الفرس والروم استرداد بعض مواقعهم القديمة، فقاموا بسلسلة من حركات التمرد تمكن الخليفة من سحقها بسهولة، وتم أول قتال بحري في عهده -رضي الله عنه، فقد سمح لرجليه في مصر والشام: ابن أبي سرح ومعاوية أن يبنيا أسطولاً إسلامياً تمكن خلال سنوات قلائل من تحقيق عدداً من الانتصارات كان أبرزها فتح قبرص ورودس، ومعركة ذات الصواري التي تم فيها سحق الأسطول البيزنطي المكون من خمسمائة قطعة بحرية، ثم كانت أحداث الفتنة في مرحلتيها الأولى والثانية بمثابة توقف زمني قصير لم يتجاوز السنوات العشر.
نسأل الله أن يُعيد للمسلمين هذه الأمجاد، وأن يردهم إلى رشدهم، والعمل بدينهم فهو سبيل عزهم.
_________________
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين اماما
نورالاسلام الطبى
اقوى قسم لتطوير المنتديات ونشرها بمحركات البحث
اقوى برنامج حقيقى لجلب الزوار
منتدى طبى اسلامى منوع حصريات رياضيه تطوير مواقع برامج كمبيوتر
[/center]