متى خرج
الخوارج
1- اختلف المؤرخون وعلماء الفرق في تحديد بدء
نشأتهم وخلاصة ذلك ما يبلى : -
1- أنهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
2- أنهم نشأوا في عهد عثمان رضي الله عنه.
3- أنهم نشأوا في عهد علي رضي الله عنه حين
خرج عليه طلحة والزبير، كما يزعم بعض علماء الإباضية.
4- أو حين خرج الخوارج من المحكمة عن جيشه
كما هو الراجح.
5- أنهم ظهروا في عهد نافع بن الأزرق ابتداء
من سنة 64هـ، كما تقدم في التعريف بهم. وفيما يلي مناقشة تلك الأقوال وبيان الصحيح
منها:
أما بالنسبة للقول الأول، فإن المقصود به ما
وقع للرسول صلى الله عليه وسلم من قيام ذي الخويصرة- عبد الله ذي الخويصرة
التميمي- في إحدى الغزوات في وجه الرسول معترضاً على قسمة الرسول صلى الله عليه
وسلم للفيء، وأنه لم يعدل –حاشاه- في قسمتها.
وقد قال بهذا القول كثير من العلماء منهم:
الشهرستاني وابن حزم وابن الجوزي، والآجري، إلا أنه ينبغي التفريق بين بدء نزعة
الخروج على صورة ما، وظهور الخوارج كفرقة لها آراء وتجمع قوي.
فذو الخويصرة لا يعتبر في الحقيقة زعيماً
للخوارج، لأن فعلته حادثة فردية- تقع للحكام كثيراً- ولم يكن له حزب يتزعمه ولا
كان مدفوعاً من أحد –إلا طمعه وسوء أدبه مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ومع هذا
فيمكن القول بأن نزعة الخروج قد بدأت بذرتها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
. (17)
وأما بالنسبة للقول الثاني، فهو رأي لبعض
العلماء أيضاً كابن كثير وابن أبي العز (18)،
ولكن يرد على هذا أن أولئك الثوار البغاة كان هدفهم قتل عثمان وأخذ المال، ولا
ينطبق عليهم وصف فرقة ذات طابع عقائدي خاص، ولهذا اندمجوا مع المسلمين بعد تنفيذ
جريمتهم ولم يشكلوا فرقة مستقلة –وإن كان فعلهم يعتبر خروجاً عن الطاعة وخروجاً
على الإمام –إلا أنهم ليسوا هم الخوارج كفرقة عقائدية سياسية لما تقدم.
وأما بالنسبة للقول الثالث؛ وهو للورجلاني
الإباضي، فأنه قول مردود؛ فإن طلحة والزبير رضي الله عنهما لا يصح وصفهما بالخوارج
ولا ينطبق عليهما وصف الخوارج كفرقة، وكان معهما أيضاً أم المؤمنين عائشة رضي الله
عنها، وقد شهد الله لها بالإيمان، وطلحة الزبير رضي الله عنهما من العشرة المبشرين
بالجنة(19).
وأما بالنسبة للقول بأن نشأتهم تبدأ من قيام
نافع بن الأزرق؛ فإنه لم يقل به غير من ذكرنا من علماء الإباضية (20)؛ لنفيهم وجود صلة ما بين المحكمة ومن
ثار على طريقتهم وبين الأزارقة بعدهم، وهو قول غير مقبول لوجود تسلسل الأحداث
وارتباطها من المحكمة إلى ظهور نافع بن الأزرق.
والحاصل أن الخوارج بالمعنى الصحيح اسم يطلق
على تلك الطائفة ذات الاتجاه السياسي والآراء الخاصة، والتي خرجت عن جيش الإمام
علي رضي الله عنه والتحموا معه في معركة النهروان الشهيرة(21).
ومما نذكره هنا محاورات بين عليّ رضي الله عنه
والخوارج، تصور لنا مدى التعنت الذي اتصف به الخوارج.
(17)
انظر الحديث الوارد في صحيح البخاري 8/ 52- 53 ، ومسلم : 3/ 110 – 116 .
(18)
انظر البداية والنهاية : 7/ 189 وشرح الطحاوية ص 472 .
(19)
انظر الدليل لأهل العقول ص : 15 .
(20) أبو
إسحاق طفيش وتبعه على يحيى معمر أحد علماء الأباضية المتأخرين وقد اعتبروا أحداث
المحكمة الأولى قتنة داخلية بين الصحابة وليس لهم أساس الخوارج في نظرهم .
انظر : الأباضية بين
الفرق الإسلامية ص 377 وانظر الأباضية في موكب التاريخ ص 33 .
(21)
انظر لتلك الأقوال : (( تلبيس إبليس )) ص : 90 الفصل لابن حزم 4/ 157 ،
والملل والنحل للشهرستاني : 1/ 21 شرح الطحاوية لابن أبي العز 472 ، البداية
والنهاية لابن كثير : 7/ 189 ، الدليل لأهل العقول للورجلانى ص 15 ، عمان تاريخ
يتكلم للسالمي ص 103 .
_________________
أخوكم في الله
فارس الاسلام
مدير منتدى فرسان التوحيد
http://www.forsanaltwhed.com/vb